عرض مشاركة واحدة
قديم 11-27-2011, 08:26 PM
المشاركة 61
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
12-خشوع القلب،وإطراق الرأس،وسكون الجوارح،واستحضار عظمة منزلة القرآن،والبكاء من خشية الله تعالى،فإن لم يبك فليستجلب البكاء وليحاول ذلك عندما يكون خاليا فإنه أبعد من الرياء..
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ،رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ r: " اقْرَأْ عَلَيَّ "،فَقُلْتُ:أَقْرَأَهُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ ؟،قَالَ:إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي،فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ حَتَّى إِذَا بَلَغْتُ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا،غَمَزَنِي غَامِزٌ،فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا عَيْنَاهُ تَهْمِلَانِ "
وَعَنْ أَبِي رَافِعٍ:قَالَ:كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ " يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الْغَدَاةِ بِالْمِئِينَ ؛ بِالْكَهْفِ وَمَرْيَمَ وَطَهَ وَاقْتَرَبَ،وَنَحْوِهِنَّ مِنَ السُّوَرِ،فَأَتَيْتُ يَوْمًا مَعَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي صَلَاةِ الْغَدَاةِ وَأَنَا فِي آخِرِ صُفُوفِ الرِّجَالِ مَا يَلِي النِّسَاءَ،وَهُوَ يَقْرَأُ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا يُوسُفُ عَلَيْهِ السَّلَامُ،فَمَرَّ بِهَذِهِ الْآيَةِ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ،وَكَانَ جَهِيرَ الْقِرَاءَةِ،فَبَكَى حَتَّى انْقَطَعَتْ قِرَاءَتُهُ وَحَتَّى سَمِعْتُ نَحِيبَهُ "
وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ:" غَلَبَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْبُكَاءُ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ حَتَّى سَمِعْتُ نَحِيبَهُ مِنْ وَرَاءِ ثَلَاثَةِ صُفُوفٍ " وَعَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَمُرُّ بِالْآيَةِ مِنْ وِرْدِهِ بِاللَّيْلِ فَيَبْكِي حَتَّى يَسْقُطَ وَيَبْقَى فِي الْبَيْتِ حَتَّى يُعَادَ لِلْمَرَضِ " وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا:" كَانَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَجُلًا بَكَّاءً لَا يَمْلِكُ دَمْعَهُ إِذَا قَرَأَ الْقُرْآنَ "
قال تعالى:{لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } (21) سورة الحشر.
إِنَّ الجَبَلَ لَوْ فَهِمَ هَذَا القُرْآنَ،وَتَدَبَّرَهُ،لَخَشَعَ وَتَصَدَّعَ مِنْ خَوْفِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ،فَكَيْفَ يَلِيقُ بِالبَشَرِ أَنْ لاَ تَلِينَ قُلُوبُهُمْ،وَلاَ تَخْشَعَ وَتَتَصَدَّعَ مِنْ خَشيَةِ اللهِ وَقَدْ فَهِمُوا مَعَانِيَهُ وَتَدَبَّرُوا مَا فِيهِ؟ وَيَضْرِبُ اللهُ تَعَالَى الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لِيُقَرِّبَ مَعَانِيَ القُرْآنِ إِلَى أَفْهَامِهِمْ،لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ فِيهَا وَيَعْتَبِرُونَ .
وقال عز وجل: {وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} (83) سورة المائدة.
وَإذَا سَمِعُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنَ القُرْآنِ،وَتُلِيَ عَلَيْهِمُ القُرْآنَ،تُفيِضُ عُيُونُهُمْ بِالدَّمْعِ ( أَيْ يَبْكُونَ حَتَّى يَسيلَ الدَّمعُ مِنْ عُيُونِهِمْ )،لأَنَّهُمْ عَرَفُوا أَنَّ مَا بَيْنَهُ القُرْآنُ هُوَ الحَقُّ،وَلَمْ يَمْنَعْهُمْ مِنْ ذَلِكَ عُتُوٌّ وَلاَ اسْتِكْبَارٌ وَلا تَعَصُّبٌ كَمَا يَمْنَعُ غَيرَهُمْ.وَحِينَ يَسْمَعُونَ الحَقَّ الذِي جَاءَ بِهِ القُرْآنُ،وَهُوَ مُطَابِقٌ لِمَا جَاءَ فِي كُتُبِهِمْ،يَتَضَرَّعُونَ إلى اللهِ بِأنْ يَتَقَبَّلَ مِنْهُمْ إيمَانَهُمْ وَأنْ يَكْتُبَهُمْ مَعْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ الذِينَ جَعَلَهُمُ اللهُ شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ،لأنَّهُمْ يَعْلمُونَ مِنْ كُتُبِهِمْ،وَمِمَّا يَتَنَاقََلُونَهُ عَنْ أَسْلاَفِهِمْ،أنَّ النَّبِيَّ الأَخِيرَ الذِي يَكْمُلُ بِهِ الدِّيْنُ،وَيَتمُّ التَّشْرِيعُ،يَكُونُ مُتَّبِعُوهُ شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ،وَيَكُونُونَ حُجَّةً عَلَى المُشْرِكِينَ وَالمُبْطِلِينَ .
وقال سبحانه :{وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا*} (109) سورة الإسراء.
وَيَخِرُّونَ سَاجِدِينَ عَلَى ذُقُونِهِمْ ( لِلأَذْقَانِ ) وَيَبْكُونَ خُشُوعاً وَخُضُوعاً للهِ عَزَّ وَجَلَّ،وَإِيمَاناً وَتَصْدِيقاً بِكِتَابِهِ،وَبِرَسُولِهِ،وَيَزِيدُهُمْ إِيمَاناً وَتَسْلِيماً ( خُشُوعاً ) .
وقال سبحانه: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا*} (58) سورة مريم.
هَؤُلاَءِ النَّبِيُّونَ الَّذِينَ قَصَّ اللهُ تَعَالَى عَلَى رَسُولِهِ rقَصَصَهُمْ،هُمُ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنْ ذُرِيَّةِ آدَمَ وَنُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَيَعْقُوبَ،وَمَنْ هَدَاهُمْ وَقَرَّبَهُمْ،وَكَانُوا إِذَا سَمِعُوا كَلاَمَ اللهِ المُتَضَمِّنَ حُجَجَهُ وَدَلاَئِلَهُ وَبَرَاهينَهُ،سَجَدُوا لِرَبِّهِمْ خُضُوعاً وَخُشُوعاً وَحَمْداً وَشُكْراً عَلَى مَا هُمْ عَلَيْهِ مِنَ النَّعَمِ العَظِيمَةِ وَهُمْ يَبْكُونَ .
وعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ السَّائِبِ،قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَقَدْ كُفَّ بَصَرُهُ،فَأَتَيْتُهُ مُسَلِّمًا عَلَيْهِ،فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ ؟ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي بَلَغَنِي أَنَّكَ حَسَنُ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ،سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ rيَقُولُ: " إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ نَزَلَ بِحُزْنٍ فَإِذَا قَرَأْتُمُوهُ فَابْكُوا،فَإِنْ لَمْ تَبْكُوا فَتَبَاكَوْا وَتَغَنَّوْا بِهِ،فَمَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِهِ فَلَيْسَ مِنَّا ".
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ { أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ } [النجم: 60] بَكَى أَصْحَابُ الصُّفَّةِ حَتَّى جَرَتْ دُمُوعُهُمْ عَلَى خُدُودِهِمْ،فَلَمَّا سَمِعَ رَسُولُ اللهِ rحَنِينَهُمْ بَكَى مَعَهُمْ فَبَكَيْنَا بِبُكَائِهِ فَقَالَ r: " لَا يَلِجُ النَّارَ مَنْ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللهِ،وَلَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مُصِرٌّ عَلَى مَعْصِيَةٍ،وَلَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَجَاءَ اللهُ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ " رواه البيهقي.
13- العمل بالقرآن،ائتمارا بأمره،وانتهاء عن نواهيه،وتنفيذا لوصاياه،ووقوفا عند حدوده.
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ،قَالَ:" كَانَ الرَّجُلُ مِنَّا إِذَا تَعَلَّمَ عَشْرَ آيَاتٍ،لَمْ يُجَاوِزْهُنَّ حَتَّى يُعْرَفَ مَعَانِيَهُنَّ وَالْعَمَلَ بِهِنَّ ".".
وعَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ:لَقَدْ عِشْنَا بُرْهَةً مِنْ دَهْرِنَا وَأَحَدُنَا يُؤْتَى الإِيمَانَ قَبْلَ الْقُرْآنِ،وَتَنْزِلُ السُّورَةُ عَلَى مُحَمَّدٍ -r- فَيَتَعَلَّمُ حَلاَلَهَا،وَحَرَامَهَا،وَآمِرَهَا،وَزَاجِرَهَا،وَ مَا يَنْبَغِى أَنْ يَقِفَ عِنْدَهُ مِنْهَا. كَمَا تَعَلَّمُونَ أَنْتُمُ الْيَوْمَ الْقُرْآنَ،ثُمَّ لَقَدْ رَأَيْتُ الْيَوْمَ رِجَالاً يُؤْتَى أَحَدُهُمُ الْقُرْآنَ قَبْلَ الإِيمَانِ فَيَقْرَأُ مَا بَيْنَ فَاتِحَتِهِ إِلَى خَاتِمَتِهِ مَا يَدْرِى مَا آمِرُهُ وَلاَ زَاجِرُهُ وَلاَ مَا يَنْبَغِى أَنْ يَقِفَ عِنْدَهُ مِنْهُ فَيَنْثُرُهُ نَثْرَ الدَّقَلِ." البيهقي
قال تعالى:{ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ} البقرة 121.
وَمِنْ أَهْلِ الكِتاب طَائِفَةٌ يَقْرَؤُونَ التَّورَاةَ بِخُشُوعٍ وَإِمْعَانٍ،وَيَتدبَّرُونَ مَعْنَاهَا،وَيَفْقَهُونَ أَسْرَارهَا وَحِكََمَها،وَأُولئِكَ هُمُ الذِينَ يَعْقِلُونَ أَنَّ مَا جِئْتَ بِهِ يَا مُحَمَّدُ هُوَ الحَقُّ،فَيُؤْمِنُونَ بِهِ،وَيَهْتَدُونَ بِهَدْيِهِ إِلى سَوَاءِ السَّبِيلِ،( كَعَبْدِ اللهِ بْنِ سَلاَّمٍ ).وَمَنْ يَكْفُرْ بِمَا أُنْزِلَ إِليكَ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ الحَقُّ،مِنَ الرُّؤَسَاءِ المَعَانِدِينَ،وَالجُهَّالِ المُقَلِّدِينَ،فَأُولئِكَ هُمُ الذِينَ خَسِرُوا سَعَادَةَ الدُّنْيَا،وَالمَجْدَ وَالسِّيَادَةَ التِي يُعْطِيهَا اللهُ مَنْ يَنْصُرُ دِينَهُ .
وعَنْ أَبِي ذَرٍّ،قَالَ:قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ r: يَا أَبَا ذَرٍّ،لأَنْ تَغْدُوَ فَتَعَلَّمَ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللهِ،خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تُصَلِّيَ مِئَةَ رَكْعَةٍ،وَلأَنْ تَغْدُوَ فَتَعَلَّمَ بَابًا مِنَ الْعِلْمِ،عُمِلَ بِهِ أَوْ لَمْ يُعْمَلْ،خَيْرٌ مِنْ أَنْ تُصَلِّيَ أَلْفَ رَكْعَةٍ." رواه ابن ماجه.
وعَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ،قَالَ:سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو،يَقُولُ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: رُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ غَيْرَ فَقِيهٍ،وَمَنْ لَمْ يَنْفَعْهُ فِقْهُهُ عِلْمُهُ ضَرَّهُ جَهْلُهُ،اقْرَأِ الْقُرْآنَ مَا نَهَاكَ،فَإِذَا لَمْ يَنْهَكَ فَلَسْتَ تَقْرَؤُهُ " رواه الطبراني.
وعَنْ صُهَيْبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- « مَا آمَنَ بِالْقُرْآنِ مَنِ اسْتَحَلَّ مَحَارِمَهُ ». رواه الترمذي.
14- قراءة القرآن مع النظر في المصحف،لتجتمع له عبادتا القراءة والنظر،وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه: أديموا النظر في المصحف.
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: " أَعْطُوا أَعْيُنَكُمْ حَظَّهَا مِنَ الْعِبَادَةِ " قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ،وَمَا حَظُّهَا مِنَ الْعِبَادَةِ ؟ قَالَ: " النَّظَرُ فِي الْمُصْحَفِ،وَالتَّفَكُّرُ فِيهِ،وَالِاعْتِبَارُ عِنْدَ عَجَائِبِهِ " رواه البيهقي.
15- الإصغاء والاستماع والإنصات عند تلاوة القرآن،لأن ذلك أدنى للفهم والتأمل بما في آيات الله من وعد ووعيد،وتبشير وتهديد،وحكمة وموعظة،وأمر ونهي،وأقرب لإحراز رحمة الله تعالى:
قال تعالى:{ وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204)} الأعراف.
لَمَّا ذَكَرَ اللهُ تَعَالَى أَنَّ القُرْآنَ بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ،أَمَرَ المُؤْمِنِينَ بِالإِنْصَاتِ إِلَيْهِ عِنْدَ تَلاَوَتِهِ للانْتِفَاعِ بِهُدَاهُ،وَإِعْظَاماً لَهُ وَاحْتِرَاماً.فَإِذَا قَرَأَ الإِمَامُ فِي صَلاَةِ الجَهْرِ فَالمُؤْتَمُّونَ بِهِ يَنْصِتُونَ وَلاَ يَقْرَؤُونَ مَعَه .
إن الناس يخسرون الخسارة التي لا يعارضها شيء بالانصراف عن هذا القرآن .. وإن الآية الواحدة لتصنع أحيانا في النفس - حين تستمع لها وتنصت - أعاجيب من الانفعال والتأثر والاستجابة والتكيف والرؤية والإدراك،والطمأنينة والراحة،والنقلة البعيدة في المعرفة الواعية المستنيرة .. مما لا يدركه إلا من ذاقه وعرفه! وإن العكوف على هذا القرآن - في وعي وتدبر لا مجرد التلاوة والترنم! - لينشىء في القلب والعقل من الرؤية الواضحة البعيدة المدى ومن المعرفة المطمئنة المستيقنة ومن الحرارة والحيوية والانطلاق! ومن الإيجابية والعزم والتصميم ما لا تدانيه رياضة أخرى أو معرفة أو تجريب! وإن رؤية حقائق الوجود - من خلال التصوير القرآني - وحقائق الحياة،ورؤية الحياة البشرية وطبيعتها وحاجاتها من خلال التقريرات القرآنية،لهي رؤية باهرة واضحة دقيقة عميقة. تهدي إلى معالجتها وإلى مزاولتها بروح أخرى،غير ما توجه إليه سائر التصويرات والتقريرات البشرية ..وهذا كله أرجى إلى الرحمة .. وهو يكون في الصلاة وفي غير الصلاة. وليس هناك ما يخصص هذا التوجيه القرآني العام بالصلاة كما روى القرطبي عن النحاس.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: " مَنْ تَلَا آيَةً مِنْ كِتَابِ اللهِ كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ،وَمَنِ اسْتَمَعَ لِآيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً مُضَاعَفَةً " البيهقي.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،أَنَّ رَسُولَ اللهِ r،قَالَ:مَنِ اسْتَمَعَ إِلَى آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ،كُتِبَ لَهُ حَسَنَةٌ مُضَاعَفَةٌ،وَمَنْ تَلاَهَا كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ." أحمد
16- تجنب كل ما يخل بالخشوع مع جلال القرآن أثناء التلاوة أو السماع،كالضحك والتثاؤب والعبث بالثياب أو الأعضاء،وفرقعة الأصابع،والتحدث إلى الآخرين دون حاجة.. إلخ ويمسك عن القراءة إذا غلبه التثاؤب لأنه في حضرة الخطاب الإلهي،والتثاؤب من الشيطان.





هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني