عرض مشاركة واحدة
قديم 11-14-2011, 01:41 AM
المشاركة 37
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
تأملت الردود والموضوعات , والقضية فى رأيي لا تحتمل كثير الجدل إلا من الناحية الإجتماعية المحضة ,

ولكن ما لفت نظرى هو وقوع خطأ شاع فى الموضوع دون تصحيح بدأ مع السؤال الذى طرحته الأخت الفضلي صاحبة الموضوع قائلة
( هل تريد حقا تطبيق السنة )
وتتابع التعامل مع هذا الكلام على أنه حقيقة واقعة وأن الزواج المتعدد من السنة !

ومن ذلك قول العزيزة ريم بدر الدين
طرح الموضوع كان بطريقة مختلفة نوعا ما عما يتوجب /على الأقل بالنسبة لي شخصيا/ فحين نقر أنه حق شرعي و سنة يجب على الرجل تطبيقها ففي جذر السؤال تكمن مشكلة تجريم المرأة التي لا تقول بغير هذا



لا يا سادة ..
أقولها بملئ الفم ,
ليس التعدد من السنة , ليس التعدد من السنة ..

التعدد رخصة .. مجرد رخصة وليست عزيمة ,
ومعنى أنه رخصة أنه فعل يأتيه المرء على خلاف القاعدة أباحه الله عز وجل لضوابط وظروف معينة مثل أكل الميتة , والإفطار فى رمضان بعذر وغير ذلك من الرخص
إن فعلها المرء بشروطها لم يأثم , ويظل من لم يفعلها أكبر قدرا عند الله

أما العزيمة فهى الفعل الوجوبي الذى يتعين على الانسان فعله وإن لم يفعله أجرم بذلك وأذنب ..
وأنتم تعاملتم مع الزواج المتعدد على انه عزيمة لا رخصة !!
وهذا بسبب تخوف النساء هنا على ما أعتقد من شبهة إنكار حلية الزواج المتعدد
نعم هو حلال قطعا , ولكنه كرخصة .. لو لم تتوافر شروطها ياثم الإنسان على فعله وهذا صريح آيات القرآن الكريم ,.
كذلك لو توافرت شروطه ولم يفعله الإنسان يأثم

لكنه أبدا لم يكن سنة بمعناها المفهوم وهى اتباع النبي عليه الصلاة والسلام فى منشطه ومكرهه ,
ولو كان سنة أيها السادة لكان تاركه أقل قدرا من فاعله ,
بينما الثابت من القرآن والسنة أن الذى يكتفي بواحدة ويتقي فيها الله عز وجل ولا يذهب للتعدد لمجرد التعدد لا شك أنه أكبر فضلا فى هذا الجانب ..

وأما قياس المسألة على الزواج المتعدد للنبي عليه الصلاة والسلام فهذه حالة ـ كما نعلم جميعا ـ خاصة ولم ولن تتكرر ,
أما شيوع الزواج المتعدد فى زمن الصحابة وفى بعض بلادنا العربية فهذا لا لا يعنى أن الأمر يتم بلا ضوابط , فلم يكن الصحابة مفروضا عليهم هذا الأمر وكثير منهم رضي الله عنهم ماتوا عن زوجة واحدة ..

والزواج المتعدد يؤلم المرأة ويؤلم أهلها ألما مشروعا ولها الحق أن تغضب
فقد غضبت فاطمة بنت النبي عليها الصلاة والسلام وغضب النبي عليه السلام لغضبها عندما فكر الإمام علىّ رضي الله عنه فى الزواج بغيرها وشكته إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام فقام إلى المنبر رافضا هذا الزواج وعارضا طلاق فاطمة رضي الله إذا أصر علىّ على إتمامه ,
وقد فعل النبي عليه السلام ذلك ـ ليس لمعصية ولا غضبا أعمى لابنته حاشا لله ـ بل لأنه أدرك أن الزواج الثانى لعلىّ لا يوجد له ما يبرره فالزوجة قائمة وهى سيدة نساء العالمين وهى ولود ودود حافظة للأهل والنسل كأطهر وأكرم ما يكون
فنصر النبي عليه السلام حق ابنته فى ذلك ولا غبار على هذا ..

نفهم من هذا كله باختصار ..
أن الزواج الثانى أو الثالث مشروط بوقوع الحاجة التى حددتها الشريعة ومنها قوة الرجل وعدم احتمال المرأة , ومنها خشية الرجل على نفسه الفتنة
ومنها عدم الإنجاب لعيب فيها , ومنها لمرضها , أو غير ذلك ..
وهناك حالات تعدد مشروعة لا يكون لها علاقة بالمسألة الزوجية ومع ذلك فهى تبيح للرجل التعدد مثل زواج الرجل من إحدى نساء العائلة التى يخشي ضياعها لوفاة زوجها

المهم أن يكون الزواج مقرونا بالعذر الشرعي وبالعدل والإنصاف ,
فلم تأت الشريعة لاشباع الشهوات والرغبات بل أتت لتهذيبها ووضعها فى موضعها الصحيح ..