عرض مشاركة واحدة
قديم 11-27-2011, 02:28 AM
المشاركة 42
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
-7 بَدلُ الجُملةِ من الجُمْلة، والجملة من المفرد:
تُبدَلُ الجملة من الجملة إنْ كانتِ الثانيةُ أَبْينَ من الأولى، نحو: { أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونْ أَمَدَّكُمْ بأنْعَامٍ وبَنِينَ} (الآية "132 - 133" من سورة الشعراء "26" ).
وتُبْدَلُ الجُمْلَةُ من المُفْردِ كقولِ الفَرَزْدَق:
إلى اللَّهِ أَشْكُو بالمَدِينةِ حَاجَةً * وبالشَّامِ أُخْرَى كَيْفَ يَلْتقيان
أَبْدَلَ "كَيْفَ يَلْتَقِيَان" من "حَاجَةً وأُخْرَى" أي إلى الله أشكُو هَاتَيْنِ الحَاجَتَين تَعَذُّرَ التِقَائِهِمَا.
-8 قد تكون "أنَّ" بدلاً مما قبلها :
وذَلِكَ قولُك: "بَلَغَتْني قِصَّتُكَ أَنَّكَ فَاعِلٌ" و "قدْ بَلَغني الحديثُ أنَّهم مُنْطَلِقُون" فالمعنى: بَلَغَنِي أنَّك فاعِلٌ، وبَلَغَنِي أنَّهُمْ مُنْطَلِقُون. ومن ذلك: { وإذْ يَعِدْكُمْ اللَّهُ إحْدَى الطائِفَتَيْنِ أنَّها لَكُمْ} (الآية "7" من سورة الأنفال "8" ) فإنَّها مُبْدَلَةٌ من إحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ مَوْضُوعَةٌ في مكانها، كأنَّك قلتَ: وإذْ يَعُدِكُمُ اللَّهُ أَنَّ إحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ لكُمْ، فقَد أبْدَلْتَ الآخِرَ مِن الأَوَّل، ومِنْ ذلِكَ قولُه عزَّ وجلَّ: { أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِن القُرُونَ أّنَّهُمْ إلَيْهِم لا يَرْجِعُون} (الآية "31" من سورة يس "36" ).
ومما جاءَ مُبْدَلاً من هذا الباب قولُه تَعَالى على لسانِ مُنْكِري البَعْث: { أََيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إذَا مُتُّم وكُنْتُمْ تُرَاباً وعِظَاماً أنّكم مَخْرِجُونَ} (الآية "35" من سورة المؤمنون "23" ) فكأنه قال: أيَعِدُكثم أنَّكم مُخْرَجُون إذا مُتُّم.
-9 كلماتٌ يَصحُّ فيها البَدَلُ والتَّوكِيدُ والنَّصب على أنها مفعول:
تقول: "ضُرِبَ عبدُ اللَّهِ ظَهْرُهُ وبَطْنُهُ" و "ضرِبَ زيدٌ الظَّهرُ والبَطْنُ" و "قلِبَ عُمْرٌو ظَهْرُهُ وبَطْنُهُ" و" مُطِرْنَا سَهْلُنا وجَبَلُنَا" و" مُطِرْنا السَّهْلَ والجَبَل". فإنْ شِئت جَعَلْتَ ظَهْرَه في المَثَلِ الأَوَّل، والظهرَ في الثانِي، وعمروٌ في المَثَلِ الثَّالث، وسَهْلُنا في الرابع، والسَّهلُ في الخامس - بدلاً، وإن شِئْتَ جَعَلتَه توكيداً بِمَنْزِلَةِ أجْمَعِين - أي يَصِير البَطْنُ والظَّهْرُ توكيداً لعبدِ اللَّه، إذ المَعْنَى ضُرِب كُلُّه، كَمَا يَصِير أجْمَعُون توكِيداً للقَوْم - وإن شِئْت نَصَبْتَ - أي عَلَى المفعولية - تَقُول: " ضُرِبَ زَيْدٌ الظَّهرَ والبَطْنَ" و" مُطِرَنا السَّهلَ والجَبَلَ" و "قلِبَ زيدٌ ظَهْرَه وبَطْنَه" - كُلُّها بالنصب والمعنى أنَّهُمْ مُطِروا في السَّهلِ والجَبَل وقُلِبَ على الظَّهرِ والبَطْنِ، ولكنهم أجَازُوا هذا كما أجَازُوا قَولَهُمْ: " دَخَلتُ البَيْتَ" وإنما مَعْناه: دَخَلْتُ في البيت والعامِلُ فيه الفعل. ولم يُجِيزُوه - أي حَذْفُ حَرْفِ الجر - في غيرِ السَّهْل والبَطْن والجَبَل، كما لم يَجزُ: دخلتُ عبدَ اللَّهِ فجاز هَذا في ذَا وَحْدَه، كما لم يَجُزْ حَذْفُ حَرْفِ الجَرِّ إلاَّ فِي الأَماكِن في مثل: " دخلتُ البيت واختُصَّتْ بهذا. وَزَعَم(زَعَمَ هنا: بمعنَى قال. ) الخليل رحمه الله أنهم يقولون: "مُطِرْنَا الزَّرْعَ والضَّرْعَ".
ومما لا يصح فيه إلاّ البَدَليَّة قولُه عزَّ وجلَّ: { وللَّهِ عَلى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ استطاعَ إلَيْهِ سَبِيلاً} (الآية "97" من سورة آل عمران "3" ) مَنْ استطَاعَ أي منهم ومَنْ: بَدلُ بَعضٍ من الناس. ومِن هذا الباب قولُك: " بِعْتُ مَتَاعَك أسفَلَه قَبْلَ أعْلَاهُ" و "اشْتَرَيْتُ مَتَاعَكَ أسفَلَه أَسْرَعَ مِنَ اشْتِرَائي أعلاه". و "سقَيْتُ إبِلَكَ صِغَارَهَا أَحْسَنَ مِن سَقْيِي كِبارَها"، "ضَرَبْتُ النَّاسَ بَعْضَهم قَائَماً وبَعْضَهم قَاعِداً" فهذا لا يكون فيه إلاّ النَّصْبُ - أي على البَدَلِية - يقول سيبويه: لأنَّ مَا ذَكَرْتُ بعدَه ليسَ مَبْنِيّاً عليه فيكونَ مُبْتَدأً، ومِنْ ذَلِكَ قولُكَ: " مَرَرْتُ بمتاعِك بَعْضِه مَرْفُوعاً وبَعْضِه مَطْرُوحاً" فهذا لا يَكونُ مَرْفُوعاً - أي على الابتداء - وجَعَلْتَ مَرْفُوعاً ومَطْرُوحاً حَالَين من بَعضه، ولم تجعلْه مَبْنيّاً على المبتدأ يقول سيبويه: وإنْ لَمْ تَجْعلْه حالاً للمرور جازَ الرفع.
-10 يَجوزُ في البدَلِ القَطْعُ أَحْياناً ولا يَصِحُّ أحياناً.
القَطْع: أنْ تَقْطَع البَدَل عن اتِّباع المُبْدل منه في الحَرَكات ويكونُ مُبْتَدأ أو غَيرَه، مثال الجمع قوله تعالى: { ويومَ القِيامةِ تَرَى الذِين كَذَبُوا على اللَّهِ وجُوهُهُم مُسْوَدَّة} (الآية " 60" من سورة الزمر "39" ) والأصل: وجوهَهُم على النَّصْب بَدَلاً من الذين، ولَكِنْ أُوثِرَ في الآية القَطْعُ لأَنَّ المَعْنَى بالقطع هنا أوضحُ وأجود.
وتقول: " رأيتُ مَتَاعَكَ بَعْضُهُ فوقَ بَعْضٍ" بَعَضُه مبتدأ، وفَوْق في موضع الخَبر ويَجوزُ أن تجْعَلَ بعضَه منصوباً على أنَّها بَدَلُ بَعْض. وَفَوْقَ في مَوْضِع الحَال، وتَقُولُ: "رأيتُ زَيْداً أبُوهُ أَفْضَلُ مِنه" أبُوه مُبْتَدأٌ وأفْضَلُ خَبَرٌ والجملةُ نَعْتٌ لزيدٍ، يَقُول سيبويه: والرفعُ في هذا أعرفُ مع جَوازِ البَدَلية،
ومما جَاءَ تَابِعاً على البَدَلِية - لا على القطع - قولُ من يُوثَق بِعَرَبِيَّتِه - على ما قال سيبويه - "خَلَق اللَّهُ الزَّرافَةَ يَدَيْها أطولَ مِنْ رجليها" فَيَدَيْهَا بدلُ بعضٍ من الزَّرَافَة، ويجوزُ فيها القطعُ كما قَدَّمْنا، ومن ذلك قول عَبْدَة بن الطبيب:
وَمَا كَانَ قَيْسٌ هُلْكُه هُلْكَ واحدٍ * ولكنَّه بُنْيَانُ قَوْمٍ تَهَدَّما
هُلْكُه بَدَل اشْتِمَال من قَيْس، ويَجُوزُ على القَطْع فيكون هُلْكُه مُبْتدأ وهُلْكُ خبر والجملة خبرُ كان، ولكن هكذا يُنْشَد، ومِثلُه قول رجلٍ من بَجِيلةَ أو خَثْعَم وقيل عَدِيّ بنُ زيد:
ذَرِيني إنَّ أمْرَكِ لَنْ يُطَاعَا * وما ألْفَيتِني حِلْمِي مُضَاعَا
حلمي: بدلُ اشْتِمَالٍ من ياءِ المتكلم من ألْفَيْتِني.
-11 افتراق عطف البيان عن البَدَل: يَفْتَرِقُ عطفُ البيان عن البَدَلِ في أشياء منها:
(1) أنَّ عطفَ البيان لا يكونُ مُضْمراً ولا تَابَعاً لمُضْمَر.
(2) أنَّهُ يُوافِقُ مَتْبُوعَهُ تَعْريفاً وتنكيراً.
(3) أنَّهُ لا يكونُ فِعْلاً تابعاً لفعل.
(4) أنَّه لَيسَ في التَّقْدِير من جملةٍ أخرى.
(5) لا يُنْوى إحْلالُه مَحَلَّ الأوَّل بخلاف البَدَل في جميع ذلك.
بَدَل الاشتِمال(= البدل 2 جـ) .
بَدَلُ بَعْضٍ مَنْ كُل(=البدل 2 ب).
بَدَلُ كُلٍّ من كُل(=البدل 2 أ).
البَدَلُ المُباين(=البَدَل 2 د).




هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني