احتضـــــــــــــــــار
سلوتُ الناس حين بدا مصابــــــي
فأرهق مهجتي وغزا شبابـــــــــي
وسافر في الوريد فكان حتفـــــــي
فسال الدمع يرويه اغترابــــــــــي
فكُفّي اللوم واستمعي لعزفـــــــــي
لقد فات الأوان على عتابـــــــــــي
رماني الشوق والأيام تمضــــــــي
كقيسٍ كدتُ أخرج عن صوابـــــي
وجبتُ الكون في دمع وحــــــــزنٍ
فأدمعت المجرة من عذابـــــــــــي
ورحتُ أبوح في عمق الليالـــــــي
فزاد البوح همي واكتئابـــــــــــــي
نطقتُ الآه فانطفأت شموعــــــــي
وسالت كالدموع على كتابـــــــــي
فمالي اليوم لا يرتاح قلبــــــــــــي
وبعد الهجر قد زاد اضطرابـــــــي
عزفتُ اليوم حين أصيب كبــــــــــدي
وجاء الموت يسعى لاصطحابــــي
دعاني البدر في يوم لكـــــــــــأس
وعاجلني بسهمٍ لاقترابــــــــــــــي
كأن السهم حين أصاب قلبـــــــــي
وأسقطني وأوغل في عذابـــــــــي
سعى سهوا ليقطع بعض كبـــــدي
ولم يأبه لدمعي وانتحابـــــــــــــي
ألا يا بدر هذا العمر يمضـــــــــــي
فلا يحزن فؤادك في غيابـــــــــــي
ولا تبكي على ما كان منــــــــــــي
أنا قد عدتُ من زمن التصابـــــــي
فهل أصبو وأمضي في غـــروري
وسيف الموت مزّق لي قبابـــــــي
فعذرا يا نجوم الكون منـــــــــــــي
سأمضي اليوم إذ وجب انسحابــي
سأمضي اليوم بالأوجاع وحــــدي
وأكتب بالدموع على ترابـــــــــــي
أتيت إلى الحياة بلا ثيـــــــــــــــاب
وفارقتً الحياة بلا ثيابـــــــــــــــي
غريب الدار قد أمضيت عمـــــري
وغادرت الحياة مع اغترابـــــــــي
بسام سعيد