سيدي ...
ستقسم أنك لا تعرفني ...
وأني أكذب في كل ما سأقول ...
ولكن ...
أقسم بكل الأيمان التي تعرفها ...
أني مذ رأيتك يومها ...
وأنا أحترق صبراً ...
سيدي ...
شعرتُ أنك سكنتني فجأةً ...
وتسربت إلى أحشائي بغير قصد ...
لست تذكر مني شيئاً ...
أما أنا ...
تربصتُ لأجلك كل الطرقات ...
و حفظتُ عن ظهر عطر كل ما يعنيك ...
بالتفاتةٍ هنا ...
وضحكةٍ هناك ...
جريدتك التي تبكيني كل يوم ...
حتى رصيفي الصغير افتضح أمري ...
فكنتَ كلما مررتَ أمامي ...
كَبُرتَ بداخلي أكثر ...
بكيتُ عمراً بانتظارك ...
وشكوتك للسماء مرارا ...
وأنت لا تلحظني ...
مررتَ على غفلة من الزمن ...
ومن يومها أحملك في أحشائي ...
وأناجيك ليلاً...
وأبكيك كل التفاصيل ...
بحثت عنك في كل الوجوه ...
وأسميتك بكل الأسماء ...
وبعثتُ لكَ رسائل بلا عنوان ...
اختلست من العمر تذكرة عبورٍ إليك ...
وحاولت أن استوقفك مرارا ...
ولم أجرؤ يوماً على ذلك ...
حتى أتيتني سائلاً ...
وقفتَ أمامي ...
ووقف الزمن عن الدوران ...
أردتُ أن أرتمي بين ذراعيك ...
وأشكوك إليك ...
أردتُ أن أقول ...
بأني انتظرتك عمراً من الحنين ...
وأني خُلقتُ لهذه اللحظة ...
وأني أحببتكَ منذ الأزل ...
وأنكَ كَبُرتَ في داخلي ...
وأن همسكَ صار صراخاً ...
وأني اليوم سأعلنها للملأ ...
بأنك حبيبي ...
وطفلي ...
وبعثرة أيامي كلها ...
وستقول أني مجنونة ...
أو أني أعيش في السراب ...
أردتَ أن أقسم بأني ...
حملتُ بكَ من النظرة الأولى ...
أو اللمسة الأولى ...
وكل جرائدي شاهدةٌ عليك ...
لكني يا سيدي جَبُنت ...
وخشيت أن أقتلك باعترافي ...
فقلتُ لكَ بارتباك ...
لم تصدر اليوم ...
فاليوم عطلتها الأسبوعية ...
ابتسمتَ سيدي كعادتك ومضيت ...
لتكبر في داخلي أكثر ...
وتزرعني انتظاراً أكثر ...
علّكَ تشهد ميلادك لديّ ...
علّكَ تلتفت إليّ يوماً ...