عرض مشاركة واحدة
قديم 11-27-2011, 07:23 PM
المشاركة 15
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
-10-آداب الشرب

الشراب مثل الطعام. بل هو أكثر منه ضرورة،وأشد خطرا،فقد يصبر المرء على الجوع ولكنه لا يصبر على الظمأ قال تعالى:{ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30)} الأنبياء.
ولقد منّ الله على عباده في كثير من آياته بعملية إنزال الماء من السماء وما تتطلبه من ظواهره معجزة.
قال تعالى:{ أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاء الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ (69)} الواقعة.
وقال:{ وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ (22)} الحجر22.
والمؤمن يأكلُ ويشرب من رزق الله وفي كل ذلك يشعر أنه عل مائدة الله،محتاج إلى فضله،وعاجز عن أداء شكره،وذاكر لجوده وكرمه على الدوام:
قال تعالى على لسان النبي إبراهيم عليه السلام :{الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82)} الشعراء.
وهذه بعض آداب الشراب.
التسمية في أوله،والحمد في آخره،كأن يقول:
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ،قَالَ كَانَ رَسُولُ اللهِ rإِذَا شَرِبَ الْمَاءَ،قَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَهُ عَذْبًا فُرَاتًا بِرَحْمَتِهِ،وَلَمْ يَجْعَلُهُ مَالِحًا لجَاجًا بِذُنُوبِنَا " .
وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شُبْرُمَةَ،أَنَّ الْحَسَنَ،كَانَ،يَقُولُ: ذَلِكَ إِذَا شَرِبَ الْمَاءَ"
وقَالَ: قَالَ صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ أَبِي - رَحِمَهُ اللهُ - لَا يَدَعُ أَحَدًا يَسْتَقِي لَهُ الْمَاءَ لِلْوُضُوءِ إِلَّا هُوَ،وكَانَ إِذَا خَرَجَ الدَّلْو مَلَأَ،قَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ ".قُلْتُ: يَا أَبِهِ أَيُّ شَيْءٍ الْفَائِدَةُ ؟،قَالَ: يَا بُنَيَّ أمَا سَمِعْتَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ،يَقُولُ: { أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيَكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ } [الملك: 30] "
يستحب الشرب في حالة القعود،فهو أفضل صحيا،وأكمل أدبا.
عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِىِّ -r- أَنَّهُ نَهَى أَنْ يَشْرَبَ الرَّجُلُ قَائِمًا. قَالَ قَتَادَةُ فَقُلْنَا فَالأَكْلُ فَقَالَ ذَاكَ أَشَرُّ أَوْ أَخْبَثُ. رواه مسلم.
ويجوز الشرب قائما لحاجة،فعَنِ ابْنِ عُمَرَ،قَالَ:كُنَّا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ rنَأْكُلُ وَنَحْنُ نَمْشِي،وَنَشْرَبُ وَنَحْنُ قِيَامٌ.
وعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ،عَنْ جَدَّةٍ لَهُ يُقَالُ لَهَا كَبْشَةُ أَنَّ النَّبِيَّ rدَخَلَ عَلَيْهَا،فَشَرِبَ مِنْ فَمِ قِرْبَةٍ وَهُوَ قَائِمٌ،فَقَامَتْ إِلَيْهِ فَقَطَعَتْهُ فَأَمْسَكَتْهُ.
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ rشَرِبَ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ وَهُوَ قَائِمٌ.
وعَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ،قَالَ:حَدَّثَنِي النَّزَّالُ بْنُ سَبْرَةَ،قَالَ:صَلَّيْنَا مَعَ عَلِيٍّ الظُّهْرَ،ثُمَّ خَرَجْنَا إلى الرَّحْبَةِ،قَالَ:فَدَعَا بِإِنَاءٍ فِيهِ شَرَابٌ،فَأَخَذَهُ فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ وَمَسَحَ وَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ وَرَأْسَهُ وَقَدَمَيْهِ،ثُمَّ شَرِبَ فَضْلَهُ وَهُوَ قَائِمٌ،ثُمَّ قَالَ:إِنَّ نَاسًا يَكْرَهُونَ أَنْ يَشْرَبُوا وَهُمْ قِيَامٌ،إِنَّ رَسُولَ اللهِ rصَنَعَ مِثْلَ مَا صَنَعْتُ،وَقَالَ:هَذَا وُضُوءُ مَنْ لَمْ يُحْدِثْ.
تناول الكأس باليد اليمنى والشرب بها.
عن حفصة رضي الله عنها أن رسول الله rكان يجعل يمينه لطعامه وشرابه،ويجعل يساره لما سوى ذلك. رواه أبو داود والترمذي.
مص الماء مصا،وعدم عبه أو صبه في الحلق صبا،لأن المصّ أثناء الشرب أهنأ وأمرأ.
فعَنِ ابْنِ أَبِى حُسَيْنٍ أَن النَّبِىَّ -r- قَالَ :« إِذَا شَرِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَمُصَّ مَصًّا وَلاَ يَعُبَّ عَبًّا فَإِنَّ الْكُبَادَ مِنَ الْعَبِّ »..
وقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ لِمُؤَدِّبِ وَلَدِهِ:عَلِّمْهُمُ الصِّدْقَ كَمَا تُعَلِّمُهُمُ الْقُرْآنَ،وَجَنِّبْهُمُ السفلة ؛ فإنهم أسوأ النَّاسِ دِعَةً وَأَقَلُّهُمْ أَدَبًا،وَجَنِّبْهُمُ الْحَشَمَ ؛ فَإِنَّهُمْ لَهُمْ مَفْسَدَةٌ،وَأَخْفِ شُعُورَهُمْ تَغْلُظْ رِقَابُهُمْ،وَأَطْعِمْهُمُ اللَّحْمَ يَقْوَوْا،وَعَلِّمْهُمُ الشِّعْرَ يُمَجَّدُوا وَيَنْجِدُوا،وَمُرْهُمْ أَنْ يَسْتَاكُوا عَرْضًا،وَيَمُصُّوا الْمَاءَ مَصًّا،وَلا يَعُبُّوا عَبًّا،وَإِذَا احْتَجْتَ أَنْ تَتَنَاوَلَهُمْ بِأَدَبٍ،فَلْيَكُنْ ذَلِكَ فِي سِرٍّ لا يَعْلَمُ بِهِ أَحَدٌ مِنَ الْغَاشِيَةِ فَيَهُونُوا عَلَيْهِمْ ."
الشرب على ثلاث دفعات،يبدأ كلا منها بالتسمية،ويختم بالحمد.
فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّهُ تعالى عَنْهُمَا،قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r:لا تَشْرَبُوا كَشُرْبِ الْبَعِيرِ،وَاشْرَبُوا اثْنَيْنِ وَثَلاثًا،وَسَمُّوا اللَّهَ إِذَا شَرِبْتُمْ،وَاحْمَدُوا اللَّهَ إِذَا رَفَعْتُمْ.
وعنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- « لاَ تَشْرَبُوا وَاحِدًا كَشُرْبِ الْبَعِيرِ وَلَكِنِ اشْرَبُوا مَثْنَى وَثُلاَثَ وَسَمُّوا إِذَا أَنْتُمْ شَرِبْتُمْ وَاحْمَدُوا إِذَا أَنْتُمْ رَفَعْتُمْ »رواه الترمذي.
تجنّب النفخ في الإناء أو التنفس فيه.
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -r- أَنْ يُتَنَفَّسَ فِى الإِنَاءِ أَوْ يُنْفَخَ فِيهِ. رواه أبو داود.
قَالَ الْحَلِيمِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: وَهَذَا لِأَنَّ الْبُخَارَ الَّذِي يَرْتَفِعُ مِنَ الْمَعِدَةِ أَوْ يَنْزِلُ مِنَ الرَّأْسِ وَكَذَلِكَ رَائِحَةُ الْجَوْفِ قَدْ يَكُونَانِ كَرِيهَيْنِ فَإِمَّا إِنْ يُعَلَّقَا بِالْمَاءِ فَيَضُرَّا وَإِمَّا أَنْ يُفْسِدَا السُّؤْرَ عَلَى غَيْرِ الشَّارِبِ لِأَنَّهُ قَدْ يَتَقَذَّرُ إِذَا عَلِمَ بِهِ فَلَا يَشْرَبُ وَذَكَرَ كُلَيْبٌ الْجَرْمِيُّ أَنَّهُ شَهِدَ عَلِيًّا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ نَهَى الْقَصَّابِينَ عَنِ النَّفْخِ فِي اللَّحْمِ وَهُوَ نَظِيرُ النَّفْخِ فِي الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ الَّذِي جَاءَ النَّهْيُ عَنْهُ،لِأَنَّ النَّكْهَةَ رُبَّمَا كَانَتْ كَرِيهَةً فَكَرَّهَتِ اللَّحْمَ وَغَيَّرَتْ رِيحَهُ وَقَدْ عُرِفَ ذَلِكَ بِالتَّجَارُبِ
تجنب الشرب من فم الإبريق أو السقاء،ولكن يصب منها في كأسه ويشرب.
فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - نَهَى النَّبِىُّ - r- أَنْ يُشْرَبَ مِنْ فِى السِّقَاءِ.رواه البخاري.
وعن عِكْرِمَةَ قَالَ:أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَشْيَاءَ قِصَارٍ سَمِعْنَاهَا مِنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ:نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -r- أَنْ يُشْرَبَ مِنْ فِى السِّقَاءِ.
تجنب الإسراف في شرب الماء،وخاصة أثناء الطعام لأنه يعيق عملية الهضم،ويكون الشرب قبل الطعام بنصف ساعة أو بعده بساعة على الأقل.
تجنب الشرب في أواني الذهب والفضة لحرمة استعمالها.
فعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِىِّ - r- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - r- قَالَ « الَّذِى يَشْرَبُ فِى إِنَاءِ الْفِضَّةِ إِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِى بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ »..
يمسك الساقي الإناء أثناء توزيع الشراب باليد اليسرى،ويعطي الكوب باليد اليمنى،ويبدأ أولا بسيّد القوم أو أفضلهم علما وقدرا،ثم يعطي الأيمن فالأيمن.
فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ؛أَنَّ رَسُولَ اللهِ rأُتِيَ بِلَبَنٍ،قَدْ شِيبَ بِمَاءٍ مِنَ الْبِئْرِ،وَعَنْ يَمِينِهِ أَعْرَابِيٌّ،وَعَنْ يَسَارِهِ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ،فَشَرِبَ،ثُمَّ أَعْطَى الأَعْرَابِيَّ،وَقَالَ:الأَيْمَنَُ فَالأَيْمَنَُ.. متفق عليه.
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ،أَنَّ رَسُولَ اللهِ rأُتِيَ بِلَبَنٍ وَقَدْ شِيبَ بِمَاءٍ،وَعَنْ يَمِينِهِ أَعْرَابِيٌّ وَعَنْ يَسَارِهِ أَبُو بَكْرٍ،فَشَرِبَ ثُمَّ أَعْطَى الأَعْرَابِيَّ،وَقَالَ:الأَيْمَنُ فَالأَيْمَنُ.
وعَنْ أَنَسٍ قَالَ قَدِمَ النَّبِىُّ -r- الْمَدِينَةَ وَأَنَا ابْنُ عَشْرٍ وَمَاتَ وَأَنَا ابْنُ عِشْرِينَ وَكُنَّ أُمَّهَاتِى يَحْثُثْنَنِى عَلَى خِدْمَتِهِ فَدَخَلَ عَلَيْنَا دَارَنَا فَحَلَبْنَا لَهُ مِنْ شَاةٍ دَاجِنٍ وَشِيبَ لَهُ مِنْ بِئْرٍ فِى الدَّارِ فَشَرِبَ رَسُولُ اللَّهِ -r- فَقَالَ لَهُ عُمَرُ وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ شِمَالِهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْطِ أَبَا بَكْرٍ. فَأَعْطَاهُ أَعْرَابِيًّا عَنْ يَمِينِهِ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- « الأَيْمَنَ فَالأَيْمَنَ ».
وقَالَ أَبُو طَوَالَةَ - اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ -: سَمِعْتُ أَنَسًا - رضى الله عنه - يَقُولُ أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ - r- فِى دَارِنَا هَذِهِ،فَاسْتَسْقَى،فَحَلَبْنَا لَهُ شَاةً لَنَا،ثُمَّ شُبْتُهُ مِنْ مَاءِ بِئْرِنَا هَذِهِ،فَأَعْطَيْتُهُ وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ يَسَارِهِ،وَعُمَرُ تُجَاهَهُ وَأَعْرَابِىٌّ عَنْ يَمِينِهِ فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ عُمَرُ هَذَا أَبُو بَكْرٍ.فَأَعْطَى الأَعْرَابِىَّ،ثُمَّ قَالَ « الأَيْمَنُونَ،الأَيْمَنُونَ،أَلاَ فَيَمِّنُوا ».قَالَ أَنَسٌ فَهْىَ سُنَّةٌ فَهْىَ سُنَّةٌ.ثَلاَثَ مَرَّاتٍ .
يكون ساقي القوم آخرهم شربا.
فعَنْ أَبِى قَتَادَةَ قَالَ خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -r- فَقَالَ « إِنَّكُمْ تَسِيرُونَ عَشِيَّتَكُمْ وَلَيْلَتَكُمْ وَتَأْتُونَ الْمَاءَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ غَدًا ». فَانْطَلَقَ النَّاسُ لاَ يَلْوِى أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ - قَالَ أَبُو قَتَادَةَ - فَبَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ -r- يَسِيرُ حَتَّى ابْهَارَّ اللَّيْلُ وَأَنَا إلى جَنْبِهِ - قَالَ - فَنَعَسَ رَسُولُ اللَّهِ -r- فَمَالَ عَنْ رَاحِلَتِهِ فَأَتَيْتُهُ فَدَعَمْتُهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ أُوقِظَهُ حَتَّى اعْتَدَلَ عَلَى رَاحِلَتِهِ - قَالَ - ثُمَّ سَارَ حَتَّى تَهَوَّرَ اللَّيْلُ مَالَ عَنْ رَاحِلَتِهِ - قَالَ - فَدَعَمْتُهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ أُوقِظَهُ حَتَّى اعْتَدَلَ عَلَى رَاحِلَتِهِ - قَالَ - ثُمَّ سَارَ حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ السَّحَرِ مَالَ مَيْلَةً هِىَ أَشَدُّ مِنَ الْمَيْلَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ حَتَّى كَادَ يَنْجَفِلُ فَأَتَيْتُهُ فَدَعَمْتُهُ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ « مَنْ هَذَا ». قُلْتُ أَبُو قَتَادَةَ. قَالَ « مَتَى كَانَ هَذَا مَسِيرَكَ مِنِّى ».
قُلْتُ مَا زَالَ هَذَا مَسِيرِى مُنْذُ اللَّيْلَةِ. قَالَ « حَفِظَكَ اللَّهُ بِمَا حَفِظْتَ بِهِ نَبِيَّهُ ». ثُمَّ قَالَ « هَلْ تَرَانَا نَخْفَى عَلَى النَّاسِ ». ثُمَّ قَالَ « هَلْ تَرَى مِنْ أَحَدٍ ». قُلْتُ هَذَا رَاكِبٌ. ثُمَّ قُلْتُ هَذَا رَاكِبٌ آخَرُ. حَتَّى اجْتَمَعْنَا فَكُنَّا سَبْعَةَ رَكْبٍ - قَالَ - فَمَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- عَنِ الطَّرِيقِ فَوَضَعَ رَأْسَهُ ثُمَّ قَالَ « احْفَظُوا عَلَيْنَا صَلاَتَنَا ». فَكَانَ أَوَّلَ مَنِ اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللَّهِ -r- وَالشَّمْسُ فِى ظَهْرِهِ - قَالَ - فَقُمْنَا فَزِعِينَ ثُمَّ قَالَ « ارْكَبُوا ». فَرَكِبْنَا فَسِرْنَا حَتَّى إِذَا ارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ نَزَلَ ثُمَّ دَعَا بِمِيضَأَةٍ كَانَتْ مَعِى فِيهَا شَىْءٌ مِنْ مَاءٍ - قَالَ - فَتَوَضَّأَ مِنْهَا وُضُوءًا دُونَ وُضُوءٍ - قَالَ - وَبَقِىَ فِيهَا شَىْءٌ مِنْ مَاءٍ ثُمَّ قَالَ لأَبِى قَتَادَةَ « احْفَظْ عَلَيْنَا مِيضَأَتَكَ فَسَيَكُونُ لَهَا نَبَأٌ ». ثُمَّ أَذَّنَ بِلاَلٌ بِالصَّلاَةِ فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ -r- رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ صَلَّى الْغَدَاةَ فَصَنَعَ كَمَا كَانَ يَصْنَعُ كُلَّ يَوْمٍ - قَالَ - وَرَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ -r- وَرَكِبْنَا مَعَهُ - قَالَ - فَجَعَلَ بَعْضُنَا يَهْمِسُ إلى بَعْضٍ مَا كَفَّارَةُ مَا صَنَعْنَا بِتَفْرِيطِنَا فِى صَلاَتِنَا ثُمَّ قَالَ « أَمَا لَكُمْ فِىَّ أُسْوَةٌ ». ثُمَّ قَالَ « أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ فِى النَّوْمِ تَفْرِيطٌ إِنَّمَا التَّفْرِيطُ عَلَى مَنْ لَمْ يُصَلِّ الصَّلاَةَ حَتَّى يَجِىءَ وَقْتُ الصَّلاَةِ الأُخْرَى فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَلْيُصَلِّهَا حِينَ يَنْتَبِهُ لَهَا فَإِذَا كَانَ الْغَدُ فَلْيُصَلِّهَا عِنْدَ وَقْتِهَا ». ثُمَّ قَالَ « مَا تَرَوْنَ النَّاسَ صَنَعُوا ». قَالَ ثُمَّ قَالَ « أَصْبَحَ النَّاسُ فَقَدُوا نَبِيَّهُمْ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَسُولُ اللَّهِ -r- بَعْدَكُمْ لَمْ يَكُنْ لِيُخَلِّفَكُمْ. وَقَالَ النَّاسُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -r- بَيْنَ أَيْدِيكُمْ فَإِنْ يُطِيعُوا أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ يَرْشُدُوا ». قَالَ فَانْتَهَيْنَا إلى النَّاسِ حِينَ امْتَدَّ النَّهَارُ وَحَمِىَ كُلُّ شَىْءٍ وَهُمْ يَقُولُونَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكْنَا عَطِشْنَا. فَقَالَ « لاَ هُلْكَ عَلَيْكُمْ ». ثُمَّ قَالَ « أَطْلِقُوا لِى غُمَرِى ». قَالَ وَدَعَا بِالْمِيضَأَةِ فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ -r- يَصُبُّ وَأَبُو قَتَادَةَ يَسْقِيهِمْ فَلَمْ يَعْدُ أَنْ رَأَى النَّاسُ مَاءً فِى الْمِيضَأَةِ تَكَابُّوا عَلَيْهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- « أَحْسِنُوا الْمَلأَ كُلُّكُمْ سَيَرْوَى ». قَالَ فَفَعَلُوا فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ -r- يَصُبُّ وَأَسْقِيهِمْ حَتَّى مَا بَقِىَ غَيْرِى وَغَيْرُ رَسُولِ اللَّهِ -r- - قَالَ - ثُمَّ صَبَّ رَسُولُ اللَّهِ -r- فَقَالَ لِى « اشْرَبْ ». فَقُلْتُ لاَ أَشْرَبُ حَتَّى تَشْرَبَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « إِنَّ سَاقِىَ الْقَوْمِ آخِرُهُمْ شُرْبًا ». قَالَ فَشَرِبْتُ وَشَرِبَ رَسُولُ اللَّهِ -r- - قَالَ - فَأَتَى النَّاسُ الْمَاءَ جَامِّينَ رِوَاءً. قَالَ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَبَاحٍ إِنِّى لأُحَدِّثُ هَذَا الْحَدِيثَ فِى مَسْجِدِ الْجَامِعِ إِذْ قَالَ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ انْظُرْ أَيُّهَا الْفَتَى كَيْفَ تُحَدِّثُ فَإِنِّى أَحَدُ الرَّكْبِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ. قَالَ قُلْتُ فَأَنْتَ أَعْلَمُ بِالْحَدِيثِ. فَقَالَ مِمَّنْ أَنْتَ قُلْتُ مِنَ الأَنْصَارِ. قَالَ حَدِّثْ فَأَنْتُمْ أَعْلَمُ بِحَدِيثِكُمْ. قَالَ فَحَدَّثْتُ الْقَوْمَ فَقَالَ عِمْرَانُ لَقَدْ شَهِدْتُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ وَمَا شَعَرْتُ أَنَّ أَحَدًا حَفِظَهُ كَمَا حَفِظْتُهُ.
وعَنْ أَبِي قَتَادَةَ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: سَاقِي الْقَوْمِ آخِرُهُمْ.
وعَنْ أَبِي الْمُخْتَارِ،مَنْ بَنِي أَسَدٍ،قَالَ:سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى قَالَ:كُنَّا فِي سَفَرٍ فَلَمْ نَجِدِ الْمَاءَ،قَالَ:ثُمَّ هَجَمْنَا عَلَى الْمَاءِ بَعْدُ،قَالَ:فَجَعَلُوا يَسْقُونَ رَسُولَ اللهِ r،فَكُلَّمَا أَتَوْهُ بِالشَّرَابِ،قَالَ رَسُولُ اللهِ r: سَاقِي الْقَوْمِ آخِرُهُمْ،ثَلاَثَ مَرَّاتٍ،حَتَّى شَرِبُوا كُلُّهُمْ.
وعن عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ:أَصَابَ رَسُولَ اللهِ rوَأَصْحَابَهُ عَطَشٌ،قَالَ:فَنَزَلَ مَنْزِلاً،فَأُتِيَ بِإِنَاءٍ،فَجَعَلَ يَسْقِي أَصْحَابَهُ،وَجَعَلُوا يَقُولُونَ:اشْرَبْ،فَقَالَ رَسُولُ اللهِ r: سَاقِي الْقَوْمِ آخِرُهُمْ حَتَّى سَقَاهُمْ كُلَّهُمْ.

___________





هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني