عرض مشاركة واحدة
قديم 11-27-2011, 01:06 AM
المشاركة 3
نبيل عودة
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أخي العزيز
مداخلتك كتبت بمستوى حواري راق جدا. ولكن اود التأكيد على مسائل اساسية
اولا لم اكتب دفاعا عن الماركسيةانما سجلت حقائق سائدة. وما زالت الماركسية التي ارتكبت باسمها تجاوزات مخيفة، النظرية الأكثر تاثيرا حتى اليوم في عالمنا.
اعتقد ان المقارنة بين دين الهي ، الاسلام او المسيحية وبين نظرية من صناعة البشر ، هو أمر غير صحيح . مثلا البوذية اكثر انتشارا من الاسلام والمسيحة سوية.. وتأثيرها هائل في عالمنا.ولكن رغم ذلك الماركسية كان لها الأثر الأعمق ( وليس الأفضل شرطا) والأكثر تاثيرا على التاريخ البشري منذ طرحها ماركس في اواسط القرن التاسع عشر.
ما طرحته في مقالي هو نقض لنظريات سائدة في الحركات الماركسية حتى اليوم دون فهم للتغييرات التي قلبت الكثير من المفاهيم وبات من الضروري تطويرها وتغييرها.
الماركسية ليست مجرد نظام قام وسقط، هي فكر فلسفي واقتصادي واجتماعي وثقافي وتاريخي أثرت على حياة المجتمعات البشرية سلبا وايجابا .وكان لها دورها في التاثير على التطورات في المجتمعات البرجوازية خوفا من صعودها . والكثير من المكاسب العمالية ومن حقوق الانسان والتأمينات الاجتماعية والخدمات الواسعة للدول الراسمالية التي اقرتها لمواطنيها كانت بفضل الخوف من طروحات الماركسية الثورية ولتلاشي تاثيرها على المجتمعات البرجوازية
هذه الفلسفة لم تسقط لانها في جذورها فلسفة عدالة اجتماعية ومساواة ورفع قيمة الانسان. ما سقط ليست الماركسية ، انما التحريف والجمود العقائدي.
واضح ان ما طرح في اواسط القرن التاسع عشر يحتاج الى تطوير وليس الغاء ...
يكفي هذه الفلسفة فكرتها الهامة التي أثرت على العديد من العلوم : قوانين الديالكتيك وهذا لا علاقة له بمبدأ ما بل هي نظرة للحياة والعلوم والطبيعة والتاريخ بحركتهم الدائمة وتناقضاتهم الداخلية المتواصلة. والديالكتيك (الجدلية) هو عنصر فاعل في حياة الانسان والطبيعة والمجتمع والثقافة بغض النظر عن العقائد والميول الفكرية .
قد نرفض الماركسية كمبدأ لدولة او اقتصاد ولكن من المستحيل رفض الديالكتيك لأنه موضوع علمي وليس سياسي .وهو في جذور عظمة الماركسية.