عرض مشاركة واحدة
قديم 11-15-2011, 11:21 PM
المشاركة 218
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
مدينة كاملة تقرأ كتابا واحدا
بلدية شيكاغو في مبادرة غير مسبوقة لتشجيع القراءةالأدبية وتختار الرواية اليتيمة لهاربر لي
شيكاغو: استيفن كينزر *
في محاولة طموحة لتحويل انظار مدينة كاملة عن شاشات التلفزيون وافلام الفيديو، وتشجيع عادة القراءة الادبية، طلب المسؤولون بمدينة شيكاغو من كل الراشدين والشباب بالمدينة ان يقرأوا كتابا واحدا في الوقت نفسه، وقد اختاروا رواية هاربر لي، المعادية بقوة للعنصرية المسماة «قتل الطائر المحاكي» والتي فازت بجائزة بولتزر عام 1961.
هذا القرار دفع كل مكتبات المدينة الى الاستعداد لهجوم القراء على الرواية، فوفرت 4000 نسخة منها، بما فيها ترجمات للاسبانية والبولندية. وسجلت دور الكتب ارتفاعا حادا في المبيعات حتى قبل تدشين المشروع الذي يستمر 7 أسابيع ابتداء من السبت الماضي.
وتقول ماري ديمبسي، امينة مكتبة شيكاغو: «اصبحت نسخ الرواية تختفي من الأرفف بسرعة البرق، وقد ارسل لي امناء المكتبات عبر البلاد رسائل الكترونية يقولون فيها انهم يرغبون بتنفيذ الفكرة نفسها. وهذا مشروع مثير جزئيا لأن الرواية تطرح قضايا مهمة مثل الحقوق المدنية والعدالة الاجتماعية، وكذلك لأن المشروع يخلق ثقافة القراءة».
فكرة اقناع كل المدينة بقراءة كتاب واحد في الوقت نفسه، ظهرت قبل اربع سنوات في مدينة سياتل، وانتقلت الى عدة انحاء من البلاد، بما في ذلك ولاية نيويورك. اكملت مدينتا بفلو وروشستر تنفيذ المشروع، وتخطط مدينة سيراكوزي لمشروع مشابه.
وتلتحق بالمشروع حاليا مدن سبرنغ فيلد وبويزي ايداهو، لكن شيكاغو هي اكبر مدينة تتبنى هذا المشروع، وفاقت استجابة سكانها كل التوقعات، ولا يريد المخططون لهذا المشروع الحديث عن عدد المشاركين، لكن من المتوقع ان العدد بعشرات الآلاف، وربما يكون التقدير ممكنا في مرحلة لاحقة عندما يتضح عدد الكتب التي بيعت.
* صاحبة الفكرة
* ويرجع اقبال السكان الى الحماس الشديد الذي تبنت به المشروع حكومة المدينة. ففي المدن الأخرى كانت تدير المشروع المكتبات، محطات التلفزيون، وباعة الكتب، ومع ان المكتبة المركزية هنا هي التي تدعم المشروع، الا ان مسؤولي البلدية، بمن فيهم العمدة رتشارد دالي، قد اعلنوا تبنيهم للمشروع وحثوا الآخرين على المشاركة.
ويرجع الفضل في ظهور الفكرة الى نانسي بيرل، امينة احدى مكتبات سياتل، التي طرأت لها الفكرة بعد ان حصلت مكتبتها على منحة من ريدرز دايجست.
تقول بيرل «كل جماعة تنفذ هذا المشروع تفعل ذلك لاحتياجاتها الخاصة ودوافعها المحددة. اعتقد ان «قتل الطائر المحاكي» يلبي احتياجات شيكاغو وهي تمثل اختيارا جيدا لأن الرواية، مع انها معروفة اكثر من الاعمال التي اخترناها، الا ان محتواها غني وهي تشجع على النقاش لأنها تحتوي على ما هو اكثر من الحبكة».
«هذه الفكرة تنتشر بسرعة رهيبة، وتصل الينا اطنان من الاستفسارات، تستند الفكرة الى المفهوم النبيل للمجتمع المحلي. النبل الذي تشتمل عليه الفكرة هو انها ستجمع اناسا لا يمكن ان يجتمعوا بأي طريقة أخرى. وهؤلاء يجمعهم الادب لأنه يخاطب قلوبهم».
مخططو مشروع شيكاغو، والمقرر ان يستمر حتى يوم 14 اكتوبر (تشرين الاول) يريدون له ان يكون حدثا اجتماعيا وليس سلسلة من التجارب الشخصية، وتستعد المدينة لحمى تسمى «الطائر المحاكي».
ويقوم امناء المكتبات بتوزيع آلاف الكتيبات المرشدة وتنظيم عزف «الدردشة بالانترنت»، كما انهم نظموا عددا ضخما من الجلسات الحوارية في ضواحي المدينة، كما تنظم مجموعات مختلفة من موظفي المتاحف الى اندية الحياكة، مجموعات دراسية، وتعقد حلقات أخرى بمقاهي ستاريكس.
* حلقات دراسية
* واعدت المكتبات حملات دعايتها الخاصة، ويقوم عشرون فرعا لدار بارنس آند نوبل، بعرض الرواية بصورة بارزة، واستضافة حلقات الدراسة، وبيع الاكياس واغلفة الشوكولاته التي تحمل الصورة الاصلية لغلاف الرواية.
ووزعت البلدية 25.000 شريط عليها شعار «الطائر المحاكي»، على أمل دخول حامليها في حوارات عفوية حول الرواية. وستعرض دور السينما الفيلم المستند الى الرواية، والذي ظهر عام 1962، ومثل فيه غريغوري بيك الذي فاز بجائزة الاكاديمية عن دوره فيه، وستقيم نقابة المحامين بشيكاغو محاكمة صورية تستند الى المحاكمة التي تمثل النقطة المركزية للرواية، وقد لاحظ موزعو الكتب ارتفاع المبيعات. قال كيل هنت، المتحدث باسم احد كبار الموزعين، ان شركته ظلت تشحن عدة آلاف كل اسبوع خلال اشهر الصيف، لكنها خلال الاسبوعين الماضيين لاحظت ارتفاعا بنسبة %50، مقارنة بالاسبوعين السابقين، وقال هنت ان جزءا كبيرا من الزيادة ناتج عن مشروع شيكاغو.
ومن مغريات مثل هذه البرامج كلفتها المنخفضة، ويقدر المسؤولون بشيكاغو ان الكلفة الكلية لشراء الكتب الاضافية، وتصميم الدعاية، لن تزيد عن 40.000 دولار.
* خدمة «نيويورك تايمز» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»