عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
16

المشاهدات
5245
 
زياد عموري
من آل منابر ثقافية

زياد عموري is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
109

+التقييم
0.02

تاريخ التسجيل
Sep 2011

الاقامة
قلب سوريا

رقم العضوية
10422
11-15-2011, 04:03 AM
المشاركة 1
11-15-2011, 04:03 AM
المشاركة 1
Red face امرأة فقدت الذاكرة ...
عرفتُ ...
أنكَ شيءٌ آخر ...
وجهك يلامس أنفاسي ...
وجدتني بين ذراعيكَ عنوة ...
التصقتُ بصدركَ طائعة ...
وأنت تركض بغير اتجاه ...
قلبي لم يعد يملك شيئاً يخفيه عنك ...
سألوني عن اسمي ...
فأشرت إليك ...
اتجهت الأنظار نحوك ...
وأنت تحاول أن تستعيد طبيعتك ...
لكنك رفعت حاجبيك وقلت ...
لا أعرفها كانت مستلقيةً على الرصيف فاقدةً للوعي ...
سيدي ...
لا تقل هذا الكلام أرجوك ...
أنا أعرف أني قسوت عليك ...
وأفرطت في إحراجك يومها ...
لكنك ستعترف بي مجدداً...
و ستعطيني اسماً وهوية ...
أنت وطني الأكبر ...
مهما حاولت الهروب ...
ستقف دوماًً عند مقعدنا ...
وتهمس لنفسك بكل ما كان ...
تستوقفك ضحكةٌ هنا ...
ولمسةٌ هناك ...
وتريد أن تقول أنك وجدتني فاقدة للوعي ...
سيدي ...
لو بلغ عمري المائة الأولى ...
سأظل أذكر وجهك الذي اقتلعني مراراً ...
وعطرك الذي تستظل فيه ...
هنا تشرب قهوتك منذ الأزل ...
وهناك تقرأ الجريدة ذاتها منذ عرفتك ...
فأنت لا تحب التعددية في شيء ...
رجل الطراز الواحد ...
والشفة الواحدة ...
والقبلة الواحدة ...
أنت هكذا دائماً ...
تكره التغيير بلا مبرر ...
وتمارس شتى أنواع الرتابة ...
أهديتني نفس الهدية عشرين عاماً ...
وصحبتني إلى نفس المكان كل مرة ...
تعلمت منك الوفاء للأماكن والأشياء ...
وتقول أني فقدت الوعي ...
سأذكرك بشيءٍ لا يعرفه غيرنا ...
أتذكر يوم أيقظتني باكراً ...
كان الأول من تموز ...
وقلت لي اليوم عطلتنا ...
وذهبت بي بعيداً ...
حيث لا شمسٌ ترى ...
ولا بحرٌ يسمع ...
أجلستني على صخرةٍ قلت أنها لك وحدك ...
وأن اسمك منقوشٌ في كل مكان ...
كنا جالسين بين الماء والسماء ...
أخبرتني يومها عن كل ما كان قبلي ...
ومشكلتك مع هذا الاسم ...
وأقسمتَ أنك ما أخبرتَ أحداً بذلك ...
هل ستصر أني فاقدةٌ للذاكرة ...؟
أم أذكرك لماذا بكيت يومها ...
سيدي ...
حتى الموت لن يفقدني الذاكرة ...
لأنك كنتَ عصياً على النسيان دائماً ...
كنت انتماءً لشيءٍ لا يزول ...
فلن تقدر أن تتنكر لكل ما كان ...
و ...
واستيقظت ...
كنت نائماً كالملاك ...
قبلة الصباح ...
وفنجان قهوتك المثير ...
وبدأت تحدثني بكل ما رأيت في المنام ...
وفي داخلي سؤال يثور ...
تراني بحق فاقدةٌ للذاكرة ...؟
أم أنك سكنت أحلامي ...؟


كفى بك داءً ...
أن ترى الموت دواء ...