عرض مشاركة واحدة
قديم 11-27-2011, 08:49 PM
المشاركة 77
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
-29-آداب الجمعة

يوم الجمعة يوم عظيم عند الله تعالى،أفرد في القرآن الكريم سورة سميت "سورة الجمعة" بينت أحكام صلاة الجمعة كأهم ما في هذا اليوم المبارك،وتوالت الأحاديث النبوية الشريفة تشرح قدر الجمعة،ووظائف المسلم فيه.
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِى عَبْدُ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- « خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ فِيهِ خُلِقَ آدَمُ وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا ».
وعَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ،أَنَّ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ أَتَى النَّبِيَّ rفَقَالَ:أَخْبِرْنَا عَنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ مَاذَا فِيهِ مِنَ الْخَيْرِ ؟ قَالَ:فِيهِ خَمْسُ خِلاَلٍ:فِيهِ خُلِقَ آدَمُ،وَفِيهِ هَبَطَ آدَمُ،وَفِيهِ تُوُفِّيَ آدَمُ،وَفِيهِ سَاعَةٌ لاَ يَسْأَلُ اللَّهَ عَبْدٌ فِيهَا شَيْئًا إِلاَّ آتَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ مَا لَمْ يَسْأَلْ مَأْثَمًا،أَوْ قَطِيعَةَ رَحِمٍ،وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ مَا مِنْ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ،وَلاَ سَمَاءٍ وَلاَ أَرْضٍ وَلاَ جِبَالٍ وَلاَ حَجَرٍ إِلاَّ وَهُوَ يُشْفِقُ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ".
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،أَنَّهُ قَالَ:خَرَجْتُ إِلَى الطُّورِ،فَلَقِيتُ كَعْبَ الأَحْبَارِ،فَجَلَسْتُ مَعَهُ،فَحَدَّثَنِي عَنِ التَّوْرَاةِ،وَحَدَّثْتُهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ r،فَكَانَ فِيمَا حَدَّثَتْهُ،أَنْ قُلْتُ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ،فِيهِ خُلِقَ آدَمُ،وَفِيهِ أُهْبِطَ،وَفِيهِ مَاتَ،وَفِيهِ تِيبَ عَلَيْهِ،وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ،وَمَا مِنْ دَابَّةٍ إِلاَّ وَهِيَ مُصِيخَةٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ،مِنْ حِينِ تُصْبِحُ،حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ،شَفَقًا مِنَ السَّاعَةِ إِلاَّ الْجِنَّ،وَالإِنْسَ،وَفِيهِ سَاعَةٌ لاَ يُصَادِفُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ،وَهُوَ يُصَلِّي يَسْأَلُ اللَّهَ شَيْئًا إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ قَالَ كَعْبٌ:ذَلِكَ فِي كُلِّ سَنَةٍ يَوْمٌ فَقُلْتُ:بَلْ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ،قَالَ:فَقَرَأَ كَعْبٌ التَّوْرَاةَ،فَقَالَ:صَدَقَ رَسُولُ اللهِ r. قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ:فَلَقِيتُ بَصْرَةَ بْنَ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيَّ،فَقَالَ:مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ ؟ فَقُلْتُ:مِنَ الطُّورِ،فَقَالَ:لَوْ أَدْرَكْتُكَ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ إِلَيْهِ مَا خَرَجْتَ إِلَيْهِ،سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ r،يَقُولُ:لاَ تُعْمَلُ الْمَطِيُّ إِلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ:إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِلَى مَسْجِدِي هَذَا،وَإِلَى مَسْجِدِ إِيلِيَاءَ،أَوْ مَسْجِدِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ - شَكَّ أَيُّهُمَا -. قَالَ:قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ:ثُمَّ لَقِيتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَلاَمٍ،فَحَدَّثْتُهُ بِمَجْلِسِي مَعَ كَعْبِ الأَحْبَارِ،وَمَا حَدَّثَتْهُ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ،فَقُلْتُ لَهُ:قَالَ كَعْبٌ:وَذَلِكَ فِي كُلِّ سَنَةٍ يَوْمٌ،فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَمٍ:كَذَبَ كَعْبٌ،قُلْتُ:ثُمَّ قَرَأَ التَّوْرَاةَ،فَقَالَ:بَلْ هِيَ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ،فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَمٍ:صَدَقَ كَعْبٌ،ثُمَّ قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَمٍ:قَدْ عَلِمْتُ أَيَّةَ سَاعَةٍ هِيَ ؟ قَالَ:ثُمَّ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ:فَقُلْتُ لَهُ:فَأَخْبِرْنِي بِهَا وَلاَ تَضِنَّنَ عَلَيَّ،فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَمٍ:هِيَ آخِرُ سَاعَةٍ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ،قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ:وَكَيْفَ تَكُونُ آخِرَ سَاعَةٍ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ،وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ r: لاَ يُصَادِفُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ يُصَلِّي،وَتِلْكَ سَاعَةٌ لاَ يُصَلَّى فِيهَا،فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَمٍ:أَلَمْ يَقُلْ رَسُولُ اللهِ r: مَنْ جَلَسَ يَنْتَظِرُ الصَّلاَةَ فَهُوَ فِي صَلاَةٍ،حَتَّى يُصَلِّيَهَا،قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ:بَلَى،قَالَ:فَهُوَ ذَاكَ."
وقد خصّ الله المسلمين بهذا اليوم وجعله عيدهم الأسبوعي،وفرض فيه صلاة الجمعة،وخطبتها وأمر المسلمين بالسعي إليها جمعا لقلوبهم،وتوحيدا لكلمتهم،وتعليما لحاهلهم،وتنبيها لغافلهم،وردا لشاردهم،بعد أسبوع كامل من العمل والإكتساب،كما حرّم فيه الاشتغال بأمور الدنيا،وبكل صارف عن التوجه إلى صلاة الجمعة عند الدعوة إليها.
فإذا سلمت الجمعة كانت كفارة لما سبقها خلال أيام الأسبوع،عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،أَنَّ النَّبِيَّ rقَالَ:الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ كَفَّارَاتٌ لَمَّا بَيْنَهُنَّ مَا لَمْ تُغْشَ الْكَبَائِرُ.
وقد ورد الوعيد الشديد على ترك الجمعة،فعَنْ أَبِي الْجَعْدِ الضَّمْرِيِّ قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: مَنْ تَرَكَ الْجُمُعَةَ ثَلاَثًا مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ،فَهُوَ مُنَافِقٌ."
وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:مَنْ تَرَكَ الْجُمُعَةَ ثَلَاثَ جُمَعٍ مُتَوَالِيَاتٍ فَقَدْ نَبَذَ الْإِسْلَامَ وَرَاءَ ظَهْرِهِ رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى.
وعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَأبي هُرَيْرَةَ أَنَّهُمَا سَمِعَا رَسُولَ اللَّهِ -r- يَقُولُ عَلَى أَعْوَادِ مِنْبَرِهِ « لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ ».
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ،وَابْنِ عَبَّاسٍ،أَنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى رَسُولِ اللهِ r،أَنَّهُ قَالَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ:لَيَنْتَهِيَنَّ قَوْمٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ،أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ،وَلَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ."
وقد أتى على بعض الناس زمن،غفلوا عن واجباتهم الإسلامية،ومنها حقوق يوم الجمعة،فحسبوه يوم الراحة الأسبوعية،ويوم العطلة بعد العمل ينطلقون فيه إلى الملاعب والمنتزهات،وبأيديهم أدوات اللهو واللغو واللعب والغفلات،وصنوف الأطعمة والأشربة والملذات،في يوم جاء فيه عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:عُرِضَتِ الْجُمُعَةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ r،جَاءَ جِبْرِيلُ فِي كَفِّهِ كَالْمِرَآةِ الْبَيْضَاءِ فِي وَسَطِهَا كَالنُّكْتَةِ السَّوْدَاءِ،فَقَالَ:" مَا هَذِهِ يَا جِبْرِيلُ ؟ قَالَ:هَذِهِ الْجُمُعَةُ يَعْرِضُهَا عَلَيْكَ رَبُّكَ لِتَكُونَ لَكَ عِيدًا وَلِقَوْمِكَ مِنْ بَعْدِكَ،وَلَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ تَكُونُ أَنْتَ الْأَوَّلُ،وَيَكُونُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى مِنْ بَعْدِكَ،وَفِيهَا سَاعَةٌ لَا يَدْعُو أَحَدٌ رَبَّهُ بِخَيْرٍ هُوَ لَهُ قَسْمٌ إِلَّا أَعْطَاهُ،أَوْ يَتَعَوَّذُ مِنْ شَرٍّ إِلَّا دَفَعَ عَنْهُ مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْهُ،وَنَحْنُ نَدْعُوهُ فِي الْآخِرَةِ يَوْمَ الْمَزِيدِ،وَذَلِكَ أَنَّ رَبَّكَ اتَّخَذَ فِي الْجَنَّةِ وَادِيًا أَفْيَحَ مِنْ مِسْكٍ أَبْيَضَ،فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ نَزَلَ مِنْ عِلِّيِّينَ،فَجَلَسَ عَلَى كُرْسِيِّهِ،وَحَفَّ الْكُرْسِيَّ بِمَنَابِرَ مِنْ ذَهَبٍ مُكَلَّلَةٍ بِالْجَوَاهِرِ،وَجَاءَ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ فَجَلَسُوا عَلَيْهَا،وَجَاءَ أَهْلُ الْغُرَفِ مِنْ غُرَفِهِمْ حَتَّى يَجْلِسُوا عَلَى الْكَثِيبِ،وَهُوَ كَثِيبٌ أَبْيَضُ مِنْ مِسْكٍ أَذْفَرَ،ثُمَّ يَتَجَلَّى لَهُمْ فَيَقُولُ:أَنَا الَّذِي صَدَقْتُكُمْ وَعْدِي،وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي،وَهَذَا مَحَلُّ كَرَامَتِي،فَسَلُونِي،فَيَسْأَلُونَهُ الرِّضَا،فَيَقُولُ:رِضَايَ أُحِلُّكُمْ دَارِي،وَأَنَالَكُمْ كَرَامَتِي،فَسَلُونِي،فَيَسْأَلُونَهُ الرِّضَا،فَيَشْهَدُ عَلَيْهِمْ عَلَى الرِّضَا،ثُمَّ يَفْتَحُ لَهُمْ مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ،وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ،إِلَى مِقْدَارِ مُنْصَرَفِهِمْ مِنَ الْجُمُعَةِ،وَهِيَ زَبَرْجَدَةٌ خَضْرَاءُ أَوْ يَاقُوتَةٌ حَمْرَاءُ،مُطَّرَدَةٌ فِيهَا أَنْهَارُهَا،مُتَدَلِّيَةٌ،فِيهَا ثِمَارُهَا،فِيهَا أَزْوَاجُهَا وَخَدَمُهَا،فَلَيْسَ هُمْ فِي الْجَنَّةِ بِأَشْوَقَ مِنْهُمْ إِلَى يَوْمِ الْجُمُعَةِ لِيَزْدَادُوا نَظَرًا إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ وَكَرَامَتِهِ،وَلِذَلِكَ دُعِيَ يَوْمَ الْمَزِيدِ " .
ولقد أخبرنا سبحانه أنه حرم العمل على اليهود يوم السبت،وأمرهم بالتفرغ لعبادته،فعملوا الحيل،استهزاء بأمر الله تعالى واعتداء على حدوده،فغضب عليهم ولعنهم وجعل منهم القردة والخنازير.





هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني