عرض مشاركة واحدة
قديم 11-25-2011, 10:00 PM
المشاركة 18
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
استاذ علي مدحت علي زيدان

اشكرك على اهتمامك ومرورك الكريم. وشكرا على هذه المداخلة الجميلة.
تقول "الخيال العلمي ليس خيال انما توقعات فالمفترض ان يكون اسمه توقعات علمية و العلم التجريبي هو اثبات التوقع".

سواء اسميناه توقعات او خيال المهم هو انه يشير الى قدرة الدماغ على الاستشراف وتوليد مخرجات عبقرية تسبق زمنها بسنوات عديدة كما فعل ابن طفيل في حي بن يقظان حيث تحدث في عام 1000 ميلادي عن كروية الارض وما الى ذلك ما معلومات ( توقعات ) ظلت من دون اثبات حتى جاء عام 1920ليؤكد العلم التجريبي على صحتها. وما دام العقل في اكثر من موقع قادرا على توليد مخرجات عبقرية على شاكلة ذلك فهو اذا اقدر من العلم التجريبي في احتمالية وصوله الى الحقيقة نظرا لقدرته غير المحدودة بينما في المقابل نجد ان العلم التجريبي هو علم محدود في ما يمكن ان يصل اليه.



وتقول " لكن ما اثبته بالعلم التجريبي و لم يصدقك احد مثل نبتون عندما قال ان الارض هي التي تجذبنا فالكل أكيد سخر منه لكنه ثابر حتى اثبت لهم ذلك"

- نعم هذه ظلت مشكلة حقيقية لكل العباقرة الاستثنائين خاصة في الازمان الماضية حتى لمن تمكن من تقديم اثبات علمي على طرحه لانه كان يتعارض مع المسلمات القائمة كما حصل لجاليلو والذي كادت المحكمة الكنسية ان تعدمه لقوله بأن الارض هي التي تدور حول الشمس...واجبرته المحكمة على التراجع عن استنتاجاته العلمية والمثبته من خلال المجهر الذي كان قد تمكن من صناعته...ولو شكليا حيث يقال انه خرج من المحكمة يقول ( لكنها تدور لكنها تدور)، حتى عادت الكنيسة لتكرمه بعد اربعمائة عام.

وجاليلو ليس الا مثال للعديد من العباقرة الذين اعدموا ابتدءا من سقراط الذي اعدم لانه مجد العقل وعلم الشباب الحكمة فاتهمه العقل الجماعي بافساد الشباب وخارج عن السائد والمألوف وانه اتى بدين جديد.

اما من يقدم استشرافا عن قضايا ذهنية (اي مخرجات عقلية غير مثبتة بالعلم التجريبي) فغالبا ما يتهم بالجنون والهذيان رغم ان هناك ما يشير الى ان بعض العقول تستطيع توليد معطيات ونظريات في غاية الدقة، وفقط الوقت هو الكفيل باظهار صحة تلك الطروحات.

فيما يلي ما يقوله الدكتور خالص جلبي عن سبب اعدام سقراط:

خالص جلبي: قصة إعدام سقراط gmt 8نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة00 2004 الأربعاء 17 نوفمبر
الاتحاد الاماراتية
كان سقراط فلتة عقلية. ومع هذا فقد حكمت أثينا الديمقراطية بإعدامه عام 399 ق. ب. والسؤال ما هو هذا الجرم الكبير الذي حكم على العقل الكبير أن ينطفئ في أثينا؟ من الضروري الإحاطة بظروف إعدام هذا الرجل، فقد عاشت أثينا القديمة فترة من الزمن تنعم بنوع من الحكم الديمقراطي السيادة فيه لعامة أبنائها، ولكن ما كادت المدينة العريقة تنهزم في حربها مع إسبارطة حتى انتكست فيها الديمقراطية. ولكن الخلاص كان في الطريق فقد عاد "تراسبيولوس" بعدد قليل من أتباعه فانضم إليه أنصار الديمقراطية، ولكن ما إن مضت خمسة أعوام وحل عام 399 قبل الميلاد حتى اقترف هؤلاء ما رأت فيه الأجيال اللاحقة وصمة عار في جبين الديمقراطية الأثينية. كانت ثروة البلاد في هبوط، فراح كثيرون يبحثون عن كبش فداء يوجهون إليه اللوم، وكان الشعور سائداً بأن الفضائل اهتزت، وكان المسؤولون عن ذلك في نظرهم فئة من المعلمين ذوي الأفكار الجديدة يتقدمهم معلم يعمل نحاتاً يقال له سقراط.
والحقيقة أن سقراط لم يترك كتباً تحمل آراءه وإنما نقلها إلينا تلميذه أفلاطون. ولم يكن لسقراط من عمل سوى التجول في شوارع أثينا مغرياً الناس بالجدل والمناقشة، دافعاً إياهم إلى البحث عن المعرفة والفضيلة، ولكي ينهض بتلك الرسالة كان لابد من التشكيك في كثير من الأفكار، وهكذا أثار سخط عدد من الناس عليه فاتهموه بالمروق الديني وإفساد الشباب.
وقدم الفيلسوف إلى المحاكمة، وكانت محكمة غريبة تتكون من 565 قاضياً كان اختيارهم من العوام بالقرعة العمياء. وعندما فرغ المدعي من تلاوة اتهامه نهض سقراط وقال: أيها الأثينيون لقد عشت شهماً شجاعاً ولم أترك مكاني خوف الموت، وما أراني اليوم وقد تقدمت بي السن مستطيعاً أن أهبط عن ذلك المقام في الشجاعة فأتخلى عن رسالتي التي ألهمتني إياها السماء، والتي تهيب بي أن أُبَصِّر الناس بأنفسهم، فإذا كان ذلك التبصير هو ما تسمونه إفساداً للشباب الأثيني، ألا إذن فاعلموا أيها القضاة أنكم إن أخليتم سبيلي في هذه الساعة فإني عائد من فوري إلى ما كنت عليه من تعليم الحكمة.
وهنا علت همهمة القضاة وأظهروا غضبهم واستنكارهم. ومع ذلك فقد مضى سقراط بكلماته فقال: لا تحسبوا دفاعي هذا عن نفسي خوفاً عليها بل خوفاً عليكم أنتم يا أهل أثينا الأحباء فإنني أخشى أن تفقدوا بفقدي رجلاً لا يعوض. فإنكم وحق الآلهة لن تجدوا من بعدي أحداً يبصركم بعوراتكم لتركضوا كالجياد إلى غايات الخير والفضيلة والإحسان.
وازداد ضجيج القضاة وأحس رئيسهم بالخطر الذي تتعرض له حياة الفيلسوف من مثل هذه اللهجة الحادة فقال له: أليس من الأفضل لك أن تكسب عطف المحكمة بدلاً من أن تتحداها بهذا الزهو والشموخ؟
أجاب سقراط: أتريدني حقاً أن أترضاكم يا أهل أثينا بالمديح والثناء الكاذب وأن أرضي غروركم بالتوسل والبكاء. و استطرد: والآن أيها القضاة احكموا بما شئتم واعلموا أن نفوسكم هي التي في كفة الميزان لا نفسي، فاحرصوا على العدل والحق.
وعندما سأل كبير القضاة سقراط عن أي العقوبات يظن أنه يستحقها؟ أجاب مبتسماً: إن أليق حكم تصدرونه علي أن تحكموا لي بأن أطعم وأكسى على نفقة الدولة بقية عمري اعترافاً منكم بما أسديت لأثينا وأهلها من الخير.
وصدر الحكم على سقراط بالإعدام. في تلك الأثناء تسلل إليه ذات ليلة تلميذه الشاب كريتون وهمس في أذنه: لقد أعددنا كل شيء للهرب فهيا بنا يا أستاذي إلى الحرية. فتطلع إليه سقراط طويلا ثم قال: كلا يا كريتون لن أهرب من الموت. إني لا أستطيع أن أتخلى عن المبادئ التي ناديت بها عمري كله. بل إنني يا كريتون أرى هذه المبادئ الغالية التي ناديت بها حتى اليوم جديرة بذلك الثمن. أجل يا كريتون ليست الحياة نفسها شيئاً، ولكن أن نحيا حياة الخير والحق والعدل فذلك هو كل شيء.
وفي ذلك اليوم حمل إليه الحارس كأس السم فتجرعه سقراط بكل شجاعة فلم يخف الموت لأنه كان على يقين من أن الخلود في انتظاره


وتقول "انى ارى الذي يوصل للحقيقة هو العلم التجريبي مع ملاحظة التوقع العلمي و المثابرة في التجارب و شكرا لموضوعاتك المتميزة دائما".

- ان العلم التجريبي هو احد انشطة العقل الواعي والعقل الواعي محدود في قدرته ..يقول الدكتور ابراهيم الفقي في كتابه البرمجة اللغوية العصبية ان قدرة العقل الواعي على الاستيعاب هي 7 مقاطع من المعلومات في الثانية لكن العقل الباطن لديه قدرة على استعاب 2 بليون معلومة في الثانية*

هذا الكلام يوضح الفرق في القدرة بين العقل الواعي الذي هو مركز العلم التجريبي والعقل اللاواعي والذي هو مصدر المعلومات والافكار النظرية (الخيال العلمي او المخيلة الخلاقة كما يسميها الدكتور احمد توفيق في كتابة ايقظ قوة عقلك الخارقة)..من هنا فأن العقل الباطن والمخيلة الحيوية تمتلك القدرة على طرح معطيات عبقرية مذهله وهو ما لا يستطيع ان يقوم به العقل الواعي.

وعليه فأن الحقيقة يمكن الوصول اليها من خلال الخيال العلمي الان، وسوف يحتاج العقل الواعي ملايين السنين لاثبات ما يمكن للخيال العلمي طرحه او التوصل اليه وربما لن يتمكن. ومثال ذلك ما يطرحه ستيفن هوكنج عن الثقوب السواء والعديد من النظريات المذهلة التي تقدم تفسير للظواهر الكونية ضمن مبحثه ( الفيزياء النظرية).


اهلا بك وشكرا على احياء النقاش في هذا الموضوع المهم والذي يعالج قضيتين مهمتين:
- اولهما اهمية العقل الباطن.
- وثانيهما اهمية احترام مخرجات عقول العباقرة لانها غالبا ما تكون صحيحة لكن لا يمكن فهمها من قبل من تعمل عقولهم بقدرات اقل.

* يقول الدكتور ابراهيم الفقي في كتابه البرمجة اللغوية العصبية وفن الاتصال اللامحدود في صفحة 29 وتحت عنوان : 10 يتم الاتصال الانساني على مستويين: الواعي واللاواعي:
صرح العالم النفسي ((جورج أ ملر)) من جامعة ( هارفرد) - في الدراسة التي أجراها عام 1956 - ان العقل الواعي قادر على استيعاب أكثر من سبع (+ او - ) قطعتين من المعلومات في لحظة ما.... اي ان سعة العقل الواعي محدودة. أما العقل اللاواعي ففي إمكانه استيعاب ما يزيد عن 2 بليون معلومة في الثانية.وفي الواقع يحتوي العقل اللاواعي على جميع ذكرياتك وبرامجك منذ كنت جنينا في الرحم، اي ان للعقل الواعي قدرة استيعاب لا محدودة على الاطلاق.