عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
10

المشاهدات
5947
 
هدير زهدي
من آل منابر ثقافية

هدير زهدي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
27

+التقييم
0.01

تاريخ التسجيل
Nov 2011

الاقامة

رقم العضوية
10589
11-18-2011, 10:08 PM
المشاركة 1
11-18-2011, 10:08 PM
المشاركة 1
افتراضي // رعشــــــــــة //


رعشـــــــة

،
،

كان كل شيء ساكنا .. سوى عينيها ..
تنكمش الجفون وتتمدد في ارتعاد .. فيتبادل المحيط ظلاما ونورا ..
من هنا تبدو الصورة مهتزة
لم تكن تدرك أن للأمان رعشة .. كما للخوف !
كم آلمها القدر سابقا حتى يودعها تلك اللحظات الصادقة .. فاليوم تُؤبَن كل الذكريات السالفة في مزبلة ماضيها !
وتهتز الشفتان .. ومن بينهما أنفاس متلاحقة .. تلهث .. في تعطش لصدق المشاعر .. والصدر يعلو ويهبط، يحمل بين جنباته قلبا يرقص .. ويلتئم كل ما انشق في كَبدِه من جروح .. يرسل للأطراف رعشة .. تعبث بها الأنامل، اليمنى باليسرى .. وما تلبث أن تهدأ حتى يرمي طرف اللسان همس الرجاء .. ليكررها مرة أخرى على الأسماع .. فينصاع المتفاني في حبها لنداءات الحب البارزة من عينيها .. وتذوب أوصالها عن آخرها .. أمام عاشقها .. حتى تموت .. وتحييها مجددا تلك الأحرف الأربعة :
"أحبــك"
لكل حرف منهم حكاية .. يرويها حفيف الأشجار المتراقصة لأنسام السقيع، ويروي بها ظمأ الفؤاد. فامتلأ عن آخره، حتى فاض من عينيها قطرات برونزية تتلألأ كمرآة تعكس احمرار الغروب في وجناتها. كادت لفرط الإحساس أن تبوح .. وكيف تفصح عما أبت ملامحها كتمانه؟! وذيع السر دون نطق حتى آثرته الطيور على أنغامها !
والأنامل تصرخ .. وما بين الصدر يصرخ .. ولا أحد يسمع ذاك الصخب سواها .. فتغضب لفحات برد آخر الخريف، تنذر بأنه قد حان موعد الرحيل .. وحل المغيب .. وتناديه أناملها الباردة تتوق للدفء .. والشمس حزينة، يكيدها القمر .. فسيشهد دونها على أول لمسة تتشابك فيها الأصابع بطول الطريق .. وأول عناق غير ملموس !


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


هدير زهدي،
فريق القلم الحر





صرخاتك الصامتة .. لا يسمعها سواي .. تدوي في أذني .. أن خذيني بين أصابعك، وكفى بعدا !
تعثرت في طريقي بين حروف تخشى النور .. وأفكار متهتكة .. مبعثرة .. مفككة .. تهدي اللسان إلى شواطئ الصمت .. الصخبة !
ضجيج عالي .. يكتم الأفواه ويعقد الألسنة !
فنبذتني ... وهجرتني !
ماذا أصابك ؟! لم ينته مدادك بعد !
وماذا أصابني ؟! صمت افترش العقل فالقلب فاللسان !
اشتقت لصريرك بين النثر، وأنغام قوافيك بين مصاريع الأشعار
اشتقت اليك .... يا قلمي !

"هدير زهدي"

فريق القلم الحر "هنا"