الموضوع
:
معجم القواعد العربية للشيخ عبد الغني الدقر
عرض مشاركة واحدة
11-27-2011, 04:27 AM
المشاركة
217
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
تاريخ الإنضمام :
Jan 2010
رقم العضوية :
8605
المشاركات:
1,313
(الثاني) "سَحَر" إذا أريدَ به سَحَرُ يَوْمٍ بِعَيْنِهِ، واستُعمل ظَرْفاً مجرَّداً من أل والإِضافَة كـ "جئت يومَ الجمعةِ سَحَرَ" فإنَّه معرفةٌ مَعْدُولةٌ عن السَّحَر. ومثلُه: غُدْوَةُ وبُكْرَةُ إذا جَعَلْتَ كُلَّ وَاحِدِةٍ منهما اسْماً للحين.
(الثالث) "فُعَل" عَلَماً لمذكر إذا سُمع ممنوعاً للصرف، وليس فيه عِلَّةٌ ظاهرةٌ غيرُ العلمية كـ: "زُفَر وعُمَر" (وَرَدَ في اللغة خِمسةَ عَشَر علماً على وزن فُعَلَ غيرُ منونة وهي: "عُمر وزُفَر وزُحَل ومُضَر وبُعَل وهُبَل وجُشَم وقُثَم وجُمَع وقُزَح ودُلَف وبُلَغ وحُجَى وعُصَم وهُذَل" فعمر معدول عن عامر وزفر عن زافر وكذا الباقي) فإنهم قَدَّروه مَعْدولاً عن فَاعل غَالباً، لأنَّ العَلَمِيَّةَ لا تَسْتَقِلُّ بمنعِ الصَّرف، مع أنَّ صيغة فُعَل كثُرَ فيها العَدْل كـ "غُدَرط و "فسَق" مَعْدولان عن غادِرٍ وفَاسِق، وكـ "جُمَعَ وكُتَع" معدولان عَنْ جَمْعاوات وكَتْعاوات.
أمَّا ما ورد غير علم من "فُعَلِ" جمعاً كـ "غُرَف" و "قرَب" أو اسم جِنس كـ "صُرَد" أو صِفة كـ: "حُطَم" أو مَصْدراً كـ "هُدَى" فهي مصروفة اتِّفَاقاً.
(الرابع) "فَعَالِ" عَلَماً لمؤنَّث كـ "حَذامِ" و "قطَامِ" في لغة تَمِيم للعَلَمِيَّةِ والعَدْل عن "فَاعِلة" فإن خُتِم بالراءِ كـ "سَقَارِ" اسماً لماء، و "وبَارِ" اسْماً لِقَبيلة، بَنَوه على الكسر.
وأهْلُ الحِجَاز يَبْنُون البابَ كلَّه على الكَسْرِ تشبيهاً له بـ "نَزالِ" في التَّعريف والعَدْل والتَّأنيث والوَزْن كقولِ لُجَيم بن صَعب في امْرَأَتِه حَذامِ:
إذا قَالَتْ حَذَامِ فصدِّقُوها * فإنَّ القَولَ ما قَالتْ حَذَامِ
(الخامس) أمسِ مُرَاداً به اليومً الذِي قَبْل يَوْمِك، ولم يُضَف، ولم يَقْتَرِنْ بالألفِ واللاَّمِ، ولم يَقَع ظَرفاً، فإنَّ بَعضَ بني تميم يَمنَع صرفَه في أحوَالِ الإِعْرابِ الثَّلاثة، لأَنَّه مَعْدُولٌ عن "الأَمسِ"، فيقولون "مضَى أمسُ" بالرفع من غير تَنْوين، و "شاهَدْت أمْسَ" و "ما رَأَيْتُ خالداً مذ أَمْسَ" بالفتح فيهما ومنه قولُ الشاعر:
لقد رأيتُ عَجَباً مُذْ أَمْسَا * عَجَائزاً مثلَ السَّعَالِي خَمْسا
وجمهور
بني تميم يَخُصُّ حالةَ الرفع بالمَنْع من الصرف، كقولِ الشاعر:
اعتَصِم بالرَّجاءِ إنْ عَنَّ يأسُ * وتَنَاسَ الذي تَضمَّنَ أمسُ
ويبنيه على الكسر في حالَتي النَّصب والجر.
والحِجَازِيُّون
يَبْنُونه على الكسرِ مُطْلَقاً في الرّفعِ والنصبِ والجر، مُتَضَمِّنَاً مَعْنى اللاَّم المعرِّفة، قال أسقُفُّ نَجْران:
اليومَ
أعْلمُ ما يجيءُ بهِ * وَمَضَى بفَصْلِ قَضَائِه أمس
"فأمسِ" فاعلُ مضَى، وهو مكسور، وإنْ أرَدْتَ بـ "أمسِ" يوماً من الأيامٍ الماضية مُبْهماً، أو عَرَّفْته بالإِضافَة أو بألْ، فهو مُعْرَبٌ إجْماعاً، وإنْ استَعْمَلْتَ "أمسِ" المُجرَّد - المُرادُ به مُعيَّن - ظَرْفاً، فهو مبنيٌّ إجماعاً.
-8 صَرفُ المَمْنوع من الصرف:
قد
يَعرِضُ الصَّرْفُ لِلمَمْنُوع مِن الصرفِ لأَحدِ أَرْبعةِ أَسْباب:
(1) أنْ يَكونَ أَحَدَ سَبَبيْهِ العَلَميَّةُ ثم يُنَكَّر فَتَزُولُ منه العَلَمِيَّة، تقولُ "رُبَّ" فَاطِمَةٍ، وعِمْرَانٍ، وعُمَرٍ، وَيَزِيدٍ، وإبْرَاهِيمٍ، ومَعْدي كَرِبٍ، وأَرْطىً، لَقِيتُهم" بالجر والتنوين.
(2) التَّصْغير المُزِيل لأحدِ السَّببين كـ: " حُمَيْد وعُمَيْر" في تَصْغِيْرَيْ "أَحْمَد وعُمَر"
فإنَّ الوَزْنَ والعَدْلَ زَالاَ بالتَّصْغِير، فَيُصْرفانِ لزوالِ أَحَدِ السببين، وعَكْسُ ذلك نحو "تِحْلِئ" عَلَماً، وهو القِشرُ الذي على وَجْهِ الأَدِيم ممّا يَلي مَنْبِتَ الشَّعَر، فإنَّه يَنْصرفُ مُكَبَّراً، ويمنعُ من الصَّرفِ مُصَغَّراً لاسْتِكْمَالِ العِلَّتَيْن بالتصغير، وهما العلمية والوَزْن، فإنَّه يُقالُ في تصغيره "تُحَيْلِئ" فهو على زِنَة "تُدَحْرِج".
(3) إرَادَةُ التناسب كقراءة نافع والكِسَائي {سَلاسِلاً} (الآية "4" من سورة الدهر "76") لِمُنَاسَبَةِ {أَغْلاَلاً} (الآية "4" من سورة الدهر "76") و{قَواريراً} لمناسَبةِ رؤوس الآي، وقِرَاءة الأعْمَش {ولا يَغوثاً ويَعوقاً} (الآية "23" من سورة نوح "71") لِتُنَاسِبَ {وَدَّاً ولا سُواعاً} (الآية "23" من سورة نوح "71").
(4) الضَّرورة إمّا بالكَسْرَة كقولِ النّابغة:
إذا مَا غَزَا بالجَيْشِ حَلَّقَ فَوْقَهم * عَصَائِبُ طَيْرٍ تَهْتَدي بِعَصَائبِ
والأصلُ: بِعَصَائِبَ بفَتح الباءِ نيابَةً عن الكَسْرة لأنَّه من مُنتهى الجُموع، وكُسِرَ للضرورة أو بالتنوين كقول امرئ القيس:
ويَومِ دَخَلْتُ الخِدْرَ خِدْرَ "عُنَيْزِةٍ" * فَقَالَتْ لكَ الوَيْلات إنَّكَ مُرْجِلي
الأصل: عنيزةَ، وللضَّرورة كَسَر ونوَّن.
-9 المنقوصُ الذي نظيره من الصحيح ممنوع من الصرف:
كُلُّ مَنْقُوصٍ كَانَ نَظِيره من الصَّحِيحِ الآخِرِ مَمْنُوعاً من الصرف، سَوَاءٌ أكَانَتْ إحْدَى عِلَّتَيْه العَلَمِيَّةَ أمْ الوَصْفِيَّةَ، يُعَامَل مُعَامَلة "جَوارٍ" في أنَّه يُنَوَّن في الرَّفْعِ والجَرِّ تَنْوِينَ العِوَض ويُنْصَب بَفَتْحةٍ من غَير تَنوين، فالأول نحو "قاضٍ" علَمِ امْرأة، فإنَّ نظيره من الصحيح "كامل" عَلَم امْرَأة، وهو ممنوع للعلمية والتَّأنيث، فَقَاضٍ كذلِكَ.
والثاني: نحو "أُعَيْمٍ" وصفاً تصغير أَعْمى، فإنَّه غَيْرُ مُنْصِرِف للوَصْفِ والوَزْنِ، إذْ هُو عَلى وَزْنِ: "أُدَحْرِج" فتقول: "هَذا أُعَيْمٍ" و "رأَيْتُ أُعَيْمَى" والتَّنْوينُ فيه عِوَض عن الياءِ المحذوفةِ.
-10 إعْرابُ المَمْنُوع مِنَ الصرف:
كلُّ مَا مَرَّ من أَنْواعِ المَمْنوع من الصَّرفِ يُرفَع بالضَّمةِ مِنْ غيرِ تنوينٍ ويُنْصَب بالفَتْحَةِ من غَير تَنْوينٍ، ويُجَرُّ بالفَتْحَةِ أيضَاً نِيَابَةً عن الكَسْرة مِنْ غير تَنْوين، إلاَّ إنْ أُضِيفَ نحو: {في أحْسَنِ تَقْوِيمٍ} (الآية "4" من سورة التين "95") أو دَخَلَتْهُ "أل" مَعْرفةً كانَتْ نحو: {وَأَنْتُم عَاكِفُونَ في المَسَاجِدِ} (الآية "187" من سورة البقرة "2" ). أو مَوْصُولة كألْ في "وهُنَّ الشَّافِياتُ الحَوائِمِ" أو زائدةً كقولِ ابن مَيَّادَة يَمْدَحُ الوَلِيدَ بنَ يَزيد:
رَأَيْتَ الوَليدَ بن "اليَزيدِ" مُباركاً * شَدِيداً بأعْبَاءِ الخِلافَةِ كاهِلُه
بخفض اليزيد لِدُخول "ال" الزّائِدَة عَلَيه - فإنه يُعربُ بالضمَّة رَفْعاً وبالفَتْحة نَصْباً وبالكسرة جَرّاً.
*
مَنْ الاسْتفهاميَّة
: نحو: {مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا} (الآية "52" من سورة يس "36" ). وإذا قيل: "مَنْ يَفْعَلُ هذا إلاَّ زَيدٌ" فهي "مَنْ" الاستفهاميّة أشرِبَتْ معنى النَّفي، ومنه: {وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلاَّ اللَّهُ} (الآية "135" من سورة آل عمران "3" ). وإذا دَخَلَ عليها حرفُ الجر لم يغيِّرها، تقُول "بِمَنْ تَمُرُّ؟".
وإذا قِيلَ: رَأيتُ زَيْداً، فَتَقُول مُسْتَفْهِماً: مِنْ زيداً؟ وإذا قِيل مَرَرْتُ بزيدٍ، تقول: مِنْ زيدٍ؟ وإذا قيل: هذا عبدُ الله تقولُ: مَنْ عبدُ الله؟ وهذا قولُ أهلِ الحجاز حَمَلُوه على الحكاية، يقُول سيبويه: وسمِعْتُ عَرِبيّاً مَرَّةً يقول لرجلٍ سَأَله: أَلَيْسَ قُرَشِيّاً فقال: لَيْسَ بِقُرَشِيّاً، وأمَّا بَنُو تِمِيم فَيَرْفَعُونَه على كلِّ حال، يقول سيبويه: وهو أَقَيْس القَوْلين.
*
مَنْ وتَثْنِيتها وَجَمْعُها إذا كُنْتَ مُستَفْهِماً عن نَكِرةٍ
:
تُثَنَّى
"مَنْ" الاسْتِفْهَامية، وذلك إذا كُنْتَ مُسْتَفْهِماً عَنْ نَكِرة، تقول: "رَأَيْت رَجُلَين" فتقول: مَنَيْنِ؟ كما تقول: أيَّيْن؟ وأَتَانِي رَجُلان، فتقول: مَنَانِ؟، وأتَاني رجَالٌ فَتَقُول: مَنُون؟ وإذا قُلتَ: رأيت رِجَالاً، فتقول: مَنِينَ؟ كما تقول: أيِّينَ. وإذا قال: رأيت امْرأةً، قلت: مَنَهْ؟ كما تَقُول: أيَّة. وإن قال: رَأيْتُ امْرَأَتَيْن، قلت: مَنَيْنَ؟ كما قلت: أيَّتَيْن، فإن قال: رَأيْتُ نِساءً، قلت: مَنَاتْ؟ كما قلتَ: أَيَّاتٍ. إلاّ أنَّ الواحِدَ يُخَالِفَ أيّاً في مَوْضِع الجَرِّ والرَّفْع، وذلك قولك "أتاني رجُلٌ" فتقول: مَنُو؟ وتقول: مَرَرْتُ برجلٍ، فتقول: مَنِي؟.
*
مَنْ
: من أدوات الجزاء، ولا تكون إلا للعاقل نحو قوله تعالى: {ومن يَتَّقِ الله يَجْعَلْ له مَخْرجاً} (الآية "2" من سورة الطلاق "65") فإنْ أرَدْتَ بها غيرَ العاقِلِ لم يصح وقد يدخلُ عليها حرفُ الجرِّ فلا يُغيرها عِن الجزَاء نحو: "بِمَنْ تؤخذْ أوخَذْ به".
وقد تكون "مَن" الجزائية بمَعْنى الذي إذا قَصَدْتَ بها ذلك، حينئذٍ يرتفع ما بعدها نحو "من يأتيني آتِيهِ" كما يقول سيبويه وعلى ذلك قول الفرزدق:
ومن يميلُ أَمَالَ السيفُ ذِروته * حيث التقى من حِفَافَيْ رأسة الشَّعرُ
(الذروة: أراد به الرأس، وحِفَافا كل شيءٍ جَانِباه)
*
مَنْ
المَوْصُولة
: وهي في الأصْل لِلعَاقل نحو: {وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكِتَابِ} (الآية "43" من سورة الرعد "13" ).
وقد تكونُ لغيرِ العاقل في ثلاث مَسَائل:
(إحْداها) أنْ يُنَزَّلَ غيرُ العاقِلِ مَنْزِلَةَ العَاقِلِ نحو قوله تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إلى يَوْمِ القِيَامَةِ} (الآية "5" من سورة الأحقاف "46") وقولِ امْرِئِ القيس:
ألاَ
عِمْ صَباحاً أيُّها الطَّلَلُ البَالِي * وهَل يَعِمَنْ مَنْ كانَ في العُصُرِ الخالي.
فأوقَعَ
"مَنْ" على الطَّلَل وهو غيرُ عاقِل، فدُعاءُ الأصنامِ في الآية، ونِداءُ الطَّلَل سَوَّغ اسْتعمال "مَنْ" إذْ لا يُدْعَى ولا يُنَادَى إلاَّ العَاقِل.
(الثانية) أن يَجْتَمِعَ مع العَاقِل فِيما وَقَعَتْ عليه "مَنْ" نحو قوله تعالى: {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لاَ يَخْلُقُ} (الآية "17" من سورة النحل "16" ) لِشُمُولِه الآدَمِيِّينَ والمَلائِكةِ والأَصْنام، ونحو قولِه تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمواتِ ومَنْ في الأَرْضِ} (الآية "18" من سورة الحج "22" )
(الثالثة) أنْ يَقترِنَ بالعاقِلِ في عُمُومٍ فُصِلَ بـ "مَنْ" الموصولةِ، نحو: {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ يَمْشِي على بَطْنِهِ ومِنْهُمْ مَنْ يَمشِي على رجْلَيْنِ ومِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي على أربع} (الآية "45" من سورة النور "24" ) فَأوقعَ "مَنْ" على غيرِ العاقل لمَّا اخْتَلَطَ بالعَاقل. وقدْ يُرادُ بـ "مَنْ" المَوصُولة المُفْردُ والمُثَنَّى والجَمْعُ والمُذَكَّر والمُؤَنَّث، فَمِن ذلك في الجَمْع قولُه عزَّ وجَلَّ: {ومِنْهم مَنْ يَسْتَمِعُونَ إلَيْكَ} (الآية "45" من سورة النور "24" ) وقال الفرَزْدق في الاثنين:
تعشَّ
فإنْ عَاهَدْتَنِي لا تَخُونني * نَكُنْ مِثْلَ مَنْ يا ذِئْبُ يَصْطَحِبَانِ
وفي
المؤنث قَرَأ بعضُهم: {وَمَنْ تَقْنُت مِنْكُنّ للَّهِ وَرَسُولِه} (الآية "31" من سورة الأحزاب "33" ).
أما المفرد المذكر فكثير.
هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني