عرض مشاركة واحدة
قديم 11-27-2011, 07:53 PM
المشاركة 32
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
-22-آداب المسجد

المساجد بيوت الله تعالى،ومن أحب الله تعالى أحب بيوته،وأكثر من زيارته فيها. قال تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} (18) سورة الجن.
وأن المساجد لعبادة الله وحده،فلا تعبدوا فيها غيره،وأخلصوا له الدعاء والعبادة فيها؛ فإن المساجد لم تُبْنَ إلا ليُعبَدَ اللهُ وحده فيها،دون من سواه،وفي هذا وجوب تنزيه المساجد من كل ما يشوب الإخلاص لله،ومتابعة رسوله محمد r.
والضيف إذا نزل بساحة الكرماء،ومنازل العظماء،أصابه جودهم وفضلهم،ونال من أعطياتهم وغنم من إكرامهم،فكيف بضيف نزل بأكرم الأكرمين،وحلّ على رب العالمين..؟
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ،قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r:إِنَّ بُيُوتَ اللَّهِ فِي الأَرْضِ الْمَسَاجِدُ،وَإِنَّ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكْرِمَ مَنْ زَارَهُ فِيهَا." الطبراني
وعَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الْأَوْدِيِّ،قَالَ: أَخْبَرَنَا أَصْحَابُ،رَسُولِ اللهِ r: " إنَّ الْمَسَاجِدَ بُيُوتُ اللهِ فِي الْأَرْضِ،وَإِنَّهُ لَحَقٌّ عَلَى اللهِ أَنْ يُكْرِمَ مَنْ زَارَهُ فِيهَا "
وعَنْ سَلْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ،قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r:"مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهُ،إِلا كَانَ زَائِرَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ،وَحَقٌّ عَلَى الْمَزُورِ أَنْ يُكْرِمَ زَائِرَهُ".
وعَنْ عُمَرَ،قَالَ:الْمَسَاجِدُ بُيُوتُ اللهِ فِي الأَرْضِ،وَحَقٌّ عَلَى الْمَزُورِ أَنْ يُكْرِمَ زَائِرَهُ."
وعَنْ سَلْمَانَ،قَالَ:مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ،ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ لِيُصَلِّيَ فِيهِ كَانَ زَائِرًا للهِ،وَحَقٌّ عَلَى الْمَزُورِ أَنْ يُكْرِمَ زَائِرَهُ."
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ،أَنَّ كَعْبًا،قَالَ:إِنِّي لأَجِدُ فِي التَّوْرَاةِ يَقُولُ تَبَارَكَ وَتعالى: إِنَّ بُيُوتِي فِي الأَرْضِ الْمَسَاجِدُ،وَإِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ،ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ فَهُوَ زَائِرُ اللَّهِ،وَحَقٌّ عَلَى الْمَزُورِ أَنْ يُكْرِمَ زَائِرَهُ،ثُمَّ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ فَوَجَدْتُ فِيهِ {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ..} إِلَى آخِرِ الآيَةِ ثُمَّ وَجَدْتُ فِي التَّوْرَاةِ:أَنَّهُ لَمْ تَكُنْ مَحَبَّةٌ لأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ حَتَّى يَكُونَ بَدْؤُهَا مِنَ اللَّهِ يُنَزِّلُهَا اللَّهُ عَلَى أَهْلِ السَّمَاءِ،ثُمَّ يُنَزِّلُهَا عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ،وَلَمْ يَكُنْ بُغْضُهُ لأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ،حَتَّى يَكُونَ بَدْؤُهَا مِنَ اللَّهِ يُنَزِّلُهَا عَلَى أَهْلِ السَّمَاءِ ثُمَّ يُنَزِّلُهَا عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ،ثُمَّ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ فَوَجَدْتُ فِيهِ {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا}،وَوَجَدْتُ فِي التَّوْرَاةِ:مَنْ قَالَ مِنْ هَكَذَا وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ فَقَدِ اجْتَهَدَ،وَمَنْ قَالَ هَكَذَا وَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَلَبَهَا وَجَعَلَ ظُهُورَ كَفَّيْهِ مِمَّا يَلِي السَّمَاءَ فَقَدِ ابْتَهَلَ،وَحَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ لاَ يَرُدَّ يَدِينِ خَاسِئَتَيْنِ يُسْأَلُ بِهَا خَيْرًا ."
ولا شك أن أعظم هذه الكرامات،وأفضل هذه الأعطيات،أن يذيقه الله تعالى لذة قربه وحلاوة مناجاته،وأن يمنحه شهادة الإيمان.
فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ،عَنْ رَسُولِ اللهِ rقَالَ:إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ يَعْتَادُ الْمَسْجِدَ،فَاشْهَدُوا عَلَيْهِ بِالإِيمَانِ،قَالَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلاَ:{إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ} (18) سورة التوبة. ابن حبان.
وفي منازل القيامة،وكربات مواقفها،وأهوال مشاهدها،يكون في ظل عرش الرحمن،آمنا مطمئنا. فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ - r- قَالَ « سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِى ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ الإِمَامُ الْعَادِلُ،وَشَابٌّ نَشَأَ فِى عِبَادَةِ رَبِّهِ،وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِى الْمَسَاجِدِ،وَرَجُلاَنِ تَحَابَّا فِى اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ،وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّى أَخَافُ اللَّهَ.وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ أَخْفَى حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ،وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ ».متفق عليه.
ثم يصله تعالى بنعمة الجنة،وما أعده له فيها من نعيم مقيم،وفضل عميم.. فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ -r- « مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ أَوْ رَاحَ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ فِى الْجَنَّةِ نُزُلاً كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ » رواه مسلم..
والمساجد ليست معابد تؤدَّى فيها طقوس العبادات،وحركات الصلوات فحسب،فالأرض كلها جعلت لأمة النبي rمسجدا وطهورا،وتصلح لأداء الأركان والواجبات،فعَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ،عَنْ أَبِيهِ،قَالَ:كُنْتُ أَعْرِضُ عَلَيْهِ وَيَعْرِضُ عَلَيَّ فِي السِّكَّةِ،فَيَمُرُّ بِالسَّجْدَةِ فَيَسْجُدُ،قَالَ:قُلْتُ:أَتَسْجُدُ فِي السِّكَّةِ ؟ قَالَ:نَعَمْ،سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ،يَقُولُ:سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ r،قَالَ:قُلْتُ:يَا رَسُولَ اللهِ،أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الأَرْضِ أَوَّلُ ؟ قَالَ:الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ،قَالَ:قُلْتُ:ثُمَّ أَيٌّ ؟ قَالَ:ثُمَّ الْمَسْجِدُ الأَقْصَى،قَالَ:قُلْتُ:كَمْ بَيْنَهُمَا ؟ قَالَ:أَرْبَعُونَ سَنَةً قَالَ:ثُمَّ أَيْنَمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلاَةُ فَصَلِّ فَهُوَ مَسْجِدٌ." أحمد.
وعن جَابِرَ بْنِ عَبْدِ اللهِ،أَنَّ رَسُولَ اللهِ r،قَالَ:أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي:نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ،وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا،وَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلاَةُ فَلْيُصَلِّ،وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ،وَلَمْ تَحِلَّ لأَحَدٍ قَبْلِي،وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ،وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً،وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً." البخاري
ولكن المساجد بيوت الله يأوي إليها المسلم منقطعا عن صخب الحياة المادية،ومتحررا من قيود الهموم الدنيوية،فيجد فيها مراتع من رياض الجنة،ورياحين الفردوس.. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r:إِذَا مَرَرْتُمْ بِرِيَاضِ الْجَنَّةِ فَارْتَعُوا،قُلْتُ:يَا رَسُولَ اللهِ،وَمَا رِيَاضُ الْجَنَّةِ ؟ قَالَ:الْمَسَاجِدُ،قُلْتُ:وَمَا الرَّتْعُ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ:سُبْحَانَ اللهِ،وَالْحَمْدُ للهِ،وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ،وَاللهُ أَكْبَرُ." الترمذي
فتارة في مجلس ذكر لله تعالى،وتلاوة القرآن الكريم يصل فيها إلى صفاء الروح،ولقائها بخالقها،وصلتها بمصدر الخير والكمال،ونهلها من منبع الحكمة والمعرفة والإيمان..
وتارة في مجلس وعظ وإرشاد تتزكى فيه النفس من نقائصها،وتتطهر من رذائلها،وتتحلى بفضائلها ومكارم أخلاقها..
وتارة في مجلس علم وفقه في الدين تتفتح فيه آفاق العقل على عظمة التشريع،وتتنوّر دروب الحياة بهدي التعاليم الإلهية،فيتضح صراط الله المستقيم..
كل ذلك في مجتمع إيماني كريم،يشدُّ بعضه أزر بعض،ويحقق فيه المؤمنون قوله تعالى: { وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (2) سورة المائدة. ويجنون من الثمرات ما ورد في الحديث الشريف عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- « مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ فِى عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِى عَوْنِ أَخِيهِ وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلاَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ ». رواه مسلم.
وإذا كان حق الضيف إكرامه،فإن من واجبه معرفة قدر من يزور،والاستعداد لزيارته،والتأدب في حضرته بما يليق وجلال المزور وعظمته..





هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني