عرض مشاركة واحدة
قديم 11-27-2011, 04:34 AM
المشاركة 227
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
-5 يجوزُ تَنْوينُ المُنَادَى المبني للضَّرُورة:
يجُوزُ تنوينُ المنادى المبنيِّ في الضرورة بالإجماع، ثم اختلفوا: هل الأَوْلَى بقاءُ ضَمِّه مع التَّنْوين، أو نصبِه مع التنوين، فالأوَّل قَال بِه الخليلُ وسيبويه والمازني عَلَماً كَان أو نَكِرةً مَقْصُودَةً كقول الشاعر - وهو الأَحْوص -:
سَلاَمُ اللَّهِ يا مَكَرٌ عَلَينا * ولَيْسَ عَلَيكَ يا مَطَرُ السلام
وعلى نصبِه مع التَّنْوين قول عِيسى بنِ عَمْرٍو الخَرْمِيّ والمُبِّرد، رَدْاً على أصْلِه، كما رُدَّ المَمْنُوع مِنَ الصَّرْف إلى الكَسْر في الضَّرُورَةِ (واختار ابنُ مالك في التسهيل: بقاءُ الضمِّ في العلم والنَّصبِ في النكرة المعيَّنَةِ - أي المَقْصُودة - وقال السيوطي في الهمع: وعِنْدِي عَكْسه، وهو اختيار النَّصْب في العلم لعَدَم الإلباس فيه، والضم في النكرة المُعَيَّنة لئلا يَلْتَبِس بالنكرة غير المقصودة، إذ لا فَارِق حينئذٍ إلا الحركة لاسْتِوائهما في التَّنْوين، يقول السيوطي: ولم أقف على هذا الرأي لأحدٍ - يعني رأيه -)، كقول الشَّاعر - وهو المُهَلْهِل:
ضَرَبَتْ صَدْرَها إليَّ وقَالتْ * يا عَدِيّاً لقَد وَقَتْك الأَوَاقِي
وقوله: "يا سَيِّداً ما أنْتَ مِن سيِّد". وإعرابُ الصم المُنَوَّن للضَّرُورَة في "يَا مَطَرٌ" مَطَر مُنَادى مُنَوَّن للضَّرُورَة مبني على الضم وإعْرابُ المُنَوَّن بالنَّصبِ للضَّرُورَةِ وهو مَبنيٌّ على الضم.
-6 الجَمْعُ بَيْنَ "يَا" و "ألْ":
لاَ يدءخُل في الَّعَةِ حَرْفُ النَّدَاء على مَا فِه أَلْ إلاَّ في أَرْبَعِ صُوَر:
(أ) اسْمُ الجَلاَلةِ تقول "يَا أللّه" بإثْبَاتِ الأَلِفَيْن و "يلَّله" بحذفهما و "يا للَّه" بحذف الثانية فقط. والأكثرُ أنْ يحْذَفَ حرفُ النِّداء، وتُعوَّض عنه المِيمُ المُشَدَّدة، فتقول: "اللَّهُمَّ" وقَدْ يُجْمَعُ بينَنهما في الضَرُورَةِ النّادِرَةِ كقولِ أبي خِراش الهُذَلي:
إنِّي إذَا مَا حَدَثٌ أَلَمَّا * دَعَوْتُ يا الَّلهُمَّ يا اللَّهُمَّا
(ب) الجُمَلُ المَحْكِيَّةُ، وما سُمِّيَ به مِنْ مَوْصُولٍ بـ "أل" نحو "يا المُنْطَلِقُ محمَّدٌ" فيمن سُمِّي بذلك، و "يا الَّذي جَاء" و "يا الَّتي قامَتْ".
(جـ) اسمُ الجِنْسِ المُشَبَّه به كقوله: "يا الأَسَدُ شَجَاعَةً" و "يا الثَّعْلبُ مَكْراً" إذ التقدير: يا مِثلَ الأَسَدِ، ويا مِثْلَ الثَّعْلَبِ.
(د) ضَرُورَةُ الشِّعْر كقولِه:
عَبّاسُ يا المَلِكُ المتَوَّجُ والذي عَرَفَتْ لهُ بَيْتَ العُلا عَدْنَانُ
-7 أقْسَامُ تَابعِ المُنَادَى المبْني: أربعة:
(1) ما يَجِبُ نَصْبُهُ مُراعَاةً لمحَلَّ المُنَادَى.
(2) ما يَجِبُ رَفْعُه مُرَاعَاةً لِلَفْظ المُنَادَى.
(3) ما يجوزُ رَفْعُه ونصبُه.
(4) ما يُعْطَى با يَستَحِقُّه إذا كانَ مُنَادَى. وإليكَ التَّفْصِيل.
(1)ما يَجبُ نَصبُه مُرَاعَاةً لِمَحلَّ المُنَادَى المَبني:
وهُوَ "المُضَافِ المُجَرَّدُ مِن ألْ" نَعْتاً كانَ، أو بَيَاناً، أو تَوْكِيداً مَعْنَوِيّاً، نحو "يا أحمدُ ذَا الكَرَم" و "يا عَليُّ أَبَا عبدِ اللَّهِ" و "يا عَرَبُ كُلَّكُم" بفتح اللام، بالخِطَاب لأنهم مُخَاطَبُون بالنِّداء، ويَجُوزُ كلَّهم بالغَيْبة لِكَوْن المُنَادَى اسْماً ظاهراً.
(2) ما يَجِبُ رَفْعُه مُرَاعَاةً لِلَفْظِ المُنَادى المَبْنِي:
وهو نَعْتُ "أيَّ وَأَيَّة" ونَعْتُ "اسْمِ الإِشَارَةِ" إذا كانَ اسمُ الإِشارة وَصْلةُ لِنِدائه (بأن قصد نداء ما بعدها كقولك لعالم بين جهلاء "يا ذا العالم" فإن قصدَ نداء اسم الإشارة وحدة، وقدر الوقف عليه بأن عَرفَهُ المخاطَبُ بدون وصفٍ كوضعِ اليدِ عليه فلا يلزم وصفه ولا رفع صفه)، نحو: {يَا أَيُّها النَّاسُ} { يَا أيَّتُها النَّفْسُ المُطْمَئِنَّةُ} (الآية "27" من الفجر "89") "يَا هَذا الرَّجُلُ" ولا يُوصَفُ "أيّ وأيَّة" إلاّ بِمَا فيهِ "ألْ" سَواءٌ أكانَ مُعرَّفاً بِها نحو "يا أَيُّها الرَّجُلُ" (أي منادى نكرة مقصودة مبني على الضم، و "الرجل" صفة لأي ويجب رفعه تبعاً للفظ) و "يا أيَّتُها المرْأةُ" أم مَوْصُولاً نحو: {يَا أيُّهَا الَّذي نُزِّل عَلَيْهِ الذِّكْرُ} (الآية "6" من سورة الحجر "15" )، أو باسمِ الإشارَةِ نحو: "يَا أَيُّهذا الرَّجُلُ" وكقولك:
ألاَ أَيُّهَذا البَاخِعُ الوَجْد نَفْسَهُ * لِشيءٍ نَحَتْهُ عَنْ يَدَيْه المَقَادرُ
(الباخع: المُهْلَك، الوَجْدِ: فاعل بالباخع، نَحَتْه: أبعَدَتْه، المَقَادر: المَقَادير).




هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني