عرض مشاركة واحدة
قديم 11-27-2011, 08:51 PM
المشاركة 80
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
-30-آداب العيدين

سمي العيد بهذا الاسم لعوده بالخير والغبطة والسرور على أهله بعد قيامهم بواجب دؤوب يتكرر كل مدة من الزمن،أو احتفالا بذكرى غالية على نفوسهم،أو حصولهم على غاية عزيزة على قلوبهم.
وللمسلمين عيدان أساسيان هما: عيد الفطر وعيد الأضحى،الأول بعد أداء فريضة الصوم في شهر رمضان ويكون يوم الفطر الأول من شوال يوم فرح وسعادة وحبور للصائمين إذ وفقهم الله لطاعته،ومنحهم شهادة التقوى بما قدموه من صيام وقيام،ومخالفة لشهوات النفس وحظوظها وأهوائها،فعَنْ أَبِي صَالِحٍ الزَّيَّاتِ،أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ،يَقُولُ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: قَالَ اللَّهُ تعالى: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلاَّ الصِّيَامَ فَهُوَ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ،وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ،لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ:إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ،وَإِذَا لَقِيَ اللَّهَ فَرِحَ بِصَوْمِهِ. متفق عليه.
والثاني بعد أدء فريضة الحج،ويكون يوم النحر اليوم العاشر من ذي الحجة يوم احتفال وبهجة وسرور للحجاج بما أنعم الله عليهم من أداء النسك،وتلبية أمر الله،وإكرام الله لهم بالمغفرة والرضوان،وفتح صفحة نقية من صفحات العمر،ولكافة المسلمين فرحا بما يسر الله تعالى لحجاج بيته من أداء فريضتهم،وتذكرا لعهد التضحية والفداء بالروح والنفس والمال والولد طاعة لله وامتثالا لأمره،والذي كان بطله أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام: { رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (108) سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111) } [الصافات:100 - 111].
وَلَمَّا هَاجَرَ مِنْ أَرْضِهِ سَأَلَ رَبَّهُ أَنْ يَهَبَ لَهُ ذُرِّيةً مِنَ الصَّالِحِينَ المُطِيعِينَ الذِينَ يُعِينُونَهُ عَلَى القِيَامِ بِأَمْرِ الدَّعْوَةِ وَيَتْولَّونَهَا بَعْدَهُ.فَبَشَّرَهُ اللهُ تَعَالَى بِمَولُودٍ لَهُ يَبْلُغُ الحُلْمَ،وَيَكُونُ حَلِيماً - وَهُوَ إِسْمَاعِيلُ عَلَى أَصَحِّ الأَقْوَالِ .فَلَمَّا كَبُرَ وَتَرَعْرَعَ،وَصَارَ يَذْهَبُ مَعَ أَبِيهِ،وَيَسْعَى فِي أَشْغَالِهِ،وَقَضَاءِ حَوَائِجِهِ قَالَ لَهُ أَبُوهُ:يَا بُنَيَّ إِنِّي رَأَيْتُ فِي المَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَمَا رَأْيُكَ؟ وَقَدْ قَصَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ لِيَعْلَمَ صَبْرَهُ،وَمَا يَرَاهُ فِيمَا أَمَرَ اللهُ بِهِ مِنَ الابْتِلاَءِ،وَلِيوَطِّنَ نَفْسَهُ عَلَى الذَّبْحِ اكْتِسَابا لِلمَثُوبَةِ مِنَ اللهِ تَعَالَى .
فَرَدَّ إِسْمَاعِيلُ عَلَى أَبِيهِ قَائِلاً:يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا أَمَرَكَ بِهِ رَبُّكَ،وَسَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ عَلَى الابْتِلاَءِ،وَعَلَى قَضَاءِ اللهِ .
فَلَمَّا اسْتَسْلَمَا وَانْقَادَا لأَمْرِ اللهِ،وَفَوَّضَا إِلَيْهِ سُبْحَانَه الأَمْرَ فِي قَضَائِهِ وَقَدَرِهِ،أَكَبَّ إِبْرَاهِيمُ ابنَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ ( تَلَّهُ لِلْجَبِينِ )،حَتَّى لاَ يَرَى وَجْهَهُ فَيُشْفِقَ عَلَيْهِ،وَيَضْعُفَ عَنْ إِنْفَاذِ أَمْرِ اللهِ تَعَالَى .وَعَلِمَ اللهُ تَعَالَى صِدْقَ إِبْرَاهِيمَ وَابْنِه فِي الاخْتِبَارِ،فَنَادَى اللهُ إِبْرَاهِيمَ عِنْدَ ذَلِكَ.وَقَالَ:يَا إِبْرَاهِيمُ لَقَدْ صَدَّقْتَ الرُؤْيَا بِعَزْمِكَ عَلَى ذَبْحِ ابْنِكَ إِطَاعَةً لأَمْرِ رَبِّكَ،فَحَصَلَ المَقْصُودُ .وَهَكَذَا يَجْزِي اللهُ المُحْسِنِينَ المُطِيعِينَ،فَيَصْرِفُ عَنْهُمُ المَكَائِدَ والشَّدَائِدَ،وَيَجْعَلُ لَهُمْ مِنْ أَمْرِهِمْ فَرَجاً وَمَخْرَجاً .
وَهَذَا الابْتِلاَءُ الذِي ابْتَلَيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَابْنَهُ لَهُوَ الابْتِلاَءُ الذِي أَبَانَ جَوْهَرَ إِيْمَانِهِمَا وَيَقِيِنِهِمَا بِرَبِّ العَالَمِينَ،إِذْ أمَرَهُ رَبُّهُ بِذَبْحِ ابْنِهِ فَسَارَعَ هُوَ وابْنُهُ إِلَى ذَلِكَ مُسْتَسْلِمَيْنِ،خَاضِعَيْنِ مُنْقَادَيْنِ لأَمْرِ رَبِّهِمَا .
وَفَدَى اللهُ تَعَالَى إِسْمَاعِيلَ بِكَبْشٍ سَمِينٍ ضَخْمٍ قَامَ إِبْرَاهِيمُ بِذَبْحِهِ بَدَلاً مِنْ ذَبْحِ ابْنِهِ.وَتَرَكَ اللهُ تَعَالَى لَهُ ذِكْراً حَسَناً عَلَى أَلْسِنَةِ النَّاسِ فِي الدُّنْيَا،وَجَعَلَهُ مُحَبَّباً لِلنَّاسِ جَمِيعاً.وَقَالَ اللهُ تعالى: السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا إِبْرَاهِيمُ فِي المَلاَئِكَةِ وَالإِنْسِ والجِنِّ .وَيَجْزِي اللهُ تَعَالَى المُحْسِنِينَ الصَّابِرِينَ مِنْ عِبَادِهِ مِثْلَ هَذَا الجَزَاءِ الحَسَنِ .
ولقد شرع النبي rهذين العيدين لأمته،فعن أَنَسَ بْنِ مَالِكٍ،قَالَ:قَدِمَ رَسُولُ اللهِ rالْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا،فَقَالَ رَسُولُ اللهِ r: مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ ؟ قَالُوا:كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ،قَالَ:إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا:يَوْمَ الْفِطْرِ،وَيَوْمَ النَّحْرِ." أحمد.
والعيد يوم شكر لله على ما أنعم من فضله،وما وفق من طاعته،ويوم راحة نفسية بعد أداء الفريضة،ويوم مكافأة إلهية كريمة ليعرف المسلم قدر ما قدم،وقيمة ما عمل،وتشجيعا له على متابعة أمر الله،والسير على منهجه حتى يلقى يوم عيده الأكبر بلقاء وجه ربه الكريم..
ولقد أباح الإسلام أيام العيد إظهار الفرح،والأخذ من الطيبات،والراحة والاستجمام من عناء العمل،وشيئا من اللهو المباح الذي يكون كإعادة شحن لقوى النفس،ومحطة لمواصلة الطريق على صراط الله المستقيم.
وللعيد آداب إسلامية على المسلم أن لا يتجاوزها،وأعرافا عليه ألا يتعداها،فيطلق للنفس العنان لتستبيح ما حرم الله،ولتفسد أياما قضاها في الطاعة والعبادة من أجل شهوة رخيصة،وهوى متبع. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} (33) سورة محمد.
يَأمُرُ اللهُ تَعَالى المُؤْمِنينَ بإطِاعَةِ اللهِ،وَإطَاعَةِ رَسُولِهِ فِيما يأمُرانِهِمْ بِهِ،وَفيما يَنْهَيانِهِمْ عَنْهُ،وَيَنْهَاهُمْ عَنْ إبْطَالِ أَعْمَالِهِم الحَسَنةِ،بارِتكَابِ المَعَاصِي،وَفِعْلِ الكَبَائِرِ والنِّفَاقِ،وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الأعْمَالِ التي تُبْطِلُ الحَسَناتِ وَتُذْهِبُها .
ومن هذه الآداب نذكر ما يلي:





هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني