عرض مشاركة واحدة
قديم 11-27-2011, 08:53 PM
المشاركة 83
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
-31-آداب الصيام

الصيام ركن من أركان الإسلام،وهو عبادة قديمة قدم الرسالات السماوية،لما فيه من فوائد روحية ونفسية وصحية،ولما فيه من خير عميم،وفصل كريم،على الفرد والمجتمع.. وقد كتب الله سبحانه الصيام على الأمم السابقة،ثم بلغ به مرتبة الكمال بفرضه على الأمم المحمدية سالكا بهم درجة الإرتقاء في منازل الإيمان والتقوى..قال تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)} البقرة.
أَمَرَ اللهُ تَعَالَى المُؤْمِنينَ بِالصَّومِ تَهْذِيباً لِنُفُوسِهِمْ،وَقَالَ تعالى: إِنَّهُ أَوْجَبَ الصَّومَ عَلَى الأُمَمِ السَّابِقَةِ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ،لِذلِكَ فَإِنَّهُ يُوجِبُهُ عَلَى المُسلِمِينَ،وَقَدْ فَرَضَ اللهُ الصَّوْمَ عَلَى المُؤْمِنينَ لِيُعِدَّهُمْ لِتَقْوَى اللهِ،بِتَرْكِ الشَّهَوَاتِ المُبَاحَةِ المَيْسُورَةِ امتِثالاً لأَمْرِهِ،وَاحتِسَاباً لِلأَجْرِ عِنْدَهُ،فَتُرَبَّى بِذلِكَ العَزِيمَةُ وَالإِرَادَةُ عَلَى ضَبْطِ النَّفْسِ .
وقد ارتبطت فرضية الصيام بزمن معين وهو شهر رمضان المبارك،وأبرز ما في شهر رمضان من أحداث خالدة تنزل القرآن الكريم،الدستور الإلهي الخالد،الهادي من الضلال،والعاصم من الانحراف،والمنجي من الزيغ،والنور التام في الظلمة،والسعادة الكاملة للبشرية في هذه الدنيا ويوم القيامة،وتنزل القرآن الكريم في القلوب الواعية،والأفهام الناضجة ونقله من الصحائف والسطور،إلى العقول والصدور،ثم إلى الامتثال والسلوك،يحتاج إلى تدريب وتأهيل،والصيام وسيلة من وسائل هذا التدريب والتأهيل. قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (185) سورة البقرة.
وكلُّ العبادات المفروضة عبارة عن عمل معيّن،وله ثواب معين،إلا عبادة الصيام،فهي ليست بعمل وإنما هي ترك العمل،ولذلك فقد اقترن ثوابه بالعطاء الإلهي المباشر. فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - عَنِ النَّبِىِّ - r- قَالَ « كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ،إِلاَّ الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِى،وَأَنَا أَجْزِى بِهِ،وَلَخَلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ ».
وعَنْ أَبِى صَالِحٍ الزَّيَّاتِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - r- « قَالَ اللَّهُ كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلاَّ الصِّيَامَ،فَإِنَّهُ لِى،وَأَنَا أَجْزِى بِهِ.وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ،وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ،فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ،فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ،أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّى امْرُؤٌ صَائِمٌ.وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ،لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ،وَإِذَا لَقِىَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ » متفق عليه
وإذا كان الصيام ترك لأعمال مباحة،وهي المفطرات،فالأولى ترك الأعمال المكروهة أو المحرمة كاللغو والرفث والهزل والكذب والغيبة والنميمة والفطر إلى المحرمات وسماع المعازف والقينات وصرف الوقت في الملاهي والمنكرات. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ وَالْجَهْلَ،فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ. رواه البخاري
والصيام رحلة روحية مباركة،ومدرسة صحية مثلى،تعين الجسم على التخلص من سمومه وفضلاته،وتعلمه الحمية الصححية،والتوازن الغذائي الأفضل إلى جانب الفوائد الأخلاقية والروحية كالتعود على الصبر والاحتمال،ومخالفة النفس،وكسر الشهوة،واحترام النظام،والتزام الجماعة،والإحسان إلى الفقراء،ومواساة المساكين،وتقدير النعمة،والتخلص من البطر،وصفاء القلب،وتطهير الروح،والانشغال بلذة العبادة،والتزود من ذكر الله تعالى والاعتكاف وتلاوة القرآن الكريم..
إنه وصية رسول الله r،دواء مزيد،وشفاء أكيد،ووصفة نبوية ليس لها نظير. فعَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِىُّ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مُرْنِى بِأَمْرٍ يَنْفَعُنِى اللَّهُ بِهِ. قَالَ « عَلَيْكَ بِالصِّيَامِ فَإِنَّهُ لاَ مِثْلَ لَهُ ».
وعَنْ أَبِى أُمَامَةَ قَالَ:بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ -r- فِى سَرِيَّةٍ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. ثُمَّ قُلْتُ:يَا رَسُولَ اللَّهِ مُرْنِى بِأَمْرٍ يَنْفَعُنِى اللَّهُ بِهِ. قَالَ :« عَلَيْكَ بِالصِّيَامِ فَإِنَّهُ لاَ مِثْلَ لَهُ ». قَالَ فَكَانَ أَبُو أُمَامَةَ لاَ يُلْقَى إِلاَّ صَائِمًا هُوَ وَامْرَأَتُهُ وَخَادِمُهُ،فَإِذَا رُئِىَ فِى دَارِهِ دُخَانٌ بِالنَّهَارِ قِيلَ:اعْتَرَاهُمْ ضَيْفٌ،ثُمَّ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -r- فَقُلْتُ:يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ أَمَرْتَنِى بِأَمْرٍ أَرْجُو اللَّهَ أَنْ يَكُونَ قَدْ بَارَكَ اللَّهُ لِى فِيهِ. فَمُرْنِى بِأَمْرٍ قَالَ :« اعْلَمْ أَنَّكَ لاَ تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً إِلاَّ رَفَعَكَ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً أَوْ كَتَبَ لَكَ بِهَا حَسَنَةً أَوْ حَطَّ عَنْكَ بِهَا سَيِّئَةً ».
وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ،قَالَ:أَنْشَأَ رَسُولُ اللهِ rجَيْشًا،فَأَتَيْتُهُ،فَقُلْتُ:يَا رَسُولَ اللهِ،ادْعُ اللَّهَ لِي بِالشَّهَادَةِ،قَالَ:اللَّهُمَّ سَلِّمْهُمْ وَغَنِّمْهُمْ،فَغَزَوْنَا فَسَلِمْنَا وَغَنِمْنَا،حَتَّى ذَكَرَ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ،قَالَ:ثُمَّ أَتَيْتُهُ،فَقُلْتُ:يَا رَسُولَ اللهِ،إِنِّي أَتَيْتُكَ تَتْرَى ثَلاَثَ مَرَّاتٍ،أَسْأَلُكَ أَنْ تَدْعُوَ لِي بِالشَّهَادَةِ،فَقُلْتَ:اللَّهُمَّ سَلِّمْهُمْ وَغَنِّمْهُمْ فَسَلِمْنَا وَغَنِمْنَا يَا رَسُولَ اللهِ،فَمُرْنِي بِعَمَلٍ أَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ،فَقَالَ:عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لاَ مِثْلَ لَهُ،قَالَ:فَكَانَ أَبُو أُمَامَةَ لاَ يُرَى فِي بَيْتِهِ الدُّخَانُ نَهَارًا إِلاَّ إِذَا نَزَلَ بِهِمْ ضَيْفٌ،فَإِذَا رَأَوَا الدُّخَانَ نَهَارًا عَرَفُوا أَنَّهُ قَدِ اعْتَرَاهُمْ ضَيْفٌ."
وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ،قَالَ:قُلْتُ:يَا رَسُولَ اللهِ،دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ،قَالَ:عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لاَ عِدْلَ لَهُ."
وعَنْ أَبِي فَاطِمَةَ،قَالَ:قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ حَدِّثْنِي بِعَمَلٍ،أَسْتَقِيمُ عَلَيْهِ وَأَعْمَلُهُ،قَالَ:عَلَيْكَ بِالصِّيَامِ فَإِنَّهُ لاَ مِثْلَ لَهُ قُلْتُ:يَا رَسُولَ اللَّهِ حَدِّثْنِي بِعَمَلٍ أَسْتَقِيمُ عَلَيْهِ وَأَعْمَلُهُ قَالَ:عَلَيْكَ بِالسُّجُودِ فَإِنَّكَ لاَ تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً إِلاَّ رَفَعَكَ بِهَا دَرَجَةً وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً. "
وعَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ،أَنَّ أَبَا فَاطِمَةَ،حَدَّثَهُ،قَالَ:قُلْتُ:يَا رَسُولَ اللَّهِ،حَدِّثْنِي بِعَمَلٍ،أَسْتَقِيمُ عَلَيْهِ وَأَعْمَلُهُ،قَالَ:عَلَيْكَ بِالصَّلاَةِ،فَإِنَّهَا لاَ مِثْلَ لَهَا قُلْتُ:يَا رَسُولَ اللَّهِ،حَدَّثَنِي بِعَمَلٍ أَسْتَقِيمُ عَلَيْهِ وَأَعْمَلُهُ،قَالَ:عَلَيْكَ بِالْجِهَادِ،فَإِنَّهُ لاَ مِثْلَ لَهُ قُلْتُ:يَا رَسُولَ اللَّهِ،حَدِّثْنِي بِعَمَلٍ أَسْتَقِيمُ عَلَيْهِ وَأَعْمَلُهُ،قَالَ:عَلَيْكَ بِالصِّيَامِ،فَإِنَّهُ لاَ مِثْلَ لَهُ قُلْتُ:يَا رَسُولَ اللَّهِ،حَدِّثْنِي بِعَمَلٍ أَسْتَقِيمُ عَلَيْهِ وَأَعْمَلُهُ،قَالَ:عَلَيْكَ بِالسُّجُودِ فَإِنَّكَ لاَ تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً إِلاَّ رَفَعَكَ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً،وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً."
وعَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ،أَنَّ مُطَرِّفًا مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ حَدَّثَهُ:أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ دَعَا بِلَبَنٍ لِيَسْقِيَهُ،فَقَالَ مُطَرِّفٌ:إِنِّي صَائِمٌ،فَقَالَ عُثْمَانُ:سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ r،يَقُولُ:الصِّيَامُ جُنَّةٌ كَجُنَّةِ أَحَدِكُمْ مِنَ الْقِتَالِ،وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ r،يَقُولُ:صِيَامٌ حَسَنٌ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ.





هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني