عرض مشاركة واحدة
قديم 11-27-2011, 08:46 PM
المشاركة 75
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
واذكر - أيها الرسول - قصة عبد الله زكريا حين دعا ربه أن يرزقه الذرية لما كَبِرت سنُّه قائلا رب لا تتركني وحيدًا لا عقب لي،هب لي وارثًا يقوم بأمر الدين في الناس من بعدي،وأنت خير الباقين وخير مَن خلفني بخير.فاستجبنا له دعاءه ووهبنا له على الكبر ابنه يحيى،وجعلنا زوجته صالحة في أخلاقها وصالحة للحمل والولادة بعد أن كانت عاقرًا،إنهم كانوا يبادرون إلى كل خير،ويدعوننا راغبين فيما عندنا،خائفين من عقوبتنا،وكانوا لنا خاضعين متواضعين.
أقول لمن يُعاني من العقم وعدم الإنجاب وضاقتْ به أسباب الدنيا،وطرق باب الأطباء أن يلجأ إلى الله بما لجأ به زكريا - عليه السلام - وأهله { إِنَّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ } [الأنبياء: 90] خذوها (روشتة) ربانية،ولن تتخلف عنكم الاستجابة بإذن الله.لكن،لماذا هذه الصفة بالذات: { إِنَّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ.. } [الأنبياء: 90]؟
قالوا: لأنك تلاحظ أن أصحاب العُقْم وعدم الإنجاب غالباً ما يكونون بُخَلاء مُمْسِكين،فليس عندهم ما يُشجِّعهم على الإنفاق،فيستكثرون أن يُخرجوا شيئاً لفقير؛ لأنه ليس ولده.فإذا ما سارع إلى الإنفاق وسارع في الخيرات بشتى أنواعها،فقد تحدَّى الطبيعة وسار ضدها في هذه المسألة،وربما يميل هؤلاء الذين ابتلاهم الله بالعُقْم إلى الحقد على الآخرين،أو يحملون ضغينة لمن ينجب،فإذا طرحوا هذا الحقد ونظروا لأولاد الآخرين على أنهم أولادهم،فعطفوا عليهم وسارعوا في الخيرات،ثم توجَّهوا إلى الله بالدعاء رَغَباً ورَهَباً،فإن الله تعالى وهو المكوِّن الأعلى يخرق لهم النواميس والقوانين،ويرزقهم الولد من حيث لا يحتسبون.
ومعنى: { وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ } [الأنبياء: 90] يعني: راضين بقدرنا فيهم،راضين بالعُقْم على أنه ابتلاء وقضاء،ولا يُرفع القضاء عن العبد حتى يرضى به،فلا ينبغي للمؤمن أنْ يتمرَّد على قدر الله،ومن الخشوع التطامن لمقادير الخَلْق في الناس.
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- « مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَسْتَجِيبَ اللَّهُ لَهُ عِنْدَ الشَّدَائِدِ وَالْكُرَبِ فَلْيُكْثِرِ الدُّعَاءَ فِى الرَّخَاءِ ». رواه الترمذي .
وقال الشعراني رحمه الله:" أخذ علينا العهد العام من رسول الله r) أن نحسن ظننا في ربنا،وأنه يجيب دعاءنا ولا نترك الدعاء أبدا استنادا إلى السوابق،فإن في ذلك تعطيلا للأوامر الشرعية،ولو تأمل العبد وجد نفس دعائه من الأمور السوابق،ونحن نعلم من ربنا جل وعلا أنه يحب من عبده إظهار الفاقة والحاجة،ويثيب عبده على ذلك سواء أعطاه أو منعه،وأكثر من يخل بهذا العمل العهد من سلك الطريق بغير شيخ،فيترك الوسائل كلها ويقول: إن كان سبق لي قضاء هذه الحاجة فلا حاجة للدعاء،وإن لم يقسم لي قضاء تلك الحاجة فلا فائدة في الدعاء،وقد مكثت أنا في هذا المقام نحو شهر ثم أنقذني الله منه على يد شيخي الشيخ محمد الشناوي رحمه الله،وفي القرآن العظيم: {قُلْ مَايَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلاَ دُعَاؤُكُمْ}. فأخبر أن العبد من أدبه مع الله أن يدعوه في كل شدة ولا يعوِّل على السوابق،فإن العبد لا يعلمها نفيا ولا إثباتا،وقد دعت الأكابر من الأنبياء والأولياء ربهم سبحانه وتعالى ولم ينظروا إلى السوابق. {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} والله يتولى هداك."
تجنّب الحرام في المطعم أو الملبس أو المسكن أو المشرب،فإن الله سبحانه وتعالى طيب ولا يقبل إلا طيبا.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: أَيُّهَا النَّاسُ،إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا،وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ،فَقَالَ:{يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} (51) سورة المؤمنون،وَقَالَ:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} (172) سورة البقرة،ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ،ثُمَّ يَمُدُّ يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ:يَا رَبِّ،يَا رَبِّ،وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ،وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ،وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ،وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ،فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ. " رواه مسلم
سؤال الله تعالى ودعاؤه بأسمائه الحسنى،والثناء عليه وتمجيده بصفاته العليا.
قال تعالى: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (180) سورة الأعراف
وَللهِ،دُونَ غَيْرِهِ،جَمِيعُ الأَسْمَاءِ الدَّالَّةِ عَلَى أَحْسَنِ المَعَانِي،وَأَكْمَلِ الصِّفَاتِ،فَاذْكُرُوهُ وَنَادُوهُ بِهَا،إِمَّا لِلْثَنَاءِ عَلَيْهِ،وَإِمَّا لِسُؤالِهِ العَوْنَ وَالمَغْفِرَةَ،وَمَا أَنْتُمْ بِحَاجَةٍ إِلَيْهِ.وَادْعُوهُ يَا أَيُّها المُؤْمِنُونَ،وَاتْرُكُوا جَمِيعَ الذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ بِالمَيْلِ فِي أَلْفَاظِهَا،أَوْ مَعَانِيهَا عَنْ نَهْجِ الحَقِّ،مِنْ تَحْرِيفٍ أَوْ تَأْوِيلٍ أَوْ شْرِكٍ أَوْ تَكْذِيبٍ،أَوْ زِيَادَةٍ أَوْ نُقْصَانٍ،أَوْ مَا يَنْفِي وَصْفَها بِالحُسْنَى،لأنَّ هَؤُلاَءِ المُلْحِدِينَ سَيُجْزَوْنَ جَزَاءً وِفَاقاً عَلَى أَعْمَالِهِمْ،وَتَنْزِل بِهِم العُقُوبَةُ فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ.فَاجْتَنِبُوا إِلْحَادَهُمْ فِي أسْمَاءِ اللهِ لِكَيْلا يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَهُمْ .
وقال سبحانه: {قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً} (110) سورة الإسراء
قُلْ يَا مُحَمَّدُ لِهَؤُلاَءِ المُشْرِكِينَ المُنْكِرِينَ صِفَةَ الرَّحْمَن ِللهِ عَزَّ وَجَلَّ،المُعَارِضِينَ تَسْمِيَتَهُ بِالرَّحْمَنِ:لاَ فَرْقَ بَيْنَ دُعَائِكُمْ لَهُ بِاسْمِ اللهِ،أَوْ بِاسْمِ الرَّحْمَنِ،فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى ذُو الأَسْمَاءِ الحُسْنَى .وَلاَ تَجْهَرْ أَيُّهَا الرَّسُولُ بِصَلاَتِكَ،وَلاَ تَرْفَعْ صَوْتَكَ بِالقُرْآنِ فَيَسْمَعُكَ المُشْرِكُونَ،فَيَسُبُّوا القُرْآنَ.وَلَا تُخَافِتْ بِهَا عَنْ أَصْحَابِكَ،فَلاَ تُسْمِعَهُمُ القُرآنَ،لِيَأْخُذُوا عَنْكَ،وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً وَسَطاً .
وعَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِىَّ -r- قَالَ « أَلِظُّوا بِيَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ » رواه الترمذي.
وعَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ،قَالَ:مَا سَمِعْتُ النَّبِيَّ rيَسْتَفْتِحُ دُعَاءً إِلاَّ اسْتَفْتَحَهُ:بِسُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَلِيِّ،الأَعْلَى الْوَهَّابِ " رواه الحاكم.
وعن إِيَاسِ بِ سَلَمَةَ بن الأَكْوَعِ،عَنْ أَبِيهِ،قَالَ: قَلَّمَا سَمِعْتُ النَّبِيَّ rيَسْتَفْتِحُ بِدُعَاءٍ إِلا سَمِعْتُهُ:"يَسْتَفْتِحُ بِسُبْحَانَ رَبِّيَ الأَعْلَى الْوَهَّابِ" .
وعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ،قَالَ:مَرَّ النَّبِيُّ rبِرَجُلٍ وَهُوَ يَقُولُ:اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الصَّبْرَ.فَقَالَ:قَدْ سَأَلْتَ الْبَلاَءَ فَسَلِ اللَّهَ الْعَافِيَةَ قَالَ:وَمَرَّ بِرَجُلٍ يَقُولُ:يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِِكْرَامِ.قَالَ:قَدْ اسْتُجِيبَ لَكَ فَسَلْ،وَمَرَّ بِرَجُلٍ يَقُولُ:اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ تَمَامَ النِّعْمَةِ.قَالَ:يَا ابْنَ آدَمَ أَتَدْرِي مَا تَمَامُ النِّعْمَةِ ؟ قَالَ:دَعْوَةٌ دَعَوْتُ بِهَا أَرْجُو بِهَا الْخَيْرَ.قَالَ:فَإِنَّ تَمَامَ النِّعْمَةِ فَوْزٌ مِنَ النَّارِ،وَدُخُولُ الْجَنَّةِ."
وعَنْ مَنْصُورِ بْنِ صَفِيَّةَ،قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ rبِرَجُلٍ وَهُوَ يَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانِي إلى الإِسْلَامِ،وَجَعَلَنِي مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ،فَقَالَ رَسُولُ اللهِ r: " شَكَرْتَ عَظِيمًا "،وَمُرَّ بِرَجُلٍ وَهُوَ يَقُولُ: يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ،فَقَالَ: " قَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكَ فَسَلْ "
الإكثار من الدعاء لأهله وأرحامه وإخوانه وجيرانه وأصدقائه ولمن أوصاه بالدعاء لينال مثل ما دعا به دعوة من الملك.
قال تعالى حكاية عن سيدنا موسى: {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} (151) سورة الأعراف.
لَمَّا تَحَقَّقَ مُوسَى مِنْ بَرَاءَةِ هارُونَ،وَأَنَّهُ قَامَ بِوَاجِبِهِ كَامِلاً نَحْوَ قَوْمِهِ،دَعَا رَبَّهُ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ مَا فَرَطَ مِنْهُ مِنْ قَوْلٍ وَفِعْلٍ،فِيهما غِلْظَةٌ وَجَفَاءٌ،بِحَقِّ أَخيهِ،وَأَنْ يَغْفِرَ لأَخِيهِ مَا عَسَاهُ أَنْ يَكُونَ قَدْ قَصَّرَ فِيهِ مِنْ نَهيِ القَوْمِ عَنْ فِعْلِ مَا فَعَلُوهُ،مِنْ عِبَادَةِ العِجْلِ،وَأَنْ يُدْخِلهُمَا فِي رَحْمَتِهِ التِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيءٍ،وَأَنْ يَغْمُرَهُما بِجُودِهِ وَفَضْلِهِ،فَهُوَ تَعَالَى أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ جَمِيعاً بِعِبَادِهِ .
عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَفْوَانَ،وَكَانَ تَحْتَهُ الدَّرْدَاءُ،قَالَ: أَتَيْتُ الشَّامَ فَأَتَيْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ فَلَمْ أَلْقَهُ،وَلَقِيتُ أُمَّ الدَّرْدَاءِ فَقَالَتْ: تُرِيدُ الْحَجَّ الْعَامَ ؟،قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ،قَالَتْ: فَادْعُ لَنَا بِخَيْرٍ،فَإِنَّ النَّبِيَّ rيَقُولُ: " دُعَاءُ الْمُسْلِمِ يُسْتَجَابُ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ،عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ،مَا دَعَا لِأَخِيهِ بِخَيْرٍ إِلَّا قَالَ: آمِينَ،وَلَكَ بِمِثْلٍ ".قَالَ: فَخَرَجْتُ إِلَى السُّوقِ فَلَقِيتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ فَقَالَ لِي مِثْلَ ذَلِكَ.أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ .
وعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إِلاَّ،قَالَ الْمَلَكُ:وَلَكَ بِمِثْلٍ،وَلَكَ بِمِثْلٍ "





هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني