عرض مشاركة واحدة
قديم 11-24-2011, 10:28 PM
المشاركة 2
طارق الأحمدي
أديــب وقاص تونسي
  • غير موجود
افتراضي

الحقيقة أرفع من أن يدركها الجميع رغم تربعها على عرش النور ..


وكنه الأشياء لا يفقهه الكثيرون رغم الوطنية التي يرتدونها كل صباح مع بدلة الخروج ..


فليس كل ما يلمع تبرا .. وليس كل ما نزرعه يثمر .. فحتى المروءة لم تسلم من الذئاب ..


والذئاب انحسرت في الغابة لما مزق ذئب بشري قلبا أبيض ..


والقلوب معادن .. كما البشر معادن .. فمن لبس رداء الفقر سيبقى طعم الحرمان عالقا به ولو سقوه عسلا ..
وإن كان سلاح الفقير الصبر فالأشجار تبقى تقاوم وتموت واقفة .. والويل لمن حاول إذلالها ..


والويل للطغاة من ثورة الضعفاء .. من غضبهم الذي وصل حد السماء فساندتهم فيه ...

غضبهم الذي صار عاصفة يزيد من هيجانها سقوط شهيد جديد ..


لكن تبقى البطولات رهن الظروف والإرادة .. فإن غابت الشجاعة تراجع الجميع وتورط في تنورها أصم ..

وحتى وإن كنا شجعانا فلن نهرب من الموت الذي يرصد خطواتنا في كل حين وكل مسير .. وربما نعجز في عبور الجسر .. وربما لا نقدر الوصول إليه ..


وإن لم نصل إلى جسر الأماني ولم نقدر على قطعه فستبقى الذكرى مكللة في طوق الياسمين على شواهد قبورنا ..
وخوفي أن تبقى الذكرى حبيسة طوق الياسمين ويندمل الجرح مع من أبهره جمالها وهوى قلبه في هواها ..
وللهوى لغة أرقى من الكلام تتقنها العيون عندما يخيم الصمت ..


والشيء إذا وصل حده انقلب إلى ضده .. فخوفي أن يكون صاحبنا جاهلا بلغة العيون فهجرها لمن تقبل ثرثرته وتطفىء ناره ..

ونار العشق ليست كنار الغضب .. فهي يمكن أن تكون صفعة تأتي على الأخضر واليابس ..


ويمكن أن تكون صفعة من الصراحة تهز طبلة الأذن التى تدير من خلالها شؤون المنزل ..

وإذا وصل الصراع أشده في المنزل فكل الأسلحة مباحة .. حتى المقلاة يكون لها شأن عظيم .. فكيف إن كانت تحوي زيتا قد غلى ..




القديرة : ريما ريماوي

حاولت أن أتبع قصصك القصيرة جدا باحثا في ذلك عن خيط رفيع يربط بين أحداثها ..
قد حاولت فعذرا إن فشلت محاولتي ..
وشكرا لذوقك الراقي وقدرتك على اختصار المسافات ..

ودمت بود .