عرض مشاركة واحدة
قديم 11-27-2011, 02:18 AM
المشاركة 28
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
* أمْ المُنْقَطِعَةُ:
هي بِمَعْنَى "بَلْ" ولَمْ يُرِيدُوا بذلكَ أنَّ مَا بَعْد "أمْ" مُحَقَّقٌ، كَمَا يَكُون مَا بَعْدَ "بَلْ" مُحَقَّقاً، وإنما أرَادُوا أَنَّ أمْ المُنْقَطِعَة استِفْهَامٌ مُسْتَأَنَفٌ بَعْدَ كَلامٍ يَتَقَدَّمُهَا، تقول: "أحَسَنٌ عِنْدَكَ أمْ عِنْدَكَ حُسَينٌ". وتقع أم المُنْقَطِعة بين جملتين مُسْتَقِلَّتَيْن يقولُ الرجل: "إنَّها لإِبِلٌ أمْ شَاْءٌ يا قوم" أي أمْ هِيَ شَاءٌ، وبِمَنْزِلَةِ أمْ هَهَنا قولُهُ تعالى: {آلم تَنْزِيلُ الكِتَابِ لا رَيْبَ فيه مِنْ رَبِّ العَالَمِينَ أمْ يَقُولُونَ افْتَراه} (الآية "1 - 2" من سورة السجدة "32" ) أي بل يَقولون افْتَراه. ومثل ذلك: {أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وهَذِه الأنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أفَلا تُبْصرُون، أَمْ أَنَا خَيرٌ مِنْ هذا الَّذِي هُو مَهِينٌ} (الآية "51 - 52" من سورة الزخرف "43"). كأنَّ فِرْعَون يقول: أفلا تُبْصِرُون أم أنتُم بُصُراء.
ومن ذلك أيضاً: "أعنْدَكَ عبدُ اللَّهِ أمْ لا". ومِثْلُ ذلِكَ قَوْلُ الأَخْطَل:
كَذَبَتْكَ عَيْنُكَ أَمْ رَأيتَ بواسطٍ * غَلَسَ الظَّلام مِنَ الرَّبابِ خَيَالاً
(كذبت عينك: خيل إليك، ثم رجع فقال: أم رأيت بواسط خيالاً وواسط: مكان بين البصرة والكوفة)
ويَجوزُ في الشعر أنْ يُريدَ بكَذَبَتْك الاسْتِفْهَامَ ويحْذِفُ الألِفَ والدليل على ذلكَ وجودُ أم.
* أَمَا الاستفتاحيّة:
بفتح ما، وهي التي تكْثُرُ قَبْلَ القَسَم، وهي كلمةٌ واحِدٌ، كقول أبي صَخْر الهُذَلي:
أَمَا والذي أَبْكَى وأَضْحَك والذي * أمَاتَ وأحْيَا والذي أَمْرُه الأمْرُ
* أَمَا بمعنى حقاً:
هما كَلِمَتَانِ: الهَمْزَةُ للاستفهام، و "ما" بمعنى شيءٍ، وذلك الشيء "حَقّ"، فمعنى "أما" : "أَحقّاً" و "أما" هذه تُفتح "أنَّ" بعدها، كما تُفْتَح بعد حقّاً وإعرابُها: الهمزةُ للاستفهام، وموضعُ "مَا" النصب على الظرفية كما انتصب "حقّاً".
(=حَقَّاً).
* امْرُؤ:
فيه لُغَتَان: "امْرُؤٌ" و "مرْؤٌ" وهمزةُ الأوَّل للوَصْل ولا تدخلُ الأَلِف واللام إِلاَّ على الثاني وهو "المَرْء".
وأمَّا "امْرُؤ فَتَتْبَع الراءُ فيها الهمزةَ بحركاتِها رفعاً ونَصْباً وجَرّاً، تقول: هذا امْرُؤٌ، ورأيتُ امْرَأً، ومَرَرْتُ بامْرِئٍ.
* امْرَأَة:
فيها أيْضاً لُغَتَان: امْرَأةٌ ومَرْأةٌ. وفي الأولى همزةٌ الوَصْلِ، فإذا أدخلوا الأَلِفَ واللاَّمَ أدخلوها على الثانية خَاصَّة دونَ الأولى فقالوا: "المَرْأة".
* أمَّا:
-1 مَاهِيَّتُها:
هيَ حَرْفٌ فيه مَعْنى الشَّرطِ والتَّوكيد دائماً، والتفصيلِ غالباً، يَدُلّ على الأَوَّل: لزومُ الفاءِ بعدها نحو {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُون أنَّهُ الحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ. وأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذا أَرَادَ اللَّهُ بِهذا مثلاً} (الآية "26" من سورة البقرة "2" ) وهي نَائِبَةٌ عَنْ أَدَاةِ الشَّرطِ وجُمْلَتِهِ، ولهذا تُؤَوَّلُ بـ "مَهْمَا يَكُنْ مِنْ شَيء".
ويدل على الثاني: أَنَّك إذا قصدْتَ توكيد "زيدٌ ذاهبٌ". قلتَ: "أَمَّا زيدٌ فَذَاهِبٌ" أيْ لا محالة ذاهبٌ. ويَدُلُّ على التَّفْصِيلِ استقراءُ مواقعِها نحو: {أَمَّا السَّفينَةُ فَكَانَتْ لِمساكينَ يَعْمَلُونَ في البحْر وأَمَّا الغُلامُ وأَمَّا الجِدَارُ} (الآية "78 و 79 و 80" من سورة الكهف "18" ) الآيات ونحو: {فَأَمَّا اليَتِيمَ فلا تَقْهَر، وأَمَّا السَّائِل فلا تَنْهَرْ} (الآية "9 - 10" من سورة الضحى "93").
وَقَدْ يُتْرَكُ تَكْرَارُهَا اسْتِغْنَاءً بذكرِ أحَدِ القِسْمَيْن عنِ الآخَرِ، أو بِكَلاَمٍ يُذْكَرُ بَعْدَها. فالأوَّلُ: كقولِه تَعَالى: {فأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بالله واعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ في رَحْمَةٍ مِنْهُ وفَضْلٍ} (الآية "175" من سورة النساء "4" ). والثاني: نحو: {فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنه ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ} (الآية "7" من سورة آل عمران "3" ) أيْ وأَمَّا غيرُهُمْ فيُؤمِنُونَ بِهِ ويَكِلُون مَعْنَاهُ إلى رَبِّهِمْ. وقد يَتَخلَّفُ التَّفصيل كقولك: "أَمَّا عليٌّ فمُنْطَلِقٌ". كما تَقدَّم.
-2 وُجُوبُ وُجُودِ الفاءِ بعدَها وقد يجبُ حَذفُها.
لا بُدَّ من "فَاءٍ" تَالِيَةٍ لِتالي "أما" لِمَا فيها مِنْ مَعْنى الشَّرْط، ولا تُحذَفُ إلاَّ إذا دَخَلَتْ عَلى "قَوْلٍ" قد طُرح استِغْنَاءً عنه بالمَنْقُول، فيَجِبُ حذفُها معه نحو: {فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُم} (الآية "106" من سورة آل عمران "3" ) أي فَيُقَالُ لهم: أَكَفَرْتُمْ. ولا تُحْذَفُ في غير ذلك إلاَّ في ضَرورةٍ كقول الشاعر يَهْجُو بَني أسَد:
فَأَمَّا القِتَالُ لا قِتَالَ لَدَيْكُمُ * وَلَكِنَّ سَيْراً فِي عِرَاضِ المَوَاكِبِ
( لا قتال: خبر، والرابط إعادة المبتدأ بلفظه. وخبر لكن محذوف التقدير: لديكم)
-3 دخولُ "أما" على أَدَاة الشَّرْط:
إذا اجْتَمَعَ شَرْطَان "أَمَّا وإنْ الشَّرْطية" كان الجوابُ للسَّابق مِنْهُما فَأَغْنَى عن جَوَابِ الشَّرْطِ الثاني، وذلكَ إذا كانَ فِعْلُ الشَّرْطِ ماضِيَ اللَّفْظ نحو قوله تعالى: {وأمَّا إنْ كانَ مِنْ أَصْحَابِ اليَمين فَسَلامٌ لكَ مِنْ أصْحَابِ اليَمين} (الآية "90 - 91" من سورة الواقعة "56"). الفاءُ في جواب "أما" والفاءُ وما بَعْدَها يسُدَّان مَسَدَّ جَوَاتِ "إن" .
-4 ما يُفْصَلُ بَيْنَ "الفاءِ" و "أما" :
يُفْصَلُ بَيْنَ "الفَاءِ" و "أما" بالمبتدأ نحو: "أَمَّا مُحَمَّدٌ فَمُسَافِرٌ" أو بالخَبَر نحو: "أَمَّا في الدَّارِ فإبراهيمُ" أو بِجُمْلَةِ الشَّرْط نحو قوله تعالى: {فَأَمَّا إنْ كَانَ مِنَ المُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ} (الآية "88 - 89" من سورة الواقعة "56"). أو باسمٍ مَنْصُوبٍ بالجوابِ نحو {فَأَمَّا اليَتيمَ فَلا تَقْهَرْ} (الآية "9" من سورة الضحى "93"). أو باسمٍ مَعْمُولٍ لمَحْذُوفٍ يُفَسِّرُهُ مَا بَعْدَ الفاء، نحو: "أَمَّا مَن قَصَدَكَ فأغِثْه" أو بظرْفٍ مَعْمُولٍ لـ "أما" نحو "أَمَّا اليَوْمَ فَإِنِّي ذَاهِبٌ". ويقول سيبويه: واعلم أن كُلَّ موضعٍ تقع فيه "أنَّ" تقع فيه "أنَّما" فمن ذلك قولُه تعالى: {قُلْ إنَّما أَنَا بَشَر مِثْلُكُمْ يُوحَى إلَيَّ أَنَّما إلهُكُمْ إلهٌ وَاحِدٌ} (الآية "110" من سورة الكهف "18" ).
وقال ابْنُ الأطْنَابة:
أبْلِغْ الحَارِثَ بنَ ظَالِمَ المَوْـــــــعِدَ والنَّاذِرَ النذورَ عَلَيّاً
إنما تَقْتُلُ النِّيامَ ولا * تقْتُلُ يَقْظَانَ ذَا سِلاَحٍ كَمِيّاً
* إمّا الشّرطيّة:
هي غيرُ "أما" التي وُضِعَتْ لأَحَدِ الشَّيئينِ وإنما هِيَ عِبَارَةٌ عن "إن" الشَّرْطِيَّة و "ما" الزَّائِدة، نحو قوله تعالى: {فَإمَّا تَرَيِنَّ منَ البَشَرِ أَحَداً فَقُولي} (الآية "26" من سورة مريم "19" ) ففِعلُ الشَّرط "تَرَيِنَّ" وجوابه "فَقولي" والفاءُ رابطةٌ للجواب.
* إِمَّا:
إِمَّا في الخَبَر بمنزلة "أو" وهي لأَحَدِ الشَّيْئَين أوِ الأَشْيَاء، وَيَرَى الخليلُ وسيبويه: أنَّ "أما" هذه إنَّما هي "إن" ضُمَّتْ إليها "مَا" ولا يجوزُ حذفُ "ما" إلاّ أنْ يُضْطَّر الشاعر فيقول:
لقَد كَذَبَتْكَ نَفْسُك فاكْذِبَنْها * فإنْ جَزَعاً وإنْ إجمالَ صَبْرِ
المعنى: فإمّا جزعاً . إلخ.
(=إن بمعنى إمّا).
والفَرْقُ بَيْنَ أوْ وإمّا - كما يقول المبرد - أَنَّكَ إذَا قلتَ: جاءني زَيدٌ أو عَمْروٌ وقَعَ الخَبر في زيدٍ يقيناً حتى ذكرت، أَوْ فَصارَ فِيهِ وَفي عَمْروٍ شَكٌّ. وإمّا تَبْتَدِئ بها شَاكّاً، وذلك قولك: جاءني إمَّا زيدٌ وإمّا عَمْروٌ، أَيْ أَحَدَهُما.
وَيَتَفَرَّع عن "أما" خَمْسَةُ مَعَانٍ:
(أحدُها) الشكُّ نحو "سيَقْدَمُ إمَّا زَيْدٌ وإمَّا أَحْمَدُ" وتبدأ بالشك.
(الثاني) الإِبهام نحو قوله تعالى: {وآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأمْرِ اللَّهِ إمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ} (الآية "106" من سورة التوبة "9" ).
(الثالث) التَّخْيِيرُ نحو قوله تعالى: {إمَّا أنْ تُعَذِّبَ وإمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً} (الآية "86" من سورة الكهف "18" ).
(الرابع) الإِبَاحَةُ نحو "إقْرأ إمَّا شِعْراً وإمّا قِصَّةً".
(الخامس) التَّفْصيل نحو {إمَّا شَاكِراً وإمَّا كَفُوراً} (الآية "3" من سورة الدهر "76").
و "أما" في هذه المعاني كـ "أو" إلاَّ أن "أما" يجب تكرارُها و "أو" لا تتكرَّر.
وقد يُسْتَغْنَى عن "أما" الثَّانِية بذكر ما يُغْني عنها نحو "إمَّا أن تَتَكَلَّمَ بخيرٍ وإلاَّ فَاسْكُتْ".





هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني