الموضوع
:
المُهَذَّبُ في الآدابِ الإسلاميَّةِ
عرض مشاركة واحدة
11-27-2011, 08:44 PM
المشاركة
73
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
تاريخ الإنضمام :
Jan 2010
رقم العضوية :
8605
المشاركات:
1,313
سؤال آخر تنبغي الإجابة عليه هنا: لماذا يطلب زكريا الولد في هذه السن المتأخرة،وبعد أن بلغ من الكبر عتياً،وأصبحت امرأته عاقراً؟
لقد أوضح زكريا عليه السلام العلة في ذلك في الآيات القادمة فقال:{ يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ }[مريم: 6].إذن: فالعِلَّة في طلب الولد دينية مَحْضة،لا يطلبه لمغْنَم دنيوي،إنما شغفه بالولد أنه لم يأمن القوم من بعده على منهج الله وحمايته من الإفساد.
لذلك قوله: (يرثني) هنا لا يفهم منه ميراث المال كما يتصوره البعض؛ لأن الأنبياء لا يورثون،كما قال النبي r" نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة " وبذلك يخرج النبي من الدنيا دون أن ينتفع أحد من أقاربه بماله حتى الفقراء منهم.
فالمسألة مع الأنبياء خالصة كلها لوجه الله تعالى؛ لذلك قال بعدها:{ وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ }[مريم: 6] أي: النبوة التي تناقلوها. فلا يستقيم هنا أبداً أن نفهم الميراث على أنه ميراث المال أو متاع الدنيا الفاني.ومن ذلك قوله تعالى:{ وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ }[النمل: 16] ففي أيِّ شئ ورثه؟ أورثه في تركته؟ إذن: فما موقف إخوته الباقين؟ لا بد أنه ورثه في النبوة والملك،فالمسألة بعيدة كل البعد عن الميراث المادي.
وعَنْ عَائِشَةَ { وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً} (110) سورة الإسراء أُنْزِلَتْ فِى الدُّعَاءِ ". متفق عليه.
وعَنْ أَبِى مُوسَى الأَشْعَرِىِّ - رضى الله عنه - قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - r-،فَكُنَّا إِذَا أَشْرَفْنَا عَلَى وَادٍ هَلَّلْنَا وَكَبَّرْنَا ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُنَا،فَقَالَ النَّبِىُّ - r- « يَا أَيُّهَا النَّاسُ،ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ،فَإِنَّكُمْ لاَ تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلاَ غَائِبًا،إِنَّهُ مَعَكُمْ،إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ،تَبَارَكَ اسْمُهُ وَتَعَالَى جَدُّهُ » متفق عليه.
الإلحاح في الدعاء،وتكراره ثلاثا.
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ،قَالَ: " بَيْنَا رَسُولُ اللهِ rيُصَلِّي عِنْدَ الْبَيْتِ وَأَبُو جَهْلٍ وَأَصْحَابٌ لَهُ جُلُوسٌ عِنْدَ الْبَيْتِ وَقَدْ نَحَرُوا جَزُورًا بِالْأَمْسِ،قَالَ أَبُو جَهْلٍ: أَيُّكُمْ يَذْهَبُ إِلَى سَلَى جَزُورِ بَنِي فُلَانٍ،فَيَأْخُذَهُ،فَيَضَعَهُ عَلَى كَتِفَيْ رَسُولِ اللهِ rإِذَا سَجَدَ،فَانْبَعَثَ أَشْقَى الْقَوْمِ،فَأَخَذَهُ،فَلَمَّا سَجَدَ النَّبِيُّ r،وَضَعَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ،فَاسْتَضْحَكُوا،وَجَعَلُوا بَعْضُهُمْ يُقْبِلُ عَلَى بَعْضٍ،وَأَنَا قَائِمٌ أَنْظُرُ،لَوْ كَانَتْ لِي مَنْعَةٌ لَطَرَحْتُهُ عَنْ ظَهْرِ رَسُولِ اللهِ r،وَالنَّبِيُّ rسَاجِدٌ مَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ،حَتَّى انْطَلَقَ إِنْسَانٌ فَأَخْبَرَ فَاطِمَةَ،فَجَاءَتْ وَهِيَ جَارِيَةٌ فَطَرَحَتْهُ عَنْهُ،ثُمَّ أَقْبَلَتْ عَلَيْهِمْ تَسُبُّهُمْ،فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ rصَلَاتَهُ،رَفَعَ صَوْتَهُ،ثُمَّ دَعَا عَلَيْهِمْ،وَكَانَ إِذَا دَعَا،دَعَا ثَلَاثًا،وَإِذَا سَأَلَ سَأَلَ ثَلَاثًا،ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ،فَلَمَّا سَمِعُوا صَوْتَهُ ذَهَبَ عَنْهُمُ الضَّحِكُ،وَخَافُوا دَعْوَتَهُ ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ عَلَيْكَ بِأَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ،وَعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ،وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ،وَالْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ،وَأُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ،وَعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ " وَذَكَرَ السَّابِعَ فَلَمْ أَحْفَظْهُ،وَالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّدًا rبِالْحَقِّ لَقَدْ رَأَيْتُ الَّذِينَ سَمَّاهُمْ صَرْعَى يَوْمَ بَدْرٍ،ثُمَّ سُحِبُوا فِي الْقَلِيبِ،قَلِيبِ بَدْرٍ "."
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:كَانَ رَسُولُ اللَّهِ rيُعْجِبُهُ مِنَ الدُّعَاءِ الثَّلاَثُ،إِذَا دَعَا دَعَا ثَلاَثًا،أَوْ سَأَلَ سَأَلَ ثَلاَثًا.
الجزم بالدعاء،والثقة بالله،والعلم بأنه سبحانه يجيب الدعاء مهما كان عظيما أو صعبا،فهو القادر أن يجعل من كل هم فرجا،ومن كل ضيق مخرجا،ومن كل شدة ظفرا ونصرا.
فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -r- قَالَ « لاَ يَقُلْ أَحَدُكُمْ إِذَا دَعَا اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى إِنْ شِئْتَ اللَّهُمَّ ارْحَمْنِى إِنْ شِئْتَ لِيَعْزِمِ الْمَسْأَلَةَ فَإِنَّهُ لاَ مُكْرِهَ لَهُ ».مالك
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - r- قَالَ « لاَ يَقُولَنَّ أَحَدُكُمُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى،اللَّهُمَّ ارْحَمْنِى،إِنْ شِئْتَ.لِيَعْزِمِ الْمَسْأَلَةَ،فَإِنَّهُ لاَ مُكْرِهَ لَهُ » ..
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،أَنَّ رَسُولَ اللهِ r،قَالَ:إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلْيُعْظِمِ الرَّغْبَةَ،فَإِنَّهُ لاَ يَتَعَاظَمُ عَلَى اللهِ شَيْءٌ. رواه ابن حبان.
فذنوب العباد وإن عظمت فإن عفو الله ومغفرته أعظم منها وأعظم،فهي صغيرة في جنب عفو الله ومغفرته،فعن عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ،عَنْ أَبِيهِ،عَنْ جَدِّهِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ r،فَقَالَ: وَاذُنُوبَاهُ وَاذُنُوبَاهُ،فَقَالَ هَذَا الْقَوْلَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا،فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ r: " قُلِ: اللهُمَّ مَغْفِرَتُكَ أَوْسَعُ مِنْ ذُنُوبِي،وَرَحْمَتُكَ أَرْجَى عِنْدِي مِنْ عَمَلِي "،فَقَالَهَا ثُمَّ قَالَ: " عُدْ "،فَعَادَ،قَالَ: ثُمَّ قَالَ: " عُدْ "،فَعَادَ قَالَ: " قُمْ قَدْ غَفَرَ اللهُ لَكَ "
عدم التكلف في الدعاء،وترك السجع فيه،وتعلم المأثور منه في الكتاب والسنة.
فعَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -r- يَسْتَحِبُّ الْجَوَامِعَ مِنَ الدُّعَاءِ وَيَدَعُ مَا سِوَى ذَلِكَ. رواه أبو داود.
افتتاح الدعاء بحمد الله تعالى والثناء عليه بما هو أهله،والصلاة والسلام على نبيه rواختتام الدعاء بمثل ذلك. حكى الطرطوشي رحمه الله عن أبي سليمان الداراني رضي الله عنه أنه قال:إذا سألت الله تعالى حاجة فابدأ بالصلاة على النبي rثم ادع بما شئت ثم اختم بالصلاة عليه فإن الله سبحانه بكرمه يقبل الصلاتين وهو أكرم من أن يدع ما بينهما"
وقال النووي رحمه الله: أجمع العلماء على استحباب ابتداء الدعاء بالحمد لله تعالى والثناء ثم الصلاة على رَسُوْل اللهِ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قال وكذا يختم الدعاء بهما".
عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الْجَنْبِيِّ،أَنَّهُ سَمعَ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ يَقُولُ: سَمعَ رَسُولُ اللهِ rرَجُلاً يَدْعُو فِي صَلاَتِهِ،لَمْ يُمَجِّدِ اللهَ،وَلَمْ يُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ r،فَقَالَ رَسُولُ اللهِ r: عَجِلْتَ أَيُّهَا الْمُصَلِّي،ثُمَّ عَلَّمَهُمْ رَسُولُ الله r،وَسَمِعَ رَسُولُ اللهِ rرَجُلاً يُصَلِّي،فَمَجَّدَ اللهَ،وَحَمِدَهُ،وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ r،فَقَالَ رَسُولُ اللهِ r: ادْعُ تُجَبْ،وَسَلْ تُعْطَ." رواه أبو داود والنسائي.
وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيِّ،قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: " لَا تَجْعَلُونِي كَقَدَحِ الرَّاكِبِ،إِنَّ الرَّاكِبَ يَمْلَأُ قَدَحَهُ مَاءً ثُمَّ يَضَعُهُ،ثُمَّ يَأْخُذُ فِي مَعَالِيقِهِ حَتَّى إِذَا فَرَغَ جَاءَ إِلَى الْقَدَحِ،فَإِنْ كَانَ لَهُ حَاجَةٌ فِي الشَّرَابِ شَرِبَ،وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَاجَةٌ فِي الشَّرَابِ تَوَضَّأَ،فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَاجَةٌ فِي الْوُضُوءِ أَهْرَاقَهُ،وَلَكِنِ اجْعَلُونِي فِي أَوَّلِ الدُّعَاءِ وَفِي آخِرِ الدُّعَاءِ " البيهقي.
وعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ،قَالَ: " كُلُّ دُعَاءٍ مَحْجُوبٌ عَنِ السَّمَاءِ حَتَّى يُصَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ،وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ r"
التأمين على دعاء النفس وعلى دعاء الغير.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله rقال:" إذا دعا أحدُكم فَلْيُؤَمِّنْ على دعاءِ نفسِهِ " رواه ابن عدي.
وعَنْ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ الْفِهْرِيُّ وَكَانَ مُسْتَجَابًا أَنَّهُ أُمِّرَ عَلَى جَيْشٍ فَدَرَّبَ الدُّرُوبَ،فَلَمَّا لَقِيَ الْعَدُوَّ قَالَ لِلنَّاسِ:سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ rيَقُولُ:" لَا يَجْتَمِعُ مَلَأٌ فَيَدْعُو بَعْضُهُمْ وَيُؤَمِّنُ سَائِرُهُمْ إِلَّا أَجَابَهُمُ اللَّهُ "،ثُمَّ إِنَّهُ حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ فَقَالَ:اللَّهُمَّ احْقِنْ دِمَاءَنَا وَاجْعَلْ أُجُورَنَا أُجُورَ الشُّهَدَاءِ،فَبَيْنَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ إِذْ نَزَلَ الْهِنْبَاطُ أَمِيرُ الْعَدُوِّ فَدَخَلَ عَلَى حَبِيبٍ سُرَادِقَهُ.قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ:" الْهِنْبَاطُ بِالرُّومِيَّةِ صَاحِبُ الْجَيْشِ " رواه الطبراني.
تجنب الاعتداء في الدعاء،والحذر من الدعاء على النفس أو الأهل أو الولد أو أحد المخلوقات.
قال تعالى:{ وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً (11)} الإٌسراء.
يُخْبِرُ اللهُ تَعَالَى عَنْ عَجَلَةِ الإِنْسَانِ،وَدُعَائِهِ عَلَى نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ فِي بَعْضِ الأَحْيَانِ بِالشَّرِّ حِينَ الغَضَبِ،كَمَا يُسَارِعُ إِلَى الدُّعَاءِ فِي الخَيْرِ،فَلَوِ اسْتَجَابَ اللهُ لَهُ لأَهْلَكَهُ وَأَهْلَكَ أَهْلَهُ.وَالَّذِي يَحْمِلُ الإِنْسَانَ عَلَى ذلِكَ هُوَ قَلَقُهُ،وَعَجَلَتُهُ،وَقِلَّةُ صَبْرِهِ .
وقال عز وجل: {وَلَوْ يُعَجِّلُ اللّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} (11) سورة يونس.
يُخْبِرُ اللهُ تَعَالَى عَنْ حِلْمِهِ وَلُطْفِهِ بِعِبَادِهِ،وَيَقُولُ إِنَّهُ لاَ يَسْتَجِيبُ لَهُمْ إِذَا دَعُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَأَوْلاَدِهِمْ بِالشَّرِّ فِي حَاَل ضَجَرِهِمْ وَغَضَبِهِمْ،لأَنَّهُ يَعْلَمُ أَنَّهُمْ لاَ يُرِيدُونَ ذَلِكَ،فَلِذَلِكَ لاَ يَسْتَجِيبُ لَهُمْ لُطْفاً مِنْهُ،وَرَحْمَةً بِهِمْ .
أَمَّا إِذَا دَعَوا لأَنْفُسِهِمْ وَأَوْلاَدِهِمْ بِالخَيْرِ وَالبَرَكَةِ فَإِنَّهُ يَسْتَجِيبُ لَهُمْ.وَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ لَوِ اسْتَجَابَ لَهُمْ فِي كُلِّ دَعْوَةٍ تَجْرِي عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ لأَهْلَكَهُمْ.وَيَتْرُكُ اللهُ تَعَالَى الذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ،وَلاَ يَرْجُونَ لِقَاءَهُ فِي الآخِرَةِ،سَادِرِينَ فِي غَيِّهِمْ،مُسْتَمِرِّينَ فِي طُغْيَانِهِمْ،مُتَحَيِّرِينَ لاَ يَهْتَدُونَ إِلَى الخُرُوجِ مِمَّا هُمْ فِيهِ،حَتَّى يَجِيءَ اليَوْمُ الذِي وَعَدَهُمُ اللهُ بِهِ .
( وَقَدْ يَكُونُ المَعْنَى:لَوْ أَنَّ اللهَ تَعَالَى يُعَجِّلُ لِلنَّاسِ إِجَابَةَ دُعَائِهِمْ وَاسْتِعْجَالِهِمْ فِي الشَّرِّ فِيمَا فِيهِ مَضَرَّتُهُمْ،فِي النَّفْسِ وَالمَالِ وَالوَلَدِ - كَمَا اسْتَعْجَلَ كُفَّارُ قُرَيْشٍ رَسُولَ اللهِ بِالعَذَابِ الذِي أَنْذَرَهُمْ بِهِ - كَاسْتِعْجَالِهِمْ بِالخَيْرِ الذِي يَطْلُبُونَهُ بِدُعَائِهِمْ اللهَ،لَقَضَى إِلَيْهِمْ أَجَلَهُمْ قَبْلَ وَقْتِهِ الطَّبِيعِيِّ المُحَدَّدِ لَهُمْ،كَمَا أَهْلَكَ الذِينَ كَذَّبُوا الرُّسُلَ،وَاسْتَعْجَلُوا بِالعَذَابِ مِنْ قَبْلِهِمْ ) .
وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ،قَالَ:سِرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ rوَهُوَ يَطْلُبُ الْمَجْدِيَّ بْنَ عَمْرٍو الْجُهَنِيَّ،وَكَانَ النَّاضِحُ يَعْتَقِبُهُ مِنَّا الْخَمْسَةُ،وَالسِّتَّةُ وَالسَّبْعَةُ،فَدَنَا عُقْبَةُ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ عَلَى نَاضِحٍ لَهُ،فَأَنَاخَهُ فَرَكِبَهُ،ثُمَّ بَعَثَهُ،فَتَلَدَّنَ عَلَيْهِ بَعْضَ التَّلَدُّنِ،فَقَالَ:شَأْ لَعَنَكَ اللَّهُ،فَقَالَ رَسُولُ اللهِ r: مَنْ هَذَا اللاَّعِنُ بَعِيرَهُ ؟ قَالَ:أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ،قَالَ:انْزِلْ عَنْهُ،فَلاَ تَصْحَبْنَا بِمَلْعُونٍ،لاَ تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ،وَلاَ تَدْعُوا عَلَى أَوْلاَدِكُمْ،وَلاَ تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ،لاَ تُوَافِقُوا مِنَ السَّاعَةِ فَيَسْتَجِيبَ لَكُمْ."
وعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ،قَالَتْ:دَخَلَ رَسُولُ اللهِ rعَلَى أَبِي سَلَمَةَ،وَقَدْ شَقَّ بَصَرُهُ فَأَغْمَضَهُ وَقَالَ:إِنَّ الرُّوحَ إِذَا قُبِضَ،تَبِعَهُ الْبَصَرُ،فَصَاحَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِهِ،فَقَالَ:لاَ تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ بِخَيْرٍ،فَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ تُؤَمِّنُ عَلَى مَا تَقُولُونَ،ثُمَّ قَالَ:اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأَبِي سَلَمَةَ،وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ فِي الْمُقَرَّبِينَ،وَاخْلُفْهُ فِي عَقِبِهِ فِي الْغَابِرِينَ،وَاغْفِرْ لَهُ وَلَنَا يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ،اللَّهُمَّ افْسَحْ لَهُ فِي قَبْرِهِ،وَنَوِّرْ لَهُ فِيهِ.
بجنب استبطاء الإجابة،واليأس والقنوط من قضاء حاجته،ثم استصغار شأن الدعاء،وعدم الاهتمام به،ثم تركه بعد ذلك.
عَنْ جَابِرٍ،عَنِ النَّبِيِّ rأَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مُوَكَّلٌ بِحَاجَاتِ الْعِبَادِ،فَإِذَا دَعَاهُ عَبْدُهُ الْمُؤْمِنُ قَالَ لَهُ: يَا جِبْرِيلُ،احْبِسْ حَاجَةَ عَبْدِي هَذَا،فَإِنِّي أُحِبُّهُ وَأُحِبُّ صَوْتَهُ،وَإِذَا دَعَاهُ عَبْدُهُ الْكَافِرُ قَالَ: يَا جِبْرِيلُ اقْضِ حَاجَةَ عَبْدِي هَذَا فَإِنِّي أَبْغَضُهُ وَأَبْغَضُ صَوْتَهُ ".
وعن ثَابِتَ،قَالَ: " أَخَذَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ زِيَادٍ ابْنَ أَخِي صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ فَحَبَسَهُ فِي السِّجْنِ،فَلَمْ يَدَعْ صَفْوَانُ أَحَدًا مِنَ الْوُجُوهِ إِلَّا تَجَمَّلَ بِهِ عَلَيْهِ،فَلَمْ يَرَ لِحَاجَتِهِ نَجَاحًا،فَبَاتَ فِي مُصَلَّاهُ فَأَتَاهُ آتٍ فِي مَنَامِهِ،فَقَالَ: قُمْ يَا صَفْوَانُ فَاطْلُبْ حَاجَتَكَ مِنْ قِبَلِ وَجْهِهَا،قَالَ: فَقَامَ فَزِعًا،فَتَوَضَّأَ،ثُمَّ صَلَّى،ثُمَّ دَعَا،فَإِذَا بِابْنِ أَخِيهِ يَضْرِبُ الْبَابَ فَقَالَ: مَنْ هَذَا ؟ فَقَالَ: أَنَا فُلَانٌ،- يَعْنِي ابْنَ أَخِيهِ - فَقَالَ: وَأَيُّ هَذِهِ السَّاعَةِ ؟ قَالَ: انْتَبَهَ الْأَمِيرُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ فَدَعَا بِالنِّيرَانِ وَالشُّرَطِ وفُتِحَتْ أَبْوَابُ السُّجُونِ وَنُودِيَ: أَيْنَ ابْنُ أَخِي صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ ؟ أَخْرِجُوهُ،فَإِنِّي قَدْ مُنِعْتُ النَّوْمَ مُنْذُ اللَّيْلَةِ "
هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني