عرض مشاركة واحدة
قديم 11-27-2011, 08:32 PM
المشاركة 64
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
سورة يس:
عَنْ جُنْدُبٍ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: مَنْ قَرَأَ يس فِي لَيْلَةٍ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ غُفِرَ لَهُ."
وعَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِى رَبَاحٍ قَالَ بَلَغَنِى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -r- قَالَ :« مَنْ قَرَأَ يس فِى صَدْرِ النَّهَارِ قُضِيَتْ حَوَائِجُهُ ».
وعَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- :« إِنَّ لِكُلِّ شَىْءٍ قَلْباً،وَإِنَّ قَلْبَ الْقُرْآنِ يس،مَنْ قَرَأَهَا فَكَأَنَّمَا قَرَأَ الْقُرْآنَ عَشْرَ مَرَّاتٍ ».
وعَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ:مَنْ قَرَأَ يس حِينَ يُصْبِحُ أُعْطِىَ يُسْرَ يَوْمِهِ حَتَّى يُمْسِىَ،وَمَنْ قَرَأَهَا فِى صَدْرِ لَيْلِهِ أُعْطِىَ يُسْرَ لَيْلَتِهِ حَتَّى يُصْبِحَ."
سورة الواقعة:
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ،قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: " مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْوَاقِعَةِ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ لَمْ تُصِبْهُ فَاقَةٌ أَبَدًا " وَكَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ يَأْمُرُ بَنَاتِهِ يَقْرَأْنَ بها كُلَّ لَيْلَةٍ " رواه البيهقي.
سورة تبارك:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،عَنْ رَسُولِ اللهِ r،قَالَ:إِنَّ سُورَةً فِي الْقُرْآنِ ثَلاَثُونَ آيَةً تَسْتَغْفِرُ لِصَاحِبِهَا حَتَّى يُغْفَرَ لَهُ:{تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} [الملك:] ؟ فَأَقَرَّ بِهِ أَبُو أُسَامَةَ وَقَالَ:نَعَمْ.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،عَنِ النَّبِيِّ r،قَالَ:سُورَةٌ فِي الْقُرْآنِ،ثَلاَثُونَ آيَةً،تَسْتَغْفِرُ لِصَاحِبِهَا حَتَّى يُغْفَرَ لَهُ:تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ.
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،قَالَ: ضَرَبَ بَعْضُ أَصْحَابِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ rخِبَاءً عَلَى قَبْرٍ،وَلا يَحْسَبُ أَنَّهُ قَبْرٌ،فَإِذَا هُوَ إِنْسَانٌ يَقْرَأُ: "تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ"[الملك آية 1]،حَتَّى خَتَمَهَا،فَأَتَى النَّبِيَّ r, فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ضَرَبْتُ خِبَائِي عَلَى قَبْرٍ،وَأَنَا لا أَحْسَبُ أَنَّهُ قَبْرٌ،فَإِذَا إِنْسَانٌ يَقْرَأُ: "تَبَارَكَ" حَتَّى خَتَمَهَا،فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r:هِيَ الْمَانِعَةُ هِيَ الْمُنْجِيَةُ تُنْجِيهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ.
سورة قل يا ايها الكافرون :
عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ الأَشْجَعِيِّ،عَنْ أَبِيهِ،قَالَ:دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ rفَقُلْتُ:يَا نَبِيَّ اللهِ،عَلِّمْنِي شَيْئًا أَقُولُهُ إِذَا أَوَيْتُ إِلَى فِرَاشِي،قَالَ:اقْرَأْ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ.
وعَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ،عَنْ أَبِيهِ،أَنَّ رَسُولَ اللهِ r،قَالَ:هَلْ لَكَ فِي رَبِيبَةٍ يَكْفُلُهَا رَبِيبٌ ؟ قَالَ:ثُمَّ جَاءَ فَسَأَلَهُ النَّبِيُّ r،فَقَالَ:تَرَكْتُهَا عِنْدَ أُمِّهَا،قَالَ:فَمَجِيءٌ مَا جَاءَ بِكَ ؟ قَالَ:جِئْتُ لِتُعَلِّمَنِي شَيْئًا أَقُولُهُ عِنْدَ مَنَامِي،قَالَ:اقْرَأْ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [الكافرون:]،ثُمَّ نَمْ عَلَى خَاتِمَتِهَا،فَإِنَّهَا بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّرْكِ."
سورة الإخلاص:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ:أَنَّ رَجُلاً سَمِعَ رَجُلاً يَقْرَأُ:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص:] يُرَدِّدُهَا،فَلَمَّا أَصْبَحَ أَتَى رَسُولَ اللهِ rفَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ،فَكَأَنَّ الرَّجُلَ يَتَقَالُّهَا،فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ r: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ."
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ،أَنَّ رَجُلاً،قَالَ:يَا رَسُولَ اللهِ،إِنِّي أُحِبُّ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ،فَقَالَ النَّبِيُّ r: حُبُّكَ إِيَّاهَا أَدْخَلَكَ الْجَنَّةَ.
وعَنْ عَائِشَةَ،أَنَّ رَسُولَ اللهِ rبَعَثَ رَجُلاً عَلَى سَرِيَّةٍ،فَكَانَ يَقْرَأُ لأَصْحَابِهِ فِي صَلاَتِهِمْ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ،فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ r،فَقَالَ:سَلُوهُ لأَيِّ شَيْءٍ صَنَعَ هَذَا ؟ فَسَأَلُوهُ،فَقَالَ:أَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَهَا،فَقَالَ رَسُولُ اللهِ r: أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ.
وعَنْ أَنَسٍ،أَنَّ رَجُلاً كَانَ يَلْزَمُ قِرَاءَةَ:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص:] فِي الصَّلاَةِ مَعَ كُلِّ سُورَةٍ،وَهُوَ يَؤُمُّ بِأَصْحَابِهِ،فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ rفِيهِ،فَقَالَ:إِنِّي أُحِبُّهَا،قَالَ:حُبُّهَا أَدْخَلَكَ الْجَنَّةَ.
المعوذتان:
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ،قَالَ:تَبِعْتُ النَّبِيَّ rيَوْمًا وَهُوَ رَاكِبٌ،فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَى يَدِهِ،فَقُلْتُ:يَا رَسُولَ اللهِ،أَقْرِئْنِي مِنْ سُورَةِ هُودٍ وَمِنْ سُورَةِ يُوسُفَ،فَقَالَ رَسُولُ اللهِ r: إِنَّكَ لَنْ تَقْرَأَ شَيْئًا أَبْلَغَ عِنْدَ اللهِ مِنْ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ.
وعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- « أَلَمْ تَرَ آيَاتٍ أُنْزِلَتِ اللَّيْلَةَ لَمْ يُرَ مِثْلُهُنَّ قَطُّ (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) وَ (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) ». رواه مسلم
وعَنْ جَابِرٍ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: اقْرَأْ يَا جَابِرُ،قَالَ:قُلْتُ:مَا أَقْرَأُ بِأَبِي وَأُمِّي أَنْتَ ؟ قَالَ:{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} [الفلق:] وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس:]،فَقَرَأْتُهُمَا،فَقَالَ rاقْرَأْ بِهِمَا،وَلَنْ تَقْرَأَ بِمِثْلِهِمَا.".
وعَنْ أَبِى سَعِيدٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -r- يَتَعَوَّذُ مِنَ الْجَانِّ وَعَيْنِ الإِنْسَانِ حَتَّى نَزَلَتِ الْمُعَوِّذَتَانِ فَلَمَّا نَزَلَتَا أَخَذَ بِهِمَا وَتَرَكَ مَا سِوَاهُمَا. " رواه الترمذي.
وينبغي لمن لا يطيق حفظ القرآن الكريم كاملا،أن يحاول حفظ بعض السور الفضيلة وقراءتها في الصلوات،وعند الصباح والمساء ومنها: الكهف ويس والدخان والرحمن والواقعة والملك وجزء عم.

____________
-27-آداب ذكر الله تعالى

ذكر الله تعالى هو روح جميع العبادات،وهو المقصود من كل الطاعات والقربات،وهو أفضل من جميع الأعمال الصالحات،وهو منتهى حياة المؤمن ونورها وغايتها وخلاصتها في الدنيا والآخرة. قال تعالى:{ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ } العنكبوت 45.
يَأْمُرُ اللهُ تَعالى المُؤمنينَ،وَهُوَ يُوَجِّهُ خِطَابَهُ لِرَسُولِهِ r،بِتِلاَوَةِ القُرآنِ،وإِقَامَةِ الصَّلاةِ،فَقَالَ تعالى: وَأدِمْ تِلاَوَةَ القُرآنِ تَقَرُّباً إِلى اللهِ تَعَالى بِتلاَوتِهِ،وَتَذكُّراً لمَا فيهِ منَ الأَسْرَارِ والفَوائِدِ،واعْمَلْ بمَا فيهِ من الأوامرِ والآداب وَمَحاسِنِ الأخْلاَقِ،وأقِمِ الصَّلاةَ،وأدِّهَا عَلَى الوَجهِ الأكمْلِ بخُشُوعِها وَرُكُوعِها وسُجُودِهَا،لأَنَّ الصَّلاَةَ إِنْ تَمَّتْ عَلَى الوَجهِ الأكْمَلِ كَانَتْ لَها فَائِدَتَانِ:
- أَنها تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ والمُنْكَرِ والبَغْيِ وَتَحْمِلُ المُؤْمِنَ عَلى مُجَانِبَتِها،وَتركِها لِمُنَافَاةِ الصَّلاةِ لفِعْلِ الفَاحِشَةِ والمُنكَر والبَغْيِ .
- وفِيها فَائِدَةٌ أَعْظَمُ،أَلا وهي ذِكرُ اللهِ لِعِبَادِهِ الذينَ يذكُرُونَهُ،ويُؤدُّونَ الصّلاةَ بشُرُوطِها،ويُسَبِّحُونه ويَحْمَدُونَهُ،واللهُ تَعَالى يَعلَمُ ما تَفْعَلُونَ مِنْ خَيرٍ وشَرٍ،وهوَ مُجَازِيكُمْ بهِ .
وقال سبحانه { إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي } طه 14.
إِنَّ أَوَّلَ وَاجِبٍ لِلْمُكَلَّفِ هُوَ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ اللهَ تَعَالَى وَاحِدٌ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ،لاَ شَرِيكَ لَهُ،وَهُوَ رَبُّ المَخْلُوقَاتِ وَخَالِقُهَا،وَالمُتَصَرِّفُ فِيهَا،فَقُمْ يَا مُوسَى بِعِبَادَتِهِ مِنْ غَيْرِ شَرِيكٍ،وَأَدِّ الصَّلاَةَ عَلَى الوَجْهِ الأَكْمَلِ الَّذِي أَمَرَكَ بِهِ رَبُّكَ،بِكَامِلِ شُرُوطِهَا لِتَذْكُرَ بِهَا رَبَّكَ.وَتَدْعُوهُ دُعاءً خَالِصاً لاَ يَشُوبُهُ إِشْرَاكٌ .
وقال:{ وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ} البقرة 203.
واذكروا الله تسبيحًا وتكبيرًا في أيام قلائل،وهي أيام التشريق: الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من شهر ذي الحجة.
عَنْ سَهْلِ بن مُعَاذِ بن أَنَسٍ،عَنْ أَبِيهِ،عَن ْرَسُولِ اللَّهِ أَنَّ رَجُلا سَأَلَهُ،فَقَالَ: أَيُّ الْمُجَاهِدِينَ أَعْظَمُ أَجْرًا؟ قَالَ:"أَكْثَرُهُمْ لِلَّهِ ذِكْرًا"،قَالَ: وَأَيُّ الصَّائِمِينَ أَعْظَمُ لِلَّهِ أَجْرًا؟ قَالَ:"أَكْثَرُهُمْ لِلَّهِ ذِكْرًا"،ثُمَّ ذَكَرَ الصَّلاةَ وَالزَّكَاةَ وَالْحَجَّ وَالصَّدَقَةَ،كُلُّ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ rيَقُولُ:"أَكْثَرُهُمْ لِلَّهِ ذِكْرًا"،فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ:"يَا أَبَا حَفْصٍ ذَهَبَ الذَّاكِرُونَ اللَّهَ بِكُلِّ خَيْرٍ"،فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r:"أَجَلْ" رواه الطبراني.
وعَنْ أَبِى الدَّرْدَاءِ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِىُّ -r- « أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ وَأَرْفَعِهَا فِى دَرَجَاتِكُمْ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ ». قَالُوا بَلَى. قَالَ « ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى ». فَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رضى الله عنه مَا شَىْءٌ أَنْجَى مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ." رواه الترمذي
وعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ،قَالَ:سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ r: أَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ ؟ قَالَ:أَنْ تَمُوتَ وَلِسَانُكَ رَطْبٌ مِنْ ذِكْرِ اللهِ." رواه ابن حبان .
ولكل عبادة من العبادات وقت معيبن وشروط محددة،ولكن ذكر الله تعالى لا يحدده مكان،ولا يحدده زمان،ولكنه مطلوب على جميع الأحوال،وفي كل الأوقات،قال تعالى: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} (191) سورة آل عمران.
يَصِفُ اللهُ تَعَالَى أُوْلِي الأَلْبَابِ فَيَقُولُ عَنْهُمْ:إِنَّهُمُ الذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قَائِمِينَ وَقَاعِدِينَ وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَلاَ يَقْطَعُونَ ذِكْرَ اللهِ فِي جَمِيعِ أَحْوَالِهِمْ،بِسَرَائِرِهِمْ،وَأَلْسِنَتِهِمْ...و َيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لِيَفْهَمُوا مَا فِيهَا مِنْ أَسْرَارِ خَلِيقَتِهِ،وَمِنْ حِكَمٍ وَعِبَرٍ وَعِظَاتٍ،تَدُلُ عَلَى الخَالِقِ،وَقُدْرَتِهِ،وَحِكْمَتِهِ،ثُمَّ يَرْجِعُونَ إلَى أَنْفُسِهِمْ وَيَقُولُونَ سُبْحَانَكَ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا الخَلْقَ عَبَثاً وَبَاطِلاً،رَبَّنَا تَنَزَّهْتَ عَنِ العَبَثِ وَالبَاطِلِ،وَإنَّمَا خَلَقْتَهُ بِالحَقِّ،وَالإِنْسَانِ مِنْ بَعْضِ خَلْقِكَ لَمْ تَخْلُقْهُ عَبَثاً،وَإِنَّمَا خَلَقْتَهُ لِحِكْمَةٍ.وَمَتَى حُشِرَ الخَلْقُ إلَيكَ حَاسَبْتَهُمْ عَلَى أَعْمَالِهِمْ،فَتَجْزِي الذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا،وَتَجْزِي الذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى.ثُمَّ يُتِمُّونَ دُعَاءَهُمْ سَائِلِينَ رَبَّهُمْ أنْ يَقِيَهُمْ عَذابَ النَّارِ
ولم يطلب الله سبحانه من عبادة الإكثار من شيء،إلا ذكر الله فقال:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (42)} الأحزاب.
يَأْمُرُ اللهُ تَعَالى المُؤْمِنينَ مِنْ عِبَادِهِ بِكَثْرَةِ ذِكْرِهِ،فَهُوَ المُنْعِمُ المُتَفَضِّلُ عَلَيهِمْ،لِمَا لَهُمْ فِي ذِكْرِ اللهِ مِنْ عَظيمِ الثَّوابِ.وَيَأْمُرُهُمْ تَعَالى أَيضاً بِتَنْزِيهِهِ عَمَّا لاَ يَلِيقُ بَيْنَ طَرَفَيِ النَّهَارِ:فِي البُكُورِ عِنْدَ القِيامِ مِنَ النَّومِ،وَوَقْتِ الأَصِيلِ،وَقْتِ الانْتِهَاءِ مِنَ العَمَلِ اليَومِيِّ،فَيَكُونُ الذِّكْرُ فِي الصَّبَاحِ شُكْراً للهِ عَلى بَعْثِ الإِنسْانِ مِنْ رُقَادِهِ،وَفِي المَسَاء شُكْراً لَهُ عَلى تِوفِيقِه لأَداءِ العَمَلِ،والقِيَامِ بالسَّعِي لِلْحُصُولِ عَلَى الرِّزْقِ .
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ} (45) سورة الأنفال
يَحُثُّ اللهُ المُؤْمِنِينَ عَلَى الثَّبَاتِ عِنْدَ لِقَاءِ الأَعْدَاءِ فِي سَاحَةِ الحَرْبِ،وَيَأمُرُهُمْ بِذِكِرِ اللهِ عِنْدَ الشَّدَائِدِ،لِتَقْوَى قُلُوبُهُمْ،وَتَثْبُتَ نُفُوسُهُمْ،وَهَذَانِ مِنْ أَكْبَرِ أَسْبَابِ الفَوْزِ وَالنَّصْرِ عَلَى الأَعْدَاءِ فِي الدُّنْيا،وَمِنْ أَسْبَابِ الفَوْزِ بِالفَلاَحِ وَبِرِضْوَانِ اللهِ فِي الآخِرَةِ .
وقال تعالى: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} (35) سورة الأحزاب.
إن المنقادين لأوامر الله والمنقادات،والمصَدِّقين والمصدِّقات والمطيعين لله ورسوله والمطيعات،والصادقين في أقوالهم والصادقات،والصابرين عن الشهوات وعلى الطاعات وعلى المكاره والصابرات،والخائفين من الله والخائفات،والمتصدقين بالفرض والنَّفْل والمتصدقات،والصائمين في الفرض والنَّفْل والصائمات،والحافظين فروجهم عن الزنى ومقدماته،وعن كشف العورات والحافظات،والذاكرين الله كثيرًا بقلوبهم وألسنتهم والذاكرات،أعدَّ الله لهؤلاء مغفرة لذنوبهم وثوابًا عظيمًا،وهو الجنة.
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -r- يَسِيرُ فِى طَرِيقِ مَكَّةَ فَمَرَّ عَلَى جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ جُمْدَانُ فَقَالَ « سِيرُوا هَذَا جُمْدَانُ سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ ». قَالُوا وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ ». رواه مسلم
وعَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ،عَنْ أَبِيهِ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: لَيْسَ يَتَحَسَّرُ أَهْلُ الْجَنَّةِ عَلَى شَيْءٍ إِلاَّ سَاعَةً مَرَّتْ بِهِمْ لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ فِيهَا."
وعَنْ مُعَاذِ بن جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ،قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r:"لَيْسَ يَتَحَسَّرُ أَهْلُ الْجَنَّةِ إِلا عَلَى سَاعَةٍ مَرَّتْ بِهِمْ لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ فِيهَا"
بل إنه جعل إحدى علامات المنافقين أنهم يذكرون الله تعالى ولكنه الذكر القليل الذي لا يثمر محبة،ولا يورث خشية،ولا يحدث تقوى ولا إيمانا قال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً} (142) سورة النساء.
يَعْتَقِدُ المُنَافِقُونَ،جَهْلاً مِنْهُمْ وَسَفْهاً،أنَّ أُمُورَهُمْ رَاجَتْ عِنْدَ النَّاسِ لِمَا أَظْهَرُوهُ لَهُمْ مِنَ الإِيمَانِ وَأَبْطَنُوهُ مِنَ الكُفْرِ،وَأنَّ نِفَقاَهُمْ سَيَرُوجُ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ القِيَامَةِ أَيْضاً،كَمَا رَاجَ عِنْدَ النَّاسِ فِي الدُّنْيَا،وَقَدَ جَهَلَ هَؤُلاءِ المَخْدُوعُونَ أنَّ اللهَ عَالِمٌ بِمَسْلَكِهِمْ وَسَرَائِرِهِمْ،وَهُوَ يَخْدَعُهُمْ إذْ يَسْتَدْرِجُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ،وَضَلاَلِهِمْ،وَيَخْدَعُهُمْ عَنِ الحَقِّ وَالوُصُولِ إلَيْهِ،فِي الدُّنْيَا،وَكَذَلِكَ يَفْعَلُ بِهِمْ يَوْمَ القِيَامَةِ
وإذا كان الإيمان شجرة باسقة جذورها العقيدة الصحيحة بالله،وفروعها العمل الصالح النافع،وثمارها الأخلاق الكريمة الطيبة،فإن ماءها الذي تسقى به والذي فيه استمرار حياتها إنما هو ذكر الله تعالى وعَنْ أَبِى بُرْدَةَ عَنْ أَبِى مُوسَى - رضى الله عنه - قَالَ قَالَ النَّبِىُّ - r- « مَثَلُ الَّذِى يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِى لاَ يَذْكُرُ مَثَلُ الْحَىِّ وَالْمَيِّتِ » رواه البخاري.
وعَنْ كَعْبِ الأَحْبَارِ،قَالَ:"مَا مِنْ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَالذِّكْرِ،وَلَوْلا ذَلِكَ مَا أَمَرَ النَّاسَ بِالصَّلاةِ وَالْقِتَالِ،أَلا تَرَوْنَ أَنَّهُ قَدْ أَمَرَ النَّاسَ بِالذِّكْرِ عِنْدَ الْقِتَالِ ؟ فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةٍ فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " ".
ومن بين شرائع الإسلام الحقة انتقى منها معلمها الأول أنفعها وأكثرها ضرورة للتمسك به،والثبات عليه،فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ رضى الله عنه أَنَّ رَجُلاً قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ شَرَائِعَ الإِسْلاَمِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَىَّ فَأَخْبِرْنِى بِشَىْءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ. قَالَ « لاَ يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ ». رواه الترمذي). كيف لا وذاكر الله تعالى جليس ربه الذي يفيض عليه من علمه وحكمته ومراقبته بحسب صلته به وقوة توجهه إليه،قال تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ} (152) سورة البقرة.
يَأْمُرُ اللهُ تَعَالَى المُؤْمِنِينَ بِأَنْ يَذْكُرُوهُ فِيمَا افْتَرَضَهُ عَلَيهِمْ مِنْ طَاعَةٍ وَحَمْدٍ وَتَسْبِيحٍ وَقِرَاءةِ قُرْآنٍ،لِيَذْكُرَهُمْ فِيمَا أُوْجَبَ لَهُمْ عَلَى نَفْسِهِ الكَرِيْمَةَ مِنْ إِدَامَةِ النِّعَمِ وَالفَضْلِ،وَلِيُجْزِلَ لَهُمُ الثَّوَابَ،وَيُفِيضَ عَلَيهمِ الخَيْرَاتِ ( أَيِ اذكُرُونِي بِطَاعَتي،أَذْكُرْكُمْ بِمَغْفِرَتي )،وَأَمَرَ اللهُ المُؤْمِنِينَ بِالشُّكْرِ لَهُ،وَوَعَدَ الشَّاكِرِينَ بِمَزِيدٍ مِنَ الخَيْرِ وَالبَرَكَاتِ،وَنَهَاهُمْ عَنِ الكُفْرِ بِالنِّعْمَةِ .
عَنْ كَرِيمَةَ بِنْتِ الْحَسْحَاسِ،قَالَتْ:سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ فِي بَيْتِ أُمِّ الدَّرْدَاءِ يُحَدِّثُ،عَنِ النَّبِيِّ r،قَالَ:قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتعالى: أَنَا مَعَ عَبْدِي مَا ذَكَرَنِي وَتَحَرَّكَتْ بِي شَفَتَاهُ." رواه ابن حبان
وعَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: إِنَّ " ذِكْرَ اللهِ شِفَاءٌ وَإِنَّ ذِكْرَ النَّاسِ دَاءٌ " رواه البيهقي
وعَنْ مَاهَانَ الْحَنَفِيِّ قَالَ: " أَمَا يَسْتَحِي أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ دَابَّتُهُ الَّتِي يَرْكَبُهَا،وَثَوْبُهُ الَّذِي يَلْبَسُ أَكْثَرَ ذِكْرًا لِلَّهِ مِنْهُ قَالَ: وَكَانَ لَا يَفْتُرُ مِنَ التَّسْبِيحِ وَالتَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ "
وعن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: قُلْتُ لِعُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ: " أَرَى لِسَانَكَ لَا يَفْتُرُ مِنْ ذِكْرِ اللهِ فَكَمْ تُسَبِّحُ فِي كُلِّ يَوْمٍ ؟ قَالَ: مِائَةَ أَلْفٍ إِلَّا أَنْ تُخْطِئَ الْأَصَابِعُ "
وعن ثَابِتَ الْبُنَانِيِّ،قَالَ: قَالَ فُلَانٌ: " إِنِّي لَأَعْلَمُ حِينَ يَذْكُرْنِي رَبِّي "،قَالُوا: وَتَعْلَمُ حِينَ يَذْكُرُكَ رَبُّكَ ؟ قَالَ: " نَعَمْ،إِذَا ذَكَرْتُهُ ذَكَرَنِي "،قَالَ: " وَإِنِّي لَأَعْلَمُ حِينَ يَسْتَجِيبُ لِي رَبِّي "،قَالُوا: وَتَعْلَمُ حِينَ يَسْتَجِيبُ لَكَ رَبُّكَ ؟ قَالَ: " نَعَمْ "،إِذَا وَجَلَ قَلْبِي،وَاقْشَعَرَّ جِلْدِي،وَفَاضَتْ عَيْنَايَ،وَفُتِحَ لِي فِي الدُّعَاءِ فَثَمَّ أَعْرِفُ أَنِّي قَدِ اسْتُجِيبَ لِي ".
وعَنْ سَلْمَانَ،قَالَ: " إِذَا كَانَ الرَّجُلُ يَدْعُو اللهَ فِي السَّرَّاءِ،فَنَزَلَتْ بِهِ الضَّرَّاءُ فَيَدْعُو فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: صَوْتٌ مَعْرُوفٌ مِنْ آدَمِيٍّ ضَعِيفٍ،كَانَ يَدْعُو فِي السَّرَّاءِ،فَيَشْفَعُونَ لَهُ ؛ وَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ لَا يَدْعُو اللهَ فِي السَّرَّاءِ فَنَزَلَتْ بِهِ الضَّرَّاءُ فَدَعَا فَيَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: صَوْتٌ مُنْكَرٌ مِنْ آدَمِيٍّ ضَعِيفٍ كَانَ لَا يَدْعُو فِي السَّرَّاءِ فَنَزَلَتْ بِهِ الضَّرَّاءُ فَلَا يَشْفَعُونَ لَهُ "
وذكر الله تعالى هو العاصم من الوقوع في الخطايا،وهو الوازع للنفس يكفها عن غفلتها وميلها إلى الباطل،واتباعها للهوى،قال تعالى { وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28) } الكهف.
وَاجْلِسْ مَعَ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ،وَيَحْمَدُونَهُ وَيُسَبِّحُونَهُ،وَيَسْأَلُونَهُ مِنْ فَضْلِهِ بُكْرَةً وَعَشِيَّةً،وَهُمُ المُؤْمِنُونَ مِنْ عِبَادِ اللهِ،سَواءً كَانُوا أَغْنِيَاءَ أَوْ فُقَرَاءَ ( وَيُقَالُ إِنَّ هذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ فِي أَشْرَافِ قُرَيْشٍ حِينَ طَلَبُوا مِنَ النَّبِيِّ rأَنْ يَجْلِسَ مَعَهُمْ وَحْدَهُمْ،وَأَنْ لاَ يُجَالِسِ الفُقَرَاءَ وَالضُّعَفَاءَ مِنَ المُسْلِمِينَ ).ثُمَّ يَأْمُرُ اللهُ تَعَالَى رَسُولَهُ الكَرِيمَ بِأَنْ لاَ يُجَاوِزَ هؤُلاَءِ المُؤْمِنِينَ إِلَى غَيْرِهِمْ مِنْ أَصْحَابِ الشَّرَفِ وَالثَّرْوَةِ،وَبِأَنْ لاَ يُطِيعَ مَنْ شُغِلَ بِالدُّنْيا عَنِ الدِّينِ،وَعَنْ عِبَادَةِ اللهِ،وَمَنْ تَجَاوَزَ فِي أَعْمَالِهِ حُدُودَ اللهِ،وَتَمَادَى فِي ارْتِكَابِ المَعَاصِي وَالآثَامِ،وَكَانَ مُفْرِطاً سَفِيهاً فِي أَمْرِهِ .
وذكر الله تعالى هو العمل المرتجى للنجاة من عذاب الله تعالى،إذ أن أشد العذاب الذي يصيب الإنسان إنما يأتيه بسبب الغفلة عن الله،وما وقع من وقع،ولا زل من زل،ولا أذنب من أذنب إلا بسبب غفلته عن الله تعالى قال الله عز وجل:{ وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36)} الزخرف
وَمَنْ يَتَغَافَلْ وَيَتَعَامَ عَنِ القُرْآنِ،وَعَنْ ذِكْرِ اللهِ تَعَالَى،وَيَنْهَمِك فِي المَعَاصِي،وَلَذَّاتِ الدُّنْيَا وَشَهَوَاتِهَا.. فَإِنَّ اللهَ يُسَلِّطُ عَلَيْهِ شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالجِنِّ فَيَكُونُونَ لَهُ قُرْنَاءَ،يُزَيِّنُونَ لَهُ ارْتِكَابَ المَعَاصِي،وَالاشْتِغَالَ بِاللَّذَّاتِ،فَيَسْتَرْسِلُ فِيهَا فَيَحِقُّ عَلَيْهِ غَضَبُ اللهِ وَعِقَابُهُ .
وقال تعالى:{ وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى (126)} طه.
وَمَنْ خَالَفَ أَمْرِي،وَكَفَرَ بِمَا أَنْزَلْتُ عَلَى رُسُلِي،وَأَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي وَتَنَاسَاهُ فَسَتَكُونُ مَعِيشَتُهُ فِي الدُّنْيَا ضَنْكاً لاَ طُمَأنِينَةَ لَهُ فِيهَا،وَلاَ يَنْشَرِحُ فِيهَا صَدْرُهُ،بَلْ يَبْقَى صَدْرُهُ ضَيِّقاً حَرِجاً،بِسَبَبِ ضَلاَلِهِ.وَمَا لَمْ يَخْلُصِ الهُدَى وَاليَقِينُ إِلَى قَلْبِهِ،فَإِنَّهُ سَيَبْقَى فِي قَلَقٍ وَحِيرَةٍ وَشَكٍّ،وَيَحْشُرُهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ أَعْمَى البَصَرِ وَالبَصِيرَةِ،قَدْ عَمِيَ عَلَيْهِ كُلُّ شَيءٍ إِلاَّ جَهَنَّمَ،لأَنَّ الجَهَالَةَ التِي كَانَ فِيهَا فِي الدُّنْيا تَبْقَى مُلاَزِمَةً لَهُ فِي الآخِرَةِ.فَيَرُدُّ اللهُ تَعَالَى عَلَى هَذَا المُتَسَائِلِ مُبَيِّناً:لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَيْكَ رُسُلَنَا بِآيَاتِنَا فَأَعْرَضْتَ عَنْهَا،وَتَنَاسَيْتَهَا،فَكَذَلِكَ نُعَامِلُكَ اليَوْمَ مُعَامَلَةَ المَنْسِيِّ،فَتُتْرَكَ فِي النَّارِ .
وعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: مَا عَمِلَ ابْنُ آدَمَ مِنْ عَمَلٍ أَنْجَى لَهُ مِنَ النَّارِ مِنْ ذِكْرِ اللهِ،قَالُوا:يَا رَسُولَ اللهِ،وَلاَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ،قَالَ:وَلاَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ،إلا أن تَضْرِبُ بِسَيْفِكَ حَتَّى يَنْقَطِعَ،ثُمَّ تَضْرِبُ بِهِ حَتَّى يَنْقَطِعَ ثَلاَثًا."
وعَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ،عَنْ رَسُولِ اللَّهِ rقَالَ:مَا عَلَى ظَاهِرِ الأَرْضِ مِنْ بُنْيَانٍ هُوَ أَنْجَى لِامْرِئٍ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ رَجُلٌ:وَلاَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؟ قَالَ:وَلاَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَإِنْ ضَرَبْتَ بِسَيْفِكَ حَتَّى يَنْقَطِعَ "
وعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،قَالَ:قَالَ النَّبِيُّ r: أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ،وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ،وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِعْطَاءِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ،وَأَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ،وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ ؟ قَالُوا:وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ وَقَالَ:ذِكْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ،وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ:مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ مِنْ عَمَلٍ أَنْجَى لَهُ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ".





هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني