الموضوع: موسم الحكايات
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-13-2011, 06:38 PM
المشاركة 3
محمد عبدالرازق عمران
كاتب ومفكر لـيبــي
  • غير موجود
افتراضي
( الحكاية الثّالثة )

[justify]• كان ثمّة امرأة تبيع السّجق ( المرقاز*) أثناء الحرب العالمية الثانية ، وكان ابنها الوحيد قد جنّد وذهب للجبهة ، ثمّ عندما طالت الحرب ، انقطعت أخباره تماما ، ولم يعد ثمة من يدري هل قتل ، أو فقد ، أو هرب من الجيش .
كانت أمه طيلة الأعوام الأولى للحرب تشتري اللحم وتصنع منه السّجق ، ثم تبيعه منتظرة انتهاء هذه الحرب لكي يعود ابنها الذي لم تعد تعرف عنه أيّ شئ .. ولكن الحرب طالت .. وطالت إلى حدّ لم يجد النّاس فيه أيّ شئ يأكلونه ، كلّ الأغذية الملحّة اختفت .. بما في ذلك اللحوم ، ولم تجد العجوز ( بائعة السّجق ) أمامها حيلة سوى أن تغتال الكلاب ، وتصنع من لحومها سجقا تبيعه للناس !
ونجحت الحيلة .. نجحت رغم كلّ مشاعر الحزن والفقد ، والنوايا الطيبة ، وكراهية الحرب والعداء ، وانتظار الإبن العائد من الجبهة ، ولكن العجوز توقفت عن ذلك ذات يوم ممتلئة بالذهول والموت .. فعندما كانت تفتح أمعاء أحد الكلاب وجدت أنّ الخاتم الذي أهدته لإبنها قبل الحرب في عيد ميلاده كان موجودا هناك .. في أمعاء الكلب !
تقول نفس الحكاية : لا تحاول أن تخدع أحدا .. حتى الكلاب ، لكنّ أمنا لم تدرك ذلك بعد ! [/justify]
( خليفة الفاخري / ليبيا )

* ويأتيك بالأخــــبار من لم تزوّد .
( طرفة بن العبد )