الموضوع
:
معجم القواعد العربية للشيخ عبد الغني الدقر
عرض مشاركة واحدة
11-27-2011, 02:54 AM
المشاركة
78
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
تاريخ الإنضمام :
Jan 2010
رقم العضوية :
8605
المشاركات:
1,313
-6 ما يرتَفعُ بين الجَزْمَيْن وما ينجزمُ بينهما:
يقول سيبويه: فأمَّا ما يَرتَفِعُ بينَهُما فقولُكَ: "إنْ تَأْتِني تَسْأْلُنِي أُعْطِكَ" و "أنْ تَأْتِني تَمْشِي أَمْشِ مَعَكَ". وذلك لأنَّك أرَدْتَ أنْ تقول: إنْ أَتَيْتَني سَائلاً يكُنْ ذلك، وإن تَأتِني مَاشِياً (أي: إن جملة تسألني في المثال الأول: وتمشي في المثال الثاني للحال، ولا أثرللجزاء فيها) فَعَلتُ. وقال زهير:
ومن لا يَزَلْ يَسْتحمِلُ الناسَ نَفْسَه * ولا يُغْنِها يَوْماً مِن الدهِر يَسْأَمِ (يستحمل الناس نفسه: أي يُلْقى إليهم يحَوائجه وأموره ويحملهم إياها، والشاهد فيه: رفع يستحمل لأنه ليس بشرط ولا جزاء، وإنما اعترض بينهما: يستحمل، وهو خبر لا يزل)
إنما أراد: من لا يَزَلْ مُسْتَحْمِلاً يَكُنْ من أمْرِه ذاك ولو رَفَع يَغْنِها جَازَ، وكان حَسَناً ، كأنَّه قال: مَنْ لا يَزَلْ لا يُغْنى نَفْسَه "يَسْأَمِ".
وَمَمَّا جاء أيضاً مُرْتَفِعاً قولُ الحُطَيْئة:
مَتَى تَأْتِه تَعْشُو إلى ضَوْء نَارِه * تَجَدْ خَيْرَ نارٍ عَندَها خَيْرُ مُوقِدِ (يمدح قيس بن شماس. تَعْشو إلى النار: تأتيها ظلاماً في العِشاء ترجو عندها خيراً، خير نار: أي ناراً معدَّ للضيف الطارق)
وأمَّا جَزْمُ الفِعل بينَ الفِعْلين فقد قال سبيويه: سَألتُ الخليل عن قولِه: " وهو "عُبَيدُ الله بن الحر":
مَتَى تأْتِنَا تُلْمِمْ بَنَا فِي دِيارِنا * تَجِدْ حَطَباً جَزْلاً ونَاراً تَأَجَّجَا (الجزل: الحطب اليابس أو الغليظ منه الشاهد فيه: جزم تُلْممْ لأنه بل من تأتِنا، ولو أمكن رفعه على تقدير الحال لجاز)
قال تُلْمِمْ : بدلٌ مِن الفعلِ الأَوَّلِ، ونظيرهُ في الأسماءِ: "مَرَرْتُ برجلٍ عبدِ الله" فأرَادَ أنْ يُفَسِّر الإِتيان بالإِلْمَامِ كما فِسَّر الاسمَ الأوَّل بالاِسم الآخِر.
ومنْ ذلكَ أيْضاً قولُه، أنْشَدنيهَا الأصْمَعِيْ عن أبي عمرٍو لبعضِ بَني أَسَدٍ:
إنْ يَبْخلُوا أو يَجْبُنُوا * أوْ يَغْدِرُوا لا يَحْفِلُوا
يَغْدُوا عَليكَ مُرَجَّلِي * ـنَ كَأَنَّهُم لَمْ يَفْعَلُوا (لا يحفلوا: لا يبالوا. والترجيل: تَمْشِيط الشعر وتَلْيِينه بالدهن، وغدُوهثم مرجَّلين دلِيلٌ على أنَّهم لم يَحْفَلوا بقبيح)
فقولهم: يَغْدوا: بَدَلٌ من لا يَحفلوا، وغُدُّوهِمْ مُرَجَّلِين يُفَسِّرُ أَنَّهُم لم يَحْفِلُوا.
-7 الجَزَاءُ إذا كَانَ القَسَمُ في أوَّلِه:
إذا تَقَدَّمَ القَسَمُ عن الجُمْلَةِ الجَزَائِيَّة فلا بُدَّ مِنْ مُلاحَظَةِ المُقْسم عليه، وذلكَ قولُك: " واللَّهِ إنْ أَتَيْتَنِي لا أَفْعلُ" بِضَمِّ اللاَّمِ في لا أفعلُ، لأنَّ الأصلَ، واللَّهِ لا أفعَلُ إنْ أَتَيْتَنِي يقول سبيويه: أَلاَ تَرَى أنَّك لو قُلْتَ: " واللَّهِ إنْ تَأْتِني آتِكَ" لم يَجُزْ، ولو قلت: " واللَّهِ مَنْ يَأْتِني آتِهِ" كان مُحَالاً، واليَمينُ لا تكونُ لَغْواً كـ " لا وألف الاسْتِفهام" لأن اليَمينَ لآخِرِ الكَلاَمِ، وما بَيْنَهُما لا يَمْنَعُ الآخِرُ أنْ يكونَ على اليَمين.
وأمَّا إذا كانَ القَسَمُ غَيرَ مَقْصودٍ أو كان لَغواً. وتَقَدَّم عليه ما هو المَقْصُودُ في الكلامن فيكون آخِرُ الكَلامِ جَزَاءٍ للشَّرْطِ.
يقولُ سبيويه: وتقولُ" أنَا واللَّهِ إنْ تَأْتِني لا آتِك"؛ لأنَّ الكلامَ مبني على أنا - في أول الجملة - أَلاَ تَرى أنَّه حَسَنٌ أنْ تَقُول: " أنَا واللَّهِ إنْ تَأْتِني آتِكَ" فالقَسَم هَهنا لغو. فإنْ بَدَأْتَ بالقَسَم لم يُجْز إِلاَّ أنْ يَكُونَ عليه. أَلاَ تَرَى أَنَّك تَقُول: " لَئِن أتَيْتَني لا أفْعَل ذاك" لأنَّها لامُ القَسَم، ولا يَحْسُن في الكَلام: "لَئِن تَأْتِني لا أَفْعَلْ" لأنَّ الآخر لا يكونُ جَزْماً بل رَفْعاً لِتقدُّم لامِ القَسَم.
وقال سبيويه: وتقول: " واللَّهِ إنْ تَأْتِني آتِيك" وهو بمَعْنَى: لا آتيك، فإنْ أرَدْتَ أنَّ الإِتْيَان يكون فهو غَيرُ جَائز، وإنْ نَفَيْتَ الإِتْيَان، وأرَدْتَ مَعْنَى: " لاَ آتِيكَ" فهو جَائِزٌ.
يريدُ سبيويه: أنَّك إنْ أرَدْتَ الإِيجَابَ بقَوْلكَ: " واللهِ إنْ تَأْتِني آتِكَ" وأنَّكَ تَأْتِيهِ إنْ أَتَاكَ فلا بُدَّ مِنْ تَوْكيدِ الفِعْل بِمُنَاسِبةِ القَسَم، أي لا بُدَّ أن تقول: " واللَّهِ إنْ تَأْتِني لآتِيَنَّكَ".
هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني