عرض مشاركة واحدة
قديم 11-27-2011, 04:20 AM
المشاركة 209
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
-3 أَنْواع المَفْعول لأجله المُسْتَوفي الشُّرُوط، فهو:
(1) إمّا أنْ يكونَ مُجَرَّداً مِنْ "أَلْ وَالإِضَافَة".
(2) أو مَقْروناً بـ "أل".
(3) أو "مُضافاً".
فإنْ كانَ الأَوَّل: فالمُطَّرِد نَصْبُه، نحو "زُيِّنَتِ المَدِينَةُ إكْراماً للقَادِم"، ومِثْلُه قولُ الشَاعِرِ وهو حَاتَم الطائي:
وأغْفُر عَوْرَاءَ الكَرِيمِ ادِّخَارَه * وأعْرِضُ عَنْ شَتْم اللَّئِيم تَكَرُّمَا
(ادِّخاره: ابْقاءً عليه)
وقال النَّابِغَة الذُّبياني:
وحَلَّتْ بُيُوتي في يَفَاعٍ مُمَنَّعٍ * يَخَال بِه رَاعِي الحُمُولة طَائِراً
(اليَفَاع: المُرتَفع من الأرض، الحُمولة: الإبل قَد أطاقت الحمل، والمَعْنى لارْتِفاعه وعُلُوه يَرى الإِبل كالطيور)
حِذَاراً على أنْ لا تُنَال مَقَادَتي * ولا نِسْوَتي حتَى يَمُتْنَ حَرَائِراً
وقال الحارِث بنُ هشام:
فصَفَحتُ عَنْهُم والأَحبَّةُ فيهم * طَعَماً لَهُم بِعِقَابِ يومٍ مُفْسِدِ
ويُجَرُّ على قِلَّةٍ كقَولِ الراجزِ:
مَنْ أَمَّكم لِرَغْبةٍ فيكُمْ جُبِر * وَمَنْ تَكُونُوا ناصِرِيه ينتَصِرْ
(المعنى: مَن قَصَدَكم في إحْسانكم فقَد ظَفِر الشَّاهد في "لرغبة" إذ بَرَزَت فيه اللاَّمُ والأَرْجح نصبُه)
وإن كان الثاني - وهو المقترن بأل فالأَكثرُ جرُّه بالحرفِ، نحو "أَصْفَحُ عنه للشفقةِ عليهِ"، يُنصب على قِلَّةٍ، كقولِ الرَّاجز:
لا أقْعُدُ الجُبْنَ عن الهَيْجاءِ * وَلَوْ تَوَالَتْ زُمَرُ الأَعْدَاءِ
(الهَيْجَاء: الحَرْب، والشَّاهد في "الجُبُنْ" حيث نصبَه، والأَرْجَحُ جَرُّه باللام)
ومثلُه قولُ الشاعر:
فَلَيْتَ لي بِهِمُ قَوماً إذا رَيكِبُوا * شَنُّوا الإِغارةَ فُرْسَاناً ورُكْباناً
نَصَب الإِغَثارَة مَفْعُولاً لأَجْله، والأولى أن تُجَرَّ باللام.
وإنْ كانَ الثالث - أيْ أنْ يكونَ مُضَافاً - جازَ فيهِ الأَمْرَان على السَّواءِ نحو قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ} (الآية "207" من سورة البقرة "2" ) {وإنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ الله} (الآية "74" من سورة البقرة "2" ) جاء ابْتِغَاءَ مَفْعُولاً لأَجْلِه مع الإِضافَةِ وفي الآية الثانِيةِ جُرَّ بِمن: من خَشْية اللهِ.
* المَفْعُولُ المُطْلَق:
-1 تعريفُه:
هوَ اسمٌ يُؤَكِّد عامِلَه، أو يُبَيِّنُ نَوْعَه أو عَدَدَه، وليسَ خَبراً ولا حَالاً (بخلاف نحو قولك "فضلُك فضلان" و "علْمك علمٌ نافع" فإنه وإن بين العدد في الأول والنوع في الثاني، فهو خبر عن "فضلك" في الأول، وخبر عن "علمك" في الثاني، وبخلاف نحو "ولَّى مُدْبراً" فإنه كان توكيداً لعامله فهو حال من الضمير المستتر في "ولَّى")، نحو "اسْعَ للمَعْرُوفِ سَعْياً" و "سرْ سَيْرَ الفُضَلاءِ" و "افْعَل الخيرَ كلَّ يومٍ مرَّةً أو مَرَّتين".
-2 كَوْنُه مَصْدَراً، وغير مصدر:
أَكْثَرُ مَا يكونُ المَفْعُولُ المُطْلَقُ مَصْدراً، ولَيسَ قَوْلك: "اغْتَسَل غُسلاً" و "أعْطَى عَطاءً" مصدرين فإنهما من أسماءِ المصادر، لأنها لم تَجْرِ على أفْعالِها لِنَقْصِ حُروفِها عنها، وقد يكونُ غير مصدر، وسيأتي تفصيلُ ذلك.
-3 عامِلُه:
عامِلُ المَفْعُولِ المُطْلَق إمَّا مصدرٌ مِثلُه لَفْظاً ومعنىً نحو: {فإنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُوراً} (الآية "63" من سورة الإِسراء "17" ).
أَوْ مَا اشْتُقَّ مِنه من فِعْلٍ نحو: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً} (الآية "164" من سورة النساء "4" ) أوْ وَصْفٍ (المراد من الوصف: اسم الفاعِل، أو اسم المفعول أو المُبَالغة، دون اسمِ التفضيل والصفة المشبهة)، نحو {وَالصَّافَّاتِ صَفَّاً} (الآية "1" من سورة الصافات "37" ) ونحو "اللحمُ مَأكُولٌ أكلاً" لاسمِ المَفْعُول، ونحو: "زَيْدٌ ضَرَّابٌ ضَرْباً" لمبالغةِ اسمِ الفاعل.
-4 ما يَنُوبُ عن المَصْدَر:
قدْ يَنُوبُ عنِ المَصْدَر في الانْتِصابِ على المَفْعُولِ المُطلقِ (وهو منصوب بالفعل المذكور، وهو مَذهبُ المازني والسِّيرافي والمبرِّد واختاره ابنُ مَالك لاطِّراده، أما مذهبُ سيبويه والجمهور فينصب بفعلٍ مقدَّر مِنْ لَفْظه ولا يَطَّرد هذا في نحو "حَلَفْتُ يميناً" إذْ لا فِعلَ له)، ما دلَّ على المَصْدَرَ، وذلك أربعة عشرَ شيئاً: أحد عشرَ للنَّوع، وثَلاثَةٌ للمُؤَكَّد.
أمّا الأحد عَشَر للنَّوع فهي:
(1) كُلِّيَّتُه، نحو: {فَلاَ تَمِيلُوا كُلَّ المَيْلِ} (الآية "128" من سورة النساء "4" ).
(2) بَعْضِيَّته، نحو "أكْرَمْتُهُ بعضَ الإِكْرامِ".
(3) نَوْعُهُ، نحو "رَجَعَ القَهْقَرَى" و "قعَد القُرْفُصَاءَ".
(4) صِفَتُهُ نحو "سِرْتُ أَحْسنَ السَّيرِ".
(5) هيئَتُهُ، نحو "يَمُوْتُ الجَاحِدُ مِيتةَ سُوءٍ".
(6) المُشَار إليه، نحو "عَلَّمنِي هذا العِلم أُسْتاذِي".
(7) وَقْتُه، كقولِ الأعشى:
ألمْ تَغْتَمِضْ عَيناك لَيْلَةَ أَرْمَدَا * وَعَادَ كما عَادَ السَّليم مُسَهَّدا
(البيت للأعشى مَيْمون بن قيس من قصيدة في مَدْح النبي (ص) و "السَّليم": المَلْدُوغ، والشَّاهِد فيه "لَيْلَة أَرْمَدا" حيث نَصَب "ليلة" بالنيابة عن المَصدر والتَّقدير: اغتماضاً مثلَ اغْتِمَاض لَيْلَة أَرْمَد، وليسَ انْتِصَابُها على الظرف)
أي اغْتِماضَ لَيْلَةِ أَرْمد.
(8) "مَا" الاسْتِفهامِيّة، نحو "مَا تَضْرب الفَاجِر؟" (أي: أيَّ ضرب تضربه).
(9) "ما" الشَّرْطية، نحو "ما شئتَ فاجْلِسْ" (أي: أيّ جُلُوس شئْته فاجْلِس).
(10) آلَتهُ، نحو "ضَرَبْتُه سَوطاً" وهو يَطَّرد في آلةِ الفِعْل دُونَ غَيرِها، فلا يَجُوز ضَرَبْتُه خَشَبةً.
(11) العَدَد، نحو: {فَاجْلِدُوهمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً} (الآية "4" من سورة النور "24" ).
أمَّا الثَّلاثة للمُؤكَّد فهي:
(1) مُرادِفُه، نحو "فَرِحتُ جَذِلاً" و "ومَقْتُه حُبّاً".
(2) مُلاَقِيهِ في الاشْتِقَاقِ، نحو: {وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الأرْضِ نَبَاتَاً} (الآية "17" من سورة نوح "71") {وَتَبَتَّلْ إلَيْهِ تَبْتَيْلاً} (الآية "8" من سورة المزمل "73"). والأصل: "إنْبَاتاً" و "تبَتُّلاً".
(3) اسم المَصْدر، نحو: "تَوَضّأ وُضُوءًا" و "أعْطى عَطَاءًا".
-5 حُكمُ المَصْدر مِنْ حَيْثُ إفْرَادُه أَوْ جَمْعُه:
المَصْدر المُؤكِّد لا يُثَنَّى ولا يُجْمَعُ، فَلا يُقالُ "أَكَلْتُ أكْلَيْن" ولا أُكُولاً مُرَاداً التَّأكِيد لأنَّ المَقْصُودَ به الجنسُ مِنْ حَيْثُ هو.
وأمَّا المصدر العَددي فيُثَنَّى ويجمَع باتفاق، نحو "ضَرَبْتُه ضربةً، وضَرْبَتَينِ، وضَرَباتٍ".
وأمَّا المَصْدر النَّوعِي فالمَشْهور جَوازُ تَثْنِيتهِ وجَمْعِه (وظاهر مذهب سيبويه المنع)، ودليلُ ذلكَ قولُه تَعالى: {وَتَظنُّونَ باللَّهِ الظُّنُونا} (الآية "10" من سورة الأحزاب "33" ).
-6 ذِكْرُ العامل، وحَذْفُه:
الأصلُ في عَامِلِ المَصْدر أنْ يُذْكَر وقَدْ يُحذَفُ جَوازاً لِقَرِينةٍ لَفْظِيَّةٍ أَوْ مَعنويَّةٍ، فاللفظيَّة: كأنْ يُقال: مَا جَلستَ، فتقول: "بَلَى، جُلُوسَاً طَويلاً" أو بَلَى "جَلْسَتَيْنَ"، والمَعْنَوية: نحو "حَجّاً مَبْرُوراً، وَسَعْياً مَشْكُوراً". أي حَجَجْتَ، وسَعَيْتَ وقدْ يَجِبُ حَذْفُ العَامِل عند إقَامَةِ المَصْدَرِ مُقام فِعْله، وهُوَ نَوْعَان:
"أ" ما لا فِعْلَ لهُ مِنْ لَفْظِهِ نحو:
"وَيْلَ أَبي لهب" و "ويْح عَبدِ المطلب" و "بلْهَ الأكفِّ" فيُقدَّر: أهلكه اللَّهُ، لِكَلِمة "وَيْلٌ" ورَحِمه اللَّهُ لـ "ويح"، واتْرُك ذِكرَ الأَكُف، لـ "بَلْه الأكَفِّ".
ومِثْلُها: ما أُضِيفَ إلى كافِ الخِطَاب، وذلكَ: وَيْلَكَ، ووَيْحَكَ، وَوَيْسَكَ (وَيسٌ: كويح كلمة رحمه)، ووَيْبَك (ويبك: كويْلَكَ، تقول: وَيْبَكَ وَوَيْبٌ لك)، وإنَّما أُضِيفَ لِيكونَ المُضَافُ فيها بمَنْزِلَتِهِ في اللامِ إذا قلتَ: سَقْياً لك، لِتُبَيِّن من تعني، وهذه الكلمات لا يُتَكلَّم بها مُفْرَدةً إلاَّ أن يكون على ويْلَك (أو ويل وهما في المعنى واحد كما تقدم)، ويقال: ويْلَكَ وعَوْلَكَ (عولك: مثل ويب وويل كما في القاموس)؛ ولا يجوز عولك وحدها، بل لا بُدَّ من أن تتبع ويلك.
"ب" ما لَه فِعْلٌ مِن لفظه، ويُحذَف عامِله في سِتَّةِ مَواضع.




هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني