عرض مشاركة واحدة
قديم 11-27-2011, 07:22 PM
المشاركة 14
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
-9-آداب الطعام

الطعام نعمة إلهية كبرى. لفت الله سبحانه نظر الإنسان إليها في كثير من الآيات القرآنية لينظر فيها ويعتبر،ويعرف قدرها ويشكر الرازق الكريم:{ فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إلى طَعَامِهِ (24) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبّاً (25) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقّاً (26) فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً (27) وَعِنَباً وَقَضْباً (28) وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً (29) وَحَدَائِقَ غُلْباً (30) وَفَاكِهَةً وَأَبّاً (31) مَّتَاعاً لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (32)} عبس.
فليتدبر الإنسان: كيف خلق الله طعامه الذي هو قوام حياته؟ أنَّا صببنا الماء على الأرض صَبًّا،ثم شققناها بما أخرجنا منها من نبات شتى،فأنبتنا فيها حبًا،وعنبًا وعلفًا للدواب،وزيتونًا ونخلا وحدائق عظيمة الأشجار،وثمارًا وكلأ تَنْعَمون بها أنتم وأنعامكم.
وقال تعالى :{وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33) وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنْ الْعُيُونِ (34) لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (35)} يس.
وَمِنَ الدَّلاَئِل عَلَى وُجُودِ اللهِ تعالى،وَقُدْرَتِهِ التَّامَّةِ عَلَى إِحْيَاءِ المَوْتَى،أَنَّ الأَرْضَ تَكُونَ مَيْتَةً هَامِدَةً لاَ نَبَاتَ فِيهَا وَلاَ حَيَاةَ،فَيُنْزِلُ اللهُ المَطَرَ عَلَيْهَا فَتَرْتَوي،وَتَهْتَزُّ تُرْبَتُهَا،وَتَعْلُو بِمَا يَتَحَرَّكُ فِي بَاطِنِها مِنْ بُذُورِ النَّبَاتَاتِ الآخِذَةِ فِي النَّبتِ والنُّمُوِّ،ثُمَّ يُخْرِجُ اللهُ مِنْ هَذَا النَّبَاتِ حَبّاً يَأْكُلُهُ النَّاسُ والأَنْعَامُ .
وَأَنْشَأَ اللهُ فِي هَذِهِ الأَرْضِ التي أَحْيَاهَا بِالمَطَرِ بَسَاتِينَ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ،وَفَجَّرَ العُيُونَ فِيهَا فَأَخَذَتِ المِيَاهُ تَنْسَابُ فِي جَنَبَاتِهَا .لِيَأْكُلُوا مِنْ ثِمَارِ هَذِهِ البَسَاتِينِ،وَلاَ فَضْلَ لَهُمْ فِي إِنْبَاتِهَا وَإِخْرَاجِهَا مِنَ الأَرْضِ،أَفَلاَ يَشْكُرُونَ خَالِقَ هَذِهِ النِّعَمِ عَلَى مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَيْهِمْ؟
هذا وإن الكافر يعيش ليأكل ويعب من اللذائذ والشهوات ويحصل على المتع الجسدية الفانية،أما المؤمن فإنه يأكل ليعيش،وليتقوى على طاعة الله،ويعيش ليعبد ربه ويعمل الصالحات،ولذلك فقد أمر الله رسله فقال: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} (51) سورة المؤمنون 51.
وأمر عباده المؤمنين بمثل ذلك فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} (172) سورة البقرة.
هذا وللطعام آداب كثيرة نذكر منها ما يلي:
غسل اليدين قبل الطعام وبعده:
فعَنْ سَلْمَانَ قَالَ: قَرَأْتُ فِي التَّوْرَاةِ: إِنَّ بَرَكَةَ الطَّعَامِ الْوُضُوءُ قَبْلَهُ،فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ rفَقَالَ: " إِنَّ بَرَكَةَ الطَّعَامِ الْوُضُوءُ قَبْلَهُ وَالْوُضُوءُ بَعْدَهُ " قَالَ أَبُو دَاوُدَ لَيْسَ هَذَا بِالْقَوِيِّ،وَكَانَ سُفْيَانُ يَكْرَهُ الْوُضُوءَ قَبْلَ الطَّعَامِ ..
التسمية في أول الطعام ثم استحضار النية من الأكل،والدعاء بالمأثور،فعنِ ابْنِ أَعْبُدَ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " يَا ابْنَ أَعْبُدَ مَا حَقُّ الطَّعَامِ ؟ " قُلْتُ: مَا هُوَ يَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ ؟ قَالَ: " حَقُّ الطَّعَامِ إِذَا وُضِعَ مِنْ بَيْنِ يَدَيْكَ أَنْ تَقْنَعَ "،وَتَقُولَ: " بِسْمِ اللهِ اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيمَا رَزَقْتَنَا "
وعَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -r- قَالَ « إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ تعالى فَإِنْ نَسِىَ أَنْ يَذْكُرَ اسْمَ اللَّهِ تعالى فِى أَوَّلِهِ فَلْيَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ ».. رواه أبو داود.
وعَنْ هِشَامٍ،قَالَ:كَانَ أَبِي لاَ يُؤْتَى بِطَعَامٍ وَلاَ شَرَابٍ،حَتَّى الشَّرْبَةَ مِنَ الدَّوَاءِ،فَيَطْعَمُهُ،أَوْ يَشْرَبُهُ حَتَّى يَقُولَ:الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا،وَأَطْعَمَنَا،وَسَقَانَا وَنَعَّمَنَا،اللَّهُ أَكْبَرُ،اللَّهُمَّ أَلْفَتْنَا نِعْمَتُكَ بِكُلِّ شَرٍّ،وَأَصْبَحْنَا وَأَمْسَيْنَا مِنْهَا بِكُلِّ خَيْرٍ،نَسْأَلُك تَمَامَهَا وَشُكْرَهَا،لاَ خَيْرَ إِلاَّ خَيْرُك،وَلاَ إِلَهَ غَيْرُك،إِلَهَ الصَّالِحِينَ،وَرَبَّ الْعَالَمِينَ،الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ،لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ،مَا شَاءَ اللَّهُ،لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاَللَّهِ،اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيمَا رَزَقْتنَا،وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
وعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ؛ أَنَّهُ كَانَ إِذَا فَرَغَ مِنْ طَعَامِهِ،قَالَ:اللَّهُمَّ أَشْبَعْتَ وَأَرْوَيْتَ فَهَنِّئْنَا،وَرَزَقْتَنَا فَأَكْثَرْتَ وَأَطْيَبْتَ فَزِدْنَا.
وعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ؛ أَنَّهُ قَالَ:إِذَا وُضِعَ الطَّعَامُ فَسَمَّيْتَ فَكُلِّ مَا جِيءَ بِهِ،فَإِنَّهُ يُجْزِئُك التَّسْمِيَةُ الأُولَى.
الأكل من الطعام الحلال الطيب،والحذر من الطعام الحرام كالمسروق والمشبوه والمأخوذ حياء.
قال تعالى:{ فَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ حَلالاً طَيِّباً وَاشْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (114)} النحل.
فعَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ،قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ rيَقُولُ: " كُلُّ جَسَدٍ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ "
وعَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ،فَأَتَاهُ غُلَامٌ لَهُ بِطَعَامٍ،فَأَهْوَى إلى لُقْمَةٍ فَأَكَلَهَا،ثُمَّ سَأَلَهُ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ ؟ قَالَ: كُنْتُ قِسًّا لِلْقَوْمِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ،فَأَوْعَدُونِي،فَأَطْعَمُونِي هَذَا،يَعْنِي الْيَوْمَ،فَقَالَ: لَا أَرَاكَ إِلَّا أَطْعَمَتْنِي مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ،ثُمَّ أَدْخَلَ إِصْبَعَيْهِ فَتَقَيَّأَ،ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ rيَقُولُ: " أَيُّمَا لَحْمٍ نَبَتَ مِنْ حَرَامٍ،فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ "
وعَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ قَالَ: قَالَ نَبِيُّ اللهِ r: " يَا كَعْبُ كَيْفَ بِكَ إِذَا كَانَ عَلَيْكَ أُمَرَاءُ ؟ فَمَنْ دَخَلَ عَلَيْهِمْ فَصَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَلَيْسَ مِنِّي وَلَا أَنَا مِنْهُ،وَلَا يَرِدُ عَلَيَّ حَوْضِي،يَا كَعْبُ،إِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ لَحْمٌ،وَلَا دَمٌ نَبَتَا مِنْ سُحْتٍ كُلُّ لَحْمٍ وَدَمٍ نَبَتَا مِنْ سُحْتٍ،فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ،يَا كَعْبُ،النَّاسُ رَجُلَانِ غَادِيَانِ،وَرَائِحَانِ غَادٍ فِي فَكَاكِ رَقَبَتِهِ فَمُعْتِقُهَا،وَغَادٍ فَمُوبِقُهَا،يَا كَعْبُ،الصَّلَاةُ بُرْهَانٌ،وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ،وَالصَّدَقَةُ تُذْهِبُ الْخَطِيئَةَ،كَمَا تَذْهَبُ الْجَامِدَةُ عَلَى الصَّفَا "
وعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،قَالَ:قَالَ النَّبِيُّ r: -:يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ،إِنَّ اللَّهَ أَبَى عَلَيَّ أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ لَحْمًا نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ،فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ"
وعَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - قَالَتْ كَانَ لأَبِى بَكْرٍ غُلاَمٌ يُخْرِجُ لَهُ الْخَرَاجَ،وَ كَانَ أَبُو بَكْرٍ يَأْكُلُ مِنْ خَرَاجِهِ،فَجَاءَ يَوْمًا بِشَىْءٍ فَأَكَلَ مِنْهُ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ لَهُ الْغُلاَمُ تَدْرِى مَا هَذَا فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَمَا هُوَ قَالَ كُنْتُ تَكَهَّنْتُ لإِنْسَانٍ فِى الْجَاهِلِيَّةِ وَمَا أُحْسِنُ الْكِهَانَةَ،إِلاَّ أَنِّى خَدَعْتُهُ،فَلَقِيَنِى فَأَعْطَانِى بِذَلِكَ،فَهَذَا الَّذِى أَكَلْتَ مِنْهُ.فَأَدْخَلَ أَبُو بَكْرٍ يَدَهُ فَقَاءَ كُلَّ شَىْءٍ فِى بَطْنِهِ .
وعَنِ الْقَاسِمِ قَالَ:كَانَ لِأَبِي بَكْرٍ غُلَامٌ يَأْتِيهُ بِكِسْرَتِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ فَيَسْأَلُهُ عَنْهَا:مِنْ أَيْنَ أَصَبْتَهُ ؟ قَالَ:أَصَبْتُهُ مِنْ كَذَا وَكَذَا،فَأَتَى لَيْلَةً بِكَسْبِهِ وَأَبُو بَكْرٍ قَدْ طَالَ صِيَامُهُ فَنَسِيَ أَنْ يَسْأَلَهُ،فَوَضَعَ يَدَهُ فَأَكَلَ،فَقَالَ الْغُلَامُ لِأَبِي بَكْرٍ:كُنْتَ تَسْأَلُنِي كُلَّ لَيْلَةٍ عَنْ كَسْبِي إِذَا جِئْتُكَ،فَلَمْ أَرَ سَأَلْتَنِي عَنْ كَسْبِي اللَّيْلَةَ،قَالَ:فَأَخْبِرْنِي مِنْ أَيْنَ هُوَ ؟ قَالَ:كُنْتُ تَكَهَّنْتُ لِقَوْمٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ،فَلَمْ يُعْطُونِي أَجْرَ كَهَانَتِي،حَتَّى كَانَ الْيَوْمُ فَلَقِيتُهُمُ الْيَوْمَ فَأَعْطَوْنِي،وَإِنَّمَا كَانَ كَذْبَةً،قَالَ:فَأَدْخَلَ أَبُو بَكْرٍ أُصْبُعَهُ فِي حَلْقِهِ فَجَعَلَ يَتَقَيَّأُ،قَالَ:فَذَهَبَ الْغُلَامُ إلى النَّبِيِّ rفَأَخْبَرَهُ،فَقَالَ النَّبِيُّ r: " هِيهِ،أَكْذَبْتَ أَبَا بَكْرٍ "،قَالَ:فَضَحِكَ،أَحْسَبُهُ قَالَ:ضَحِكًا شَدِيدًا،وَقَالَ:" وَيْحَكَ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ يَكْرَهُ أَنْ يَدْخُلَ بَطْنَهُ إِلَّا طَيِّبٌ " .
الأكل من الطعام الجيد النظيف،والحذر من تناول الطعام الملوث أو المكشوف،أو تناول الخضار والفواكه إلا بعد غسلها بشكل جيد،فعَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَسَّانَ،قَالَ:سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ،يَقُولُ:إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ يُحِبُّ الطِّيبَ،نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ،كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرْمَ،جَوَّادٌ يُحِبُّ الْجُودَ،فَنَظِّفُوا أَفْنِيَتَكُمْ وَسَاحَاتِكُمْ وَلاَ تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ،يَجْمَعُونَ الأَكْبَاءَ فِي دُورِهِمْ "
الأكل باليد اليمنى،وبثلاث أصابع منها يلعقها قبل مسحها أو غسلها.
فعنْ كَعْبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -r- كَانَ يَأْكُلُ بِثَلاَثِ أَصَابِعَ فَإِذَا فَرَغَ لَعِقَهَا."
وعَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ rكَانَ إِذَا أَكَلَ لَعِقَ أَصَابِعَهُ الثَّلاَثَ.
وعَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ،قَالَ:قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ r: اجْلِسْ يَا بُنَيَّ وَسَمِّ اللَّهَ وَكُلْ بِيَمِينِكَ وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ قَالَ:فَوَاللَّهِ مَا زَالَتْ أَكْلَتِي بَعْدُ.
الأكل مما يلي من الطعام،دون مد اليد إلى ما كان في جوار الآخرين،أو إلى وسط الإناء.
فعن وَهْبَ بْنِ كَيْسَانَ أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ أَبِى سَلَمَةَ يَقُولُ كُنْتُ غُلاَمًا فِى حَجْرِ رَسُولِ اللَّهِ - r- وَكَانَتْ يَدِى تَطِيشُ فِى الصَّحْفَةِ فَقَالَ لِى رَسُولُ اللَّهِ - r- « يَا غُلاَمُ سَمِّ اللَّهَ،وَكُلْ بِيَمِينِكَ وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ ».فَمَا زَالَتْ تِلْكَ طِعْمَتِى بَعْدُ "متفق عليه.
تصغير اللقمة،وإجادة المضغ،وعدم تناول لقمة أخرى قبل الفراغ من تناول اللقمة السابقة وابتلاعها.
تجنب النفخ في الطعام الحار،وعدم تناول الأطعمة شديدة الحرارة وشديدة البرودة،وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ -r- يَنْفُخُ فِى طَعَامٍ وَلاَ شَرَابٍ وَلاَ يَتَنَفَّسُ فِى الإِنَاءِ ».
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ rنَهَى عَنِ النَّفْخِ فِي الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ.
وعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِى بَكْرٍ،أَنَّهَا كَانَتْ إِذَا ثَرَدَتْ غَطَّتْهُ شَيْئًا،حَتَّى يَذْهَبَ فَوْرُهُ،ثُمَّ تَقُولُ: إِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - r- يَقُولُ: إِنَّهُ أَعْظَمُ لِلْبَرَكَةِ.
وعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِى بَكْرٍ:أَنَّهَا كَانَتْ إِذَا أُتِيَتْ بِثَرِيدٍ أَمَرَتْ بِهِ فَغُطِّىَ حَتَّى يَذْهَبَ فَوْرَةُ دُخَانِهِ وَتَقُولُ إِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -r- يَقُولُ :« هُوَ أَعْظَمُ لِلْبَرَكَةِ ».
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r:"أَبْرِدُوا بِالطَّعَامِ،فَإِنَّ الطَّعَامَ الْحَارَّ غَيْرُ ذِي بَرَكَةٍ".
تجنب الاقتراب بالفم فوق الإناء،لئلا يسقط فيه من الفم شيء.
الجلوس إلى الطعام باعتدال،وتجنب الأكل متكئا أو مائلا أو واقفا أو مضطجعا أو ماشيا.
فعَنْ عَلِىِّ بْنِ الأَقْمَرِ سَمِعْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - r- « لاَ آكُلُ مُتَّكِئًا » رواه البخاري.
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ قَالَ:أُهْدِىَ إلى رَسُولِ اللَّهِ -r- شَاةٌ وَالطَّعَامُ يَوْمَئِذٍ قَلِيلٌ فَقَالَ لأَهْلِهِ :« أَصْلِحُوا هَذِهِ الشَّاةَ وَانْظُرُوا إلى هَذَا الْخُبْزِ فَاثْرُدُوا وَاغْرِفُوا عَلَيْهِ ». وَكَانَتْ لِلنَّبِىِّ -r- قَصْعَةٌ يُقَالُ لَهَا الْغَرَّاءُ يَحْمِلُهَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ فَلَمَّا أَضْحَوْا وَسَجَدُوا الضُّحَى أُتِىَ بِتِلْكَ الْقَصْعَةِ فَالْتَفُّوا عَلَيْهَا فَلَمَّا كَثُرُوا جَثَا رَسُولُ اللَّهِ -r- فَقَالَ أَعْرَابِىٌّ:مَا هَذِهِ يَعْنِى الْجِلْسَةَ؟ قَالَ :« إِنَّ اللَّهَ جَعَلَنِى عَبْدًا كَرِيمًا وَلَمْ يَجْعَلْنِى جَبَّارًا عَصِيًّا كُلُوا مِنْ جَوَانِبِهَا وَدَعُوا ذِرْوَتَهَا يُبَارَكْ فِيهَا ». ثُمَّ قَالَ :« خُذُوا كُلُوا فَوَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَيُفْتَحَنَّ عَلَيْكُمْ فَارِسُ وَالرُّومُ حَتَّى يَكْثُرَ الطَّعَامُ فَلاَ يُذْكَرَ عَلَيْهِ اسْمُ اللَّهِ ».
قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِىُّ رَحِمَهُ اللَّهُ:الْمُتَّكِئُ هَا هُنَا هُوَ الْمُعْتَمِدُ عَلَى الْوِطَاءِ الَّذِى تَحْتَهُ وَهُوَ الَّذِى أَوْكَأَ مِقْعَدَتَهُ وَشَدَّهَا بِالْقُعُودِ عَلَى الْوِطَاءِ الَّذِى تَحْتَهُ يَعْنِى أَنِّى إِذَا أَكَلْتُ لَمْ أَقْعُدْ مُتَّكِئًا عَلَى الأَوْطِئَةِ وَالْوَسَائِدِ فِعْلَ مَنْ يُرِيدُ أَنْ يَسْتَكْثِرَ وَلَكِنِّى آكُلُ عُلْقَةً فَيَكُونُ قُعُودِى مُسْتَوْفِزًا لَهُ.
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ،أَنَّ النَّبِيَّ rقَالَ:إِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ آكُلُ كَمَا يَأْكُلُ الْعَبْدُ.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قَالَ:مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ rعَابَ طَعَامًا قَطُّ،كَانَ إِذَا اشْتَهَى أَكَلَهُ،وَإِنْ لَمْ يَشْتَهِ سَكَتَ "
تجنب ذم شيء من الأطعمة،فهي من نعم الله تعالى .
فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ مَا عَابَ النَّبِىُّ - r- طَعَامًا قَطُّ،إِنِ اشْتَهَاهُ أَكَلَهُ،وَإِنْ كَرِهَهُ تَرَكَهُ .. متفق عليه.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قَالَ:مَا عَابَ رَسُولُ اللهِ rطَعَامًا قَطُّ،إِذَا اشْتَهَى أَكَلَ،وَإِلاَّ تَرَكَ.
تجنب الاستهتار بالنعمة مهما قلت،والمحافظة عليها مهما دقّت،والحذر من إلقاء ما بقي منها بعد الطعام في سلة المهملات.
فعَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِىَّ -r- أَمَرَ بِلَعْقِ الأَصَابِعِ وَالصَّحْفَةِ وَقَالَ « إِنَّكُمْ لاَ تَدْرُونَ فِى أَيِّهِ الْبَرَكَةُ ». رواه مسلم.
وعَنْ جَابِرٍ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: إِذَا فَرَغَ أَحَدُكُمْ مِنْ طَعَامِهِ،فَلْيَلْعَقْ أَصَابِعَهُ،فَإِنَّهُ لاَ يَدْرِي فِي أَيَّ طَعَامِهِ يُبَارَكُ لَهُ.
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ ؛ أَنَّهُ كَانَ يَلْعَقُ أَصَابِعَهُ الثَّلاَثَ إِذَا أَكَلَ،وَقَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: إِنَّهُ لاَ يَدْرِي فِي أَيِّ طَعَامِهِ الْبَرَكَةُ.
تجنّب الإكثارمن الطعام والإسراف في تناوله إلى حد التخمة،لأن البطنة تذهب الفطنة وتورث الأمراض،قال الله تعالى:{ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31)} الأعراف.
وعَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ الْكِنْدِيِّ،عَنِ النَّبِيِّ rقَالَ: " مَا مَلَأ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنِهِ،حَسْبُ ابْنِ آدَمَ أَكَلَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ،فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ فَثُلُثٌ طَعَامُهُ،وَثُلُثٌ شَرَابُهُ،وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ "
وِعَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ rيَقُولُ: " مَا مَلَأ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنِهِ،حَسْبُ ابْنِ آدَمَ أُكُلَاتٌ،يُقِمْنَ صُلْبَهُ،فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ،فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ،وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ،وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ "
تجنب التفاخر في أنواع الأطعمة،والتباهي في أطايبها،لأن في ذلك كسر لقلب الفقير،وتشبه بالكفار الذين لا يعرفون من الدنيا إلا اللذائذ والشهوات،قال الله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ} (12) سورة محمد.
وَفي يَوْمِ القِيَامةِ يُدخِلُ اللهُ تعالى الذِينَ آمَنُوا بهِ،وَبِكُتَبِهِ،وَرُسُلِهِ،وَعَمِلُوا الأعْمَالَ الصَّالِحَاتِ،جَنَّاتٍ تَجرِي في أرْضِها الأنهَارُ جَزاءً لَهُم عَلَى إيمَانِهِمْ.أمَّا الكَافِرُونَ الذِين كَفَرُوا باللهِ وبِكُتُبهِ،وَكَذَّبُوا رُسُلَهُ،فَإِنَّهُم يَتَمَتَّعُونَ بما في هذهِ الدُّنيا مِنْ مَتَاعٍ زَائِلٍ،وَيَأكُلُونَ فِيها كَالأنعَامِ،غَيرَ مُفَكِّرِينَ في عَواقِب أمُورِهِمْ،وَلا مُعْتَبِرِينَ بِما أقَامَهُ اللهُ لِلْعِبَادِ منَ الأدِلَّةِ على وُجُودِهِ ووَحْدَانِيَّتِهِ تعالى،وَسَيَصِيرُونَ في الآخِرَةِ إلى جَهَنَّمَ فَتَكُونُ مَسْكَنَهُمْ وَمَأوَاهُمْ .
وعَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ،عَنْ أَبِيهِ،عَنْ جَدِّهِ،أَنّ رَسُولَ اللَّهِ r،قَالَ:كُلُوا،وَاشْرَبُوا،وَتَصَدَّقُوا فِي غَيْرِ سَرَفٍ وَلا مَخِيلَةٍ،إِنَّ اللَّهَ تعالى يُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَرَ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ "
وعَنْ قَتَادَةَ قَالَ: رَأَى النَّبِيُّ rرَجُلًا رَثَّ الْهَيْئَةِ وَقَالَ مَرَّةً: رَأَى رَجُلًا عَلَيْهِ أَطْمَارٌ لَهُ يَعْنِي خَلِقَ الثِّيَابِ قَالَ: فَدَعَاهُ النَّبِيُّ rفَقَالَ: " هَلْ لَكَ شَيْءٌ ؟ " قَالَ: قَالَ: نَعَمْ،قَالَ: " فَكُلْ وَاشْرَبْ وَالْبَسْ وَتَصَدَّقْ فِي غَيْرِ سَرَفٍ وَلَا مَخِيلَةٍ،فَإِنَّ اللهَ يُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَرَ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ "
التحدث على الطعام بما يفيد من حكايات الصالحين،والأمر بالمعروف والخير،فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ النَّبِىَّ -r- سَأَلَ أَهْلَهُ الأُدُمَ فَقَالُوا مَا عِنْدَنَا إِلاَّ خَلٌّ. فَدَعَا بِهِ فَجَعَلَ يَأْكُلُ بِهِ وَيَقُولُ « نِعْمَ الأُدُمُ الْخَلُّ نِعْمَ الأُدُمُ الْخَلُّ ».
وعَنْ جَابِرٍ:أَنَّهُمْ كَانُوا يَأْكُلُونَ تَمْرًا عَلَى تُرْسٍ،فَمَرَّ بِنَا النَّبِيُّ r،فَقُلْنَا:هَلُمَّ،فَتَقَدَّمَ فَأَكَلَ مَعَنَا مِنَ التَّمْرِ،وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً.
تجنب الضحك والقهقهة أثناء الطعام،أو الاستهزاء بأحد أو استغابته،أو النظر في وجوه الحاضرين.
تجنب إدخال الطعام مهما كان كان قليلا،لضرره الصحي البالغ.
تجنب النوم بعد الأكل مباشرة،أو الاستحمام أو القيام بأعمال جسدية أو فكرية مجهدة إلا بعد نيل قسط من الراحة.
فعَنْ عَائِشَةَ،قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: " أَذِيبُوا طَعَامَكُمْ بِذِكْرِ اللهِ وَالصَّلَاةِ وَلَا تَنَامُوا عَلَيْهِ فَتَقْسُوَ لَهُ قُلُوبُكُمْ " .
تجنب استخدام أواني الذهب والفضة وصحونها وملاعقها لحرمة استخدامها. فعَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: كَانَ حُذَيْفَةُ بِالْمَدَائِنِ فَاسْتَسْقَى فَأَتَاهُ دِهْقَانُ بِقَدَحٍ مِنْ فِضَّةٍ،فَرَمَاهُ بِهِ وَقَالَ: إِنِّي لَمْ أَرْمِهِ بِهِ إِلَّا أَنِّي قَدْ نَهَيْتُهُ فَلَمْ يَنْتَهِ،إِنَّ رَسُولَ اللهِ rنَهَانَا عَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ،وَالدِّيبَاجِ وَالشُّرْبِ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ،وَقَالَ: " هِيَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَهِيَ لَكُمْ فِي الْآخِرَةِ "
وعَنِ الْحَكَمِ،قَالَ:سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى يُحَدِّثُ،أَنَّ حُذَيْفَةَ اسْتَسْقَى،فَأَتَاهُ إِنْسَانٌ بِإِنَاءٍ مِنْ فِضَّةٍ فَرَمَاهُ بِهِ،وَقَالَ:إِنِّي كُنْتُ قَدْ نَهَيْتُهُ فَأَبَى أَنْ يَنْتَهِيَ،إِنَّ رَسُولَ اللهِ rنَهَانَا أَنْ نَشْرَبَ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ،وَعَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ وَالدِّيبَاجِ،وَقَالَ:هُوَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَكُمْ فِي الآخِرَةِ.
وعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ:كُنْتُ مَعَ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ بِالْمَدَائِنِ،فَاسْتَسْقَى فَأَتَاهُ دِهْقَانٌ بِإِنَاءٍ فَرَمَاهُ بِهِ مَا يَأْلُو أَنْ يُصِيبَ بِهِ وَجْهَهُ،ثُمَّ قَالَ:لَوْلاَ أَنِّي تَقَدَّمْتُ إِلَيْهِ مَرَّةً،أَوْ مَرَّتَيْنِ،لَمْ أَفْعَلْ بِهِ هَذَا،إِنَّ رَسُولَ اللهِ rنَهَانَا أَنْ نَشْرَبَ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ،وَأَنْ نَلْبَسَ الْحَرِيرَ وَالدِّيبَاجَ،قَالَ:هُوَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا،وَلَكُمْ فِي الآخِرَةِ.
تجنب الابتداء بالطعام وفي المجلس من هو أكبر سنا أو أفضل علما وقدرا.فعَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ كُنَّا إِذَا حَضَرْنَا مَعَ النَّبِىِّ -r- طَعَامًا لَمْ نَضَعْ أَيْدِيَنَا حَتَّى يَبْدَأَ رَسُولُ اللَّهِ -r- فَيَضَعَ يَدَهُ وَإِنَّا حَضَرْنَا مَعَهُ مَرَّةً طَعَامًا فَجَاءَتْ جَارِيَةٌ كَأَنَّهَا تُدْفَعُ فَذَهَبَتْ لِتَضَعَ يَدَهَا فِى الطَّعَامِ فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ -r- بِيَدِهَا ثُمَّ جَاءَ أَعْرَابِىٌّ كَأَنَّمَا يُدْفَعُ فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- « إِنَّ الشَّيْطَانَ يَسْتَحِلُّ الطَّعَامَ أَنْ لاَ يُذْكَرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ جَاءَ بِهَذِهِ الْجَارِيَةِ لِيَسْتَحِلَّ بِهَا فَأَخَذْتُ بِيَدِهَا فَجَاءَ بِهَذَا الأَعْرَابِىِّ لِيَسْتَحِلَّ بِهِ فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ إِنَّ يَدَهُ فِى يَدِى مَعَ يَدِهَا ». رواه مسلم.
تجنب الانفراد بالطعام إذا كان هناك إمكان للاجتماع عليه،فهو أكثر بركة ومحبة وجمعا للقلوب. فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - أَنَّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - r- « طَعَامُ الاِثْنَيْنِ كَافِى الثَّلاَثَةِ،وَطَعَامُ الثَّلاَثَةِ كَافِى الأَرْبَعَةِ » .
وعَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ،قَالَ:أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ،قَالَ:سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ،يَقُولُ:سَمِعْتُ النَّبِيَّ rيَقُولُ:طَعَامُ الْوَاحِدِ يَكْفِي الاِثْنَيْنِ،وَطَعَامُ الاِثْنَيْنِ يَكْفِي الأَرْبَعَةَ،وَطَعَامُ الأَرْبَعَةِ يَكْفِي الثَّمَانِيَةَ."
وعَنْ عُمَرَ،قَالَ:غَلا السِّعْرُ بِالْمَدِينَةِ وَاشْتَدَّ الْجَهْدُ،فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: اصْبِرُوا وَأَبْشِرُوا فَإِنِّي قَدْ بَارَكْتُ عَلَى صَاعِكُمْ وَمُدِّكُمْ،فَكُلُوا وَلا تَفَرَّقُوا،فَإِنَّ طَعَامَ الْوَاحِدِ يَكْفِي الاثْنَيْنِ،وَطَعَامُ الاثَّنَيْنِ يَكْفِي الأَرْبَعَةَ،وَطَعَامُ الأَرْبَعَةِ يَكْفِي الْخَمْسَةَ وَالسِّتَّةَ،وَإِنَّ الْبَرَكَة فِي الْجَمَاعَةِ،فَمَنْ صَبَرَ عَلَى لأْوَائِهَا وَشِدَّتِهَا كُنْتُ لَهُ شَفِيعًا أَوْ شَهِيدًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ،وَمَنْ خَرَجَ عَنْهَا رَغْبَةً عَمَّا فِيهَا،أَبْدَلَ اللَّهُ بِهِ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ فِيهَا،وَمَنْ أَرَادَهَا بِسُوءٍ،أَذَابَهُ اللَّهُ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ."
وعَنْ سَمُرَةَ،أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ rقَالَ:طَعَامُ الْوَاحِدِ،يَكْفِي الاثْنَيْنِ،وَطَعَامُ الاثْنَيْنِ،يَكْفِي الأَرْبَعَةَ،وَيَدُ اللَّهِ تعالى عَلَى الْجَمَاعَةِ."
وعَنْ وَحْشِىُّ بْنُ حَرْبٍ أَنَّ أَصْحَابَ النَّبِىِّ -r- قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَأْكُلُ وَلاَ نَشْبَعُ. قَالَ « فَلَعَلَّكُمْ تَفْتَرِقُونَ ». قَالُوا نَعَمْ. قَالَ « فَاجْتَمِعُوا عَلَى طَعَامِكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ يُبَارَكْ لَكُمْ فِيهِ ». قَالَ أَبُو دَاوُدَ إِذَا كُنْتَ فِى وَلِيمَةٍ فَوُضِعَ الْعَشَاءُ فَلاَ تَأْكُلْ حَتَّى يَأْذَنَ لَكَ صَاحِبُ الدَّارِ. رواه أبو داود
الحمد لله تعالى وشكره والثناء عليه في نهاية الطعام.
فعَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ أَنَّ النَّبِىَّ -r- كَانَ إِذَا فَرَغَ مِنْ طَعَامِهِ قَالَ « الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا وَجَعَلَنَا مُسْلِمِينَ ». رواه أبو داود .






هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني