عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
6

المشاهدات
3456
 
سناء محمد
كاتبــة الشمــس

سناء محمد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
357

+التقييم
0.07

تاريخ التسجيل
Apr 2011

الاقامة

رقم العضوية
9873
11-18-2011, 02:38 AM
المشاركة 1
11-18-2011, 02:38 AM
المشاركة 1
افتراضي بين الحاجة والإنتماء ثغرة ..
كثيراً ما نعبر في حياتنا اليومية إما بالأقوال وإما بالأفعال عن ثقافتنا التي تلقيناها منذ الصغر , و عادةً ما تكون أفعالنا هي نتاج لمخلفات التربية التي نشأنا من خلالها , فنجد الاختلاف الواضح في تعاطي الامور بين انسان وآخر لنفس القضية وإن كانت جميع حيثياتها لا تقبل الجدل فيما يوافق او يخالف الشرع او العرف او المنطق , ولكن السؤال الأهم في القضية : ما هو المحرك الأساسي لتبني موقف أو رأي او قضية بأكملها , هل هو الإنتماء لها أم هو التعصب للرأي لحاجة قضاها في نفسه ؟؟؟
الفرق كبير جداً بين الدافعين وهنا سنقوم بمقارنة سريعة بينهما

أولاً : الإنتماء وهو من أرقى الدوافع النفسية التي تنطلق منها كافة توجهاتنا الإنسانية إن راعينا فيها أهم القواعد الأساسية التي لها والمبنية على القيم والأخلاق , بمعنى أن الانتماء للوطن لا يعني أن أعتدي على دول الجوار كما فعلت أوروبا أيام الإستعمار .... ولا يعني أن إنتمائي لديني يخولني أن اقتل أي ذمي مسالم يعيش على أرضي .... الإنتماء بحقيقته هو الإخلاص لمبدأ القضية المعتنقة بما لا يقبل الجدل أنني لا أتراجع عنها أو انكث عهودي لها لتقلب الأحداث من حولي أو وقوعي تحت الضغوط والانتكاسات , وهنا تظهر لنا قيمة المبدأ من حيث الرسوخ او الدعاية له بالقول فقط ...

أما الحاجة : فهي الأفعال التي تصدر عنا من منطلق الأهواء الشخصية والتي تتباين بتباين المصلحة الذاتية لصاحب الرأي أو الموقف , وقد يستغرب البعض هنا ويقول اننا جميعاً نعرف الفرق بين الأمرين وأن المسألة ببساطة هي انسان مخلص وانسان خائن , ولكن قصدي بالمسألة ليست فقط متعلقة بالإخلاص والخيانة , وانما بالمصلحة قبل اي توجه , بمعنى انني قد أتبنى موقف مشرف اليوم لأنني بحاجة للدعم وغداً اتنازل عن ذات الموقف عند توقف المنفعة ... للأسف الشديد إن تبني المواقف للأسباب الشخصية ليست مجرد قرار شخصي يخص فاعله وبالذات إن كان بين المجموع , بل هو بمثابة ضربة قوية للكل , فمثل هذه المواقف المتزعزعة تشق بين الصفوف و تدخل الشك والريبة لضعاف القلوب و تنقلنا من مشكلة فرد واحد يجهل قيمة ومصلحة الجماعة الى مشكلة أفراد قد يتأثرون بشكل مباشر أو غير مباشر دون قصد منهم , ودون ادراك لحاجة هذا الشخص .....

ما يهمنا من كل ماقيل هو إدراك مدى إنتماءاتنا ومعتنقاتنا في الحياة وممارستها ضمن حدود القيمة والأخلاق بما لا يقبل الشك , أن الحاجة ضرورة من الضرورات , ولكنها تبقى راهنة ومتبوعة للقيمة الأكبر في حياتنا ألا وهي الإنتماء ........