الموضوع
:
المُهَذَّبُ في الآدابِ الإسلاميَّةِ
عرض مشاركة واحدة
11-27-2011, 08:13 PM
المشاركة
52
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
تاريخ الإنضمام :
Jan 2010
رقم العضوية :
8605
المشاركات:
1,313
-26-آداب تلاوة القرآن الكريم
القرآن الكريم كتاب الله الخالد،وكلامه القديم،ومعجزة نبيه الكبرى،وجامعة الإسلام العظمى،وصفه الذي أنزله بالعلم: {لَّكِنِ اللّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلآئِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا} (166) سورة النساء.
إن يكفر بك اليهود وغيرهم -أيها الرسول- فالله يشهد لك بأنك رسوله الذي أَنْزَلَ عليه القرآن العظيم،أنزله بعلمه،وكذلك الملائكة يشهدون بصدق ما أوحي إليك،وشهادة الله وحدها كافية.
وبالحكمة:{ يس (1) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2)} يس.
أُقْسِمُ بِالقُرآنِ المُحْكَمِ المُشْتَمِلِ عََلى الحِكْمَةِ والعِلْمِ النَّافِعِ،الذي لا يَأْتِيهِ البَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ.
وبالكرم:{ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77)} الواقعة.
أَقْسَمَ تَعَالَى بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ عَلَى أَنَّ القُرْآن الذِي أَنْزَلَهُ عَلَى عَبْدِهِ وَرَسْولِهِ مُحَمَّدٍ rهُوَ قُرْآنٌ كَرِيمٌ جَمُّ المَنَافِعِ،عَظِيمُ الفَوَائِدِ،لِمَا اشْتَمَلَ عَلَيْهِ مِنْ حِكْمٍ وَعِبَرٍ وَخَيْرٍ لِلْعِبَادِ .
وبالمجد:{ ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1)} ق.
يُقسِمُ تَعَالى بالقُرآنِ المَجِيدِ،الكَثِير الخَيْرِ والبَرَكَةِ،عَلَى أنَّ مُحَمَّداً هُوَ مِنَ المُرسَلِينَ .
وبالعزة:{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41)} فصلت.
وَالذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ القُرْآنِيَةِ،والقْرآنُ كِتَابٌ عَزِيزٌ قَوِيٌّ مَنِيعُ الجَانِبِ،سَيُلاَقُونَ جَزَاءَ كُفْرِهِمْ يَوْمَ القِيَامَةِ،وَهُمْ لاَ يَخْفَوْنَ عَلَى اللهِ .
وبالعظمة:{ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (87)} الحجر.
هنا يمتنُّ الحق سبحانه على رسوله rبأنه يكفيه أنْ أنزلَ عليه القرآن الكتاب المعجزة،والمنهج الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خَلْفه. فالقرآن يضمُّ كمالاتِ الحق التي لا تنتهي؛ فإذا كان سبحانه قد أعطاك ذلك،فهو أيضاً يتحمَّل عنك كُلَّ ما يُؤلِمك.
والحق سبحانه هو القائل:{ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ }[الحجر: 97].ويقول له الحق أيضاً:{ قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ }[الأنعام: 33].
وأزاح الحق سبحانه عنه هموم اتهامهم له بأنه ساحر أو مجنون؛ وقال له سبحانه:{ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَـاكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ }[الأنعام: 33].
ويكشف له سبحانه: إنهم يؤمنون أنك يا محمد صادق،ولكنهم يتظاهرون بتكذيبك.
ويتمثَّل امتنانُ الحق سبحانه على رسوله أنه أنزل عليه السَّبْع المثاني،واتفق العلماء على أن كلمة " المثاني " تعني فاتحة الكتاب،فلا يُثنَّى في الصلاة إلا فاتحة الكتاب.
ونجده سبحانه يَصِف القرآنَ بالعظيم؛ وهو سبحانه يحكم بعظمة القرآن على ضَوْء مقاييسه المُطْلقة؛ وهي مقاييس العظمة عنده سبحانه.
والمثَل الآخر على ذلك وَصفْه سبحانه لرسوله r:{ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ }[القلم: 4].
وهذا حُكْم بالمقاييس العُلْيا للعظمة،وهكذا يصبح كُلّ متاع الدنيا أقلَّ مِمَّا وهبه الحق سبحانه لرسوله r،فلا ينظرَنَّ أحدٌ إلى ما أُعطِىَ غيره؛ فقد وهبه سبحانه لرسوله r.
ونلحظ أن الحق سبحانه قد عطف القرآن على السَّبْع المثاني،وهو عَطْف عام على خَاصٍّ؛ كما قال الحق سبحانه:{ حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى }[البقرة: 238].
ونفهم من هذا القول أن الصلاة تضمُّ الصلاة الوُسْطى أيضاً،وكذلك مثل قول الحق ما جاء على لسان رسوله r:{ رَّبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ }[نوح: 28].
وهكذا نرى عَطْف عام على خاص،وعَطْف خاص على عام.
أو: أنْ نقولَ: إن كلمة" قرآن" تُطلَق على الكتاب الكريم المُنزَّل على رسول الله rمن أول آية في القرآن إلى آخر آية فيه،ويُطلق أيضاً على الآية الواحدة من القرآن؛ فقول الحق سبحانه:{ مُدْهَآمَّتَانِ }[الرحمن:64].هي آية من القرآن؛ وتُسمَّى أيضاً قرآناً.ونجده سبحانه يقول:{ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً }[الإسراء: 78].ونحن في الفجر لا نقرأ كل القرآن،بل بعضاً منه،ولكن ما نقرؤه يُسمَّى قرآناً،وكذلك يقول الحق سبحانه:{ وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَاباً مَّسْتُوراً }[الإسراء: 45].وهو لا يقرأ كُلَّ القرآن بل بعضه،إذن: فكلُّ آية من القرآن قرآن.
وقد أعطى الحق سبحانه رسوله rالسَّبْع المثاني والقرآن العظيم،وتلك هي قِمَّة العطايا؛ فلله عطاءاتٌ متعددة؛ عطاءات تشمل الكافر والمؤمن،وتشمل الطائع والعاصي،وعطاءات خاصة بمَنْ آمن به؛ وتلك عطاءات الألوهية لمَنْ سمع كلام ربِّه في" افعل" و" لا تفعل ".
هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني