عرض مشاركة واحدة
قديم 11-27-2011, 03:48 AM
المشاركة 163
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
(الثاني) أنْ تُحذَفَ "كانَ" معَ خَبَرِها ويَبقَى الاسمُ وهو ضَعيف، ولهذا ضُعِّفَ "ولو خَاتمٌ" و "أنْ خيرٌ فخير" في المِثَالَين المتقدمين .
(الثالث) أنْ تُحذَف وحدَها، وكَثُر ذلك بعد "أنْ المَصدريَّة" الواقعة في مَوضِعٍ أُريدَ به تَعليلُ فِعلٍ بفعلٍ في مثل قَولهم"أمَّا أنتَ مُنطَلِقاً انطَلقتُ" أصله "انطلقتُ لأَنْ كنتُ مُنطَلِقاً" ثُمَّ قُدِّمَتْ اللاَّم الَّتعليليَّةُ وما بَعدَها على "انطلقتُ" للاخِتصاص، أو للاهِتمام بالفِعلِ فصار "لأنْ كنتَ مُنطلقاً انطلقتُ" ثمَّ حُذِفَت الَّلامُ الجارَّةُ اختِصاراً، ثمَّ حذفت "كانَ" لذلك فانفَضلَ الضَّميرُ الذي هو اسم كان فصارا "أن أنتَ منطِلقاً" ثمَّ زيدَت "ما" للتعويض من "كانَ" وأُدغِمَت النونُ من "أن" في الميم من "ما" فصار"أمَّا أنتَ" وعلى ذلك قولُ العَبَّلس بن مِرداس:
أَبَا خُرَاشَةَ أَمّا أَنتَ ذا نفَرٍ * فإنَّ قَومِيَ لم تأكُلهُمُ الضَّبُعُ
("أبا خرَاشَةَ" منادى، وهي كنية شاعر اسمة "خُفاف بن ندبة"، "النَفَر"هنا: الرَّهط، "الضبُع" السنين المجدبة، وفي قوله "الضبع" تَورية، وذهب الكُوفيون إلى أن "أن" المفتوحة هنا شرطية، ولذلك دخلت الفاء في جوابها، ومعنى المثال المذكور عندهم "إن كنت منطلقاً انطلقت معك" وفي خزانة الأدب: في كتاب النبات للدينوري، وتبعه ابن دريد في الجمهرة: "أبا خُراشَة أمَّا كُنتَ ذا نَفَر"، وعلى هذا فلا شاهد في البيت ، و "مَا" زائدة، ولكن أنشده سيبويه: أمَّا أَنتَ ذَا نَفَرٍ) أي: لِأنْ كُنتَ ذا نَفَرٍ فَخَرتَ، وهو مُتَعَلَّق الجار .
وقَلَّ حَذفُ "كانَ" وَحدَها بدَون "أنْ" المَصدرِيَّة كقول الرَّاعي:
أَزمَانَ قَومِي والجَمَاعةَ كالذي * لزِمَ الرَّحَالة أنْ تَميلَ مَمِيلا
قال سيبويه: أرَادَ أزمانَ كان مع الجماعة .
(الرابع) أن تُحذَفَ مع مَعموليها، وذلك بعد "إن" الشَّرطية نحو: "سَاعِدْأَخاك إمَّا لا" أي إن كنتَ لا تُساعِدُ غيرَه، فـ "ما" عِوضٌ عن"كان واسمِها" وأُدغمت نونُ "إن" فيها، و "لا" هي النافيةُ للخبر .
-16 - حَذفُ نونِ "يكون": يجوزُ حذفُ نون المضارع من "يكون" بشَرطِ كونِه مَجزوماً بالسُّكُونِ، غيرَ متَّصلٍ بضميرِ نَصبٍ، ولا بسَاكِنٍ نحو: {وإِن تَكُ حَسَنَةً يُضاعِفها} (الآية "40" من سورة النساء "4" و "تك" أصلها "تكون" بالرفع، حذفت الضمة للجازم، والواو لالتقاء الساكنين والنون للتخفيف، ووقع ذلك في التنزيل في ثمانية عشر موضعاً) فلا تُحذَفُ في نحو{مَن تَكُونُ لَهٌ عَاقِبَةُ الدََّار} (الآية "135"من سورة الأنعام "6" )، {وَتَكُونَ لَكُمَا الكِبرِياءُ في الأرضِ} (الآية "78" من سورة يونس "10" ) لانتفاءِ الجزم، لأنَّ الأوَّلَ مرفوعٌ والثّاني منصوبٌ، ولا في نحو {وَتَكُونُوا مِن بَعدِهِ قَوماً صَالِحين} (الآية "9" من سورة يوسف "12" ) لأنَّ جزمه بحذف النون، ولا في نحو: "إن يكُنه فَلَن تُسَلَّطَ عليه"، لاتِّصالِهِ بالضَّميرِ (لأن الضمائر تردُّ الأشياء إلى أصولها) المنصُوبِ، ولا في نحو "لم يكنِ اللّه ليَغفِرَ لَهُم" لاتصاله بالساكن، وَشَذَّ قولُ الخَنجَرِ بن صَخر الأسدي:
فَإنْ لَمْ تكُ المِرْآةُ أبدَتْ وَسَامَةً * فَقَدْ أبدَتِ المرآةُ جيهَةَ ضَيغَمِ
(حذف النون مع ملاقاة الساكن، وهذا الشرط خالف فيه يوسف بن حبيب فأجاز الحذف معه متمسكاً بهذا البيت ونحوه، والجمهور حملوا هذا البيت وغيره على الضرورة، و "الوسامة" الحسن والجمال، فكأنه نظر وجهه في المرآة فلما رآه غير حَسَنٍ تَسَلَّى بأنه يشبه"الضيغم"وهو الأسد. )
* كائِن : بمعنى "كَمْ" في الاستِفهام والخَبَرِ، مركَّب من كافِ التَّشبيه و "أيّ" المُنَوَّنة(ويقول السيوطي: ولو ذَهب ذاهِب إلى أنَّ"كائن" اسم بسيط فالكاف والنون فيه أصلان، وهو بمعنى "كم" لذهب مَذهباً حَسَناً، فإنه أقربُ من دَعوى التركيب بلا دليل) ولهذا جازَ الوَقفُ عليها بالنون، وفيها ثَلاثُ لُغَاتٍ: "كأَين" كعَين، والثانية "كأين" لا همز فيه، والثالث ما ذُكِر وتُوَافِق كائِن "كَمْ" في خمسةِ أمورٍ: الإبهامِ، والافتِقَارِ إلى التَّمييز، والبناءِ، ولُزُومِ التَّصديرِ، وإفادَة التَّكثِير تَارَةً، والاستِفهام أُخرى، وهو نَادِر، قال أُبَيُّ بنُ كَعب لِزِرِّ ابنِ حُبَيش: "كائِن تَقرأ" ونص الحديث: "كائِن تَعُدُّ سُورةَ الأحزاب آيةً" أي كم تَعُدُّها، "قال: ثَلاثاً وسَبعِين" .
وتُخَالفُ "كائِن" "كَمْ" في خَمسةِ أمُور:
(1) أَنَّها مُرَكَّبَةٌ، وكَمْ بَسِيطةٌ على الصحيح .
(2) أنَّ مُمَيِّزَها مَجرُورٌ بمِن غَالِباً، حتى زَعَم ابنُ عُصفور لُزُومَه، ومنه قولُ ذي الرُّمَّة:
وكائِنْ ذَعَرْنَا مِنْ مَهَاةٍ ورَامِحٍ * بلادُ العِدا ليستْ له بِبِلاَدِ
(3) أَنَّها لا تَقَعُ استِفهامِيَّةً عِند الجُمهور .
(4) أنَّها لا تَقَعُ مَجرورَةً خِلافاً لمن جوَّ ز: "بكأيِّنْ تَبِيع هذا" .
(5) أنَّ خَبَرها لا يقعُ مُفرداً . وقَدْ تَعملُ "كائِن" عَمَلَ "رُبَّ" في مَعنى القلة .




هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني