عرض مشاركة واحدة
قديم 11-27-2011, 03:48 AM
المشاركة 164
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
* كأَنَّ: من أَخَواتِ "إن" وأحكامُها كأحكامِها (= إن وأخواتها) . وقد تدخُلُ عليها "مَا" الزائدةُ الكافَّةُ، فتكُفُّها عن العَمل وتُهيئِّها للدُّخُول على الجُملةِ الفِعلية نحو {كأنَّما يُسَاقُون إلى المَوْت} (الآية "6" من سورة الأنفال "8" .
ولـ "كَأنَّ" أرْبَعَةُ مَعَانٍ:
(1) التَّشبيه المؤكَّد، وهو الغالبُ المُتَّفَقُ عليه، وشَرَطَ بعضُهم بهذا المَعنى أنْ يكونَ الخَبَرُ جَامِداً نحو "كأن زيداً أسدٌ" .
(2) الشَّكَّ والظنّ، إذا لم يكنِ الخبرُ جامِداً نحو "كأنَّ خَالداً عَالِمٌ بخبر جَارِه" .
(3) التَّحقِيق (ذكره الكوفيون والزجاجي)، نحو قول الحارث بن خالد يَرْثِي هِشامَ بنَ المُغِيرَة:
فأصبَحَ بَطنُ مَكّةَ مُقشَعِرّاً * كأنَّ الأَرضَ لَيسَ بها هِشامُ
(4) التّقريب، نحو "كأنَّكَ بالغَائبِ حَاضِرٌ" و "كأنَّكَ بالفَرجِ آتٍ" .
وإعرابُ هذا: الكاف حَرفُ خِطَاب، والبَاءُ زَائِدة في اسم "كأنَّ"، وقال بعضُهم: الكافُ اسم "كأنَّ " . وفي الأَمثلة: حذف مضاف، والتقدير: كأنَّ زمانَك مُقبِلٌ بالغَائِب، أو كأنَّ زَمَانَك مُقبلٌ بالفَرجِ، والباء: بمعنى "في"، ويجوزُ وُقوعُ "كأنَّ"مع اسمِها وخَبَرِها في مَوضِع وُقوعِ الجُمَل إذا كانَ المعنى على التَّشبِيه، فتقولُ في الصِّفَة: "مَرَرْتُ بِرَجُلٍ كأنَّه جَبَلٌ" . وفي صِلَةِ المَوْصُول: "أقبَلَ الذي كأنَّهُ أسَدٌ" وفي الخبر نحو "هاشِمٌ كأنَّهُ ثَعلبٌ" وفي الحال: "رأيتُ عَمراً كأنَّه قَمَرٌ" ومن الحال قولُه تعالى: {فَمَا لَهُم عَنْ التّذكِرةِ مُعرِضين كأنَّهم حُمُرٌ مُستَنفِرَة} (الآية "49" و "50" من سورة المدثر "74") .
* كَأنْ: مُخَفَّفَةً من "كأنَّ" ولا يختلفُ عَمَلُها عن المشدَّدَةِ ويجوزُ إثباتُ اسمِها، وإفرادُ خَبَرِها كقولِ رُؤْبة:
كأنْ وَرَيدَيه رِشَاءٌ خُلَّبُ
(الوريدان: عِرْقان في الرَّقبة وهو اسمُ "كأنْ" والرِّشاءُ: الحبل وهو خبرها، الخُلَّب: اللِّيف، ورواية هذا الشطر باللسَان هكذا "كأنْ وريداه رشاءًا خُلَّب" قال: ويروى: وريديه على إعمال "كأنْ" وكقولِ باغث بن صُرَيم اليشكري:
ويَوْماً تُوَافِينا بوَجهِ مُقَسَّمٍ * كأنْ ظبيةًٌ تَعطوا إلى وراقِ السَّلم
(يُروى برفع ظَبية على حذفِ الاسم أي كأنَّها وبالنصب على حذفِ الخَبر، أيّ كأنَّ مَكانها ظَبية، وبالجر على الأصل "كظبية" وزيدت "إن" بينهما") .
ويجوزُ حذفُ اسمِها، وإذا حُذِفَ الاسمُ وكانَ الخبرُ جُملةً اسمِيَّةً لم يَحتَج إلى فَاصِلِ كقولِ الشَّاعِر:
وَوَجهٍ مُشرِقِ اللَّوْنِ * كأَنْ ثَدْيَاهُ حَقَّانِ
("ثدياه حقان" مبتدأ وخبر في موضع رفع خبر"كأن" واسمها ضمير الشأن محذوف) .
وإنْ كانَ جُملةً فِعليَّةً فُصِلت بـ "لَمْ" أوْ "قَدْ" نحو {فَجَعَلنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لمْ تَغنَ بالأمسِ} (الآية "24" من سورة"يونس "10" ) ونحو قَولِ الشَّاعر:
لا يَهُولَنَّكَ اصطِلاءُ لَظَى الحَرْ * بِ فَمحذُ ورُها كأنْ قَدْ أَلمَّا
(الهَول: الفَزَع، لَظَى الحَرب: نَارُها، "اصطِلاؤها" لَذعُها، ألمَّ: نَزَلَ) .




هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني