عرض مشاركة واحدة
قديم 11-09-2011, 11:34 PM
المشاركة 23
عبدالأمير البكاء
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هناك بديهة في النساء يعرفها أغلب الناس، وهي أن المرأة مستعدة

أن تجوع مع زوجها وتعرى ، وتتحمل كل نزقه وإخفاقاته مهما

كانت قاسية ومؤلمة ، لكنها ترفض رفضا قاطعا أن يفضّل عليها

امرأة أخرى تقتحم حصنها الذي ترى نفسها فيه السيدة الأولى دون

منازع ، وإذا ما وجدنا امرأة تقبل (بضرَّة ) لها لمرض أو عقم ،

فإن قبولها ذاك لم يكن حاصلا إلا من خوفٍ من الطلاق الذي يلوح

لها في الأفق كل ساعة فيرعبها ، فترضى حينها رضى الذي

يتحمل مرارة الدواء ليشفى ! لكن وبالمقابل فإن هناك من النساء

مَنْ هي التي تعطي زوجها السكين لذبحها لعذرقد يوافقه الجميع

عليه حين يتزوج بثانية ، فقد تكون معه شرسة الطباع ، لاتحترمه

ولا تحسب لقوامته أي حساب ، ما يجعله باحثا بحث الفزعين عن

الحضن الدافىء الذي يُؤيه ويطيّب خاطره المهان ! أو قد تكون

بعض النساء قد ابتُليت بالبرود الجنسي مقابل شَرَه زوجها وشهوته

الطاغية ، (فيضطر ) حينها للبحث عمن يفرغ شحناته بتوافق

مماثل ، يحقق له ما فقده عند زوجته الأولى التي لا ذنب لها سوى

فسلجتها اللعينة التي أودت بكرامتها من دون قصد عدائي! بيد أن

الذي يوخز القلب ويؤلمه هو ذلك الرجل الذي مَنَّ الله سبحانه عليه

بمال وفير ، بعد أن عانى شظف العيش ما يبكي ، فجعل أول

أولياته أن تزوج من أخرى ليصدم تلك المسكينة التي تحملته في

أيام العوز والفاقة ، فباعت مصوغاتها ومدخراتها كي لا يُصدم

ويذل أمام الناس ، فكافأها بالجحود ونكران الجميل !.. هذا النوع

من الرجال قد يكون ضمن تأبيد عدم العدالة الذي عناه سبحانه

وتعالى بقوله (ولن تعدلوا ) إذ كيف والحالة هذه أن يعدل ، وقد

كافأ بالجحود معروف مَن أحبته وتحملته في أحلك الظروف

وأقساها ؟!

قد لا أكون بعيدا عن الحقيقة إذا قلت : إن تعدد الزوجات لم يعد حالة

يُعتد بها في وقتنا الحاضر بل هو مفردات لا يقاس عليها ، لأن

قدرة الرجل المالية بشكل عام باتت محدودة ، فصارالرجل مع

وجود رغبته في التغيير يحسب ألف حساب للجبهة التي سيفتحها

عليه في الوقت الذي هو عاجز عن توفير معدات ( القتال ! ) على الجبهة

الأولى! لذا فإن تحقيق هذا الهدف المرغوب إنما ينحصر بفئة

الأغنياء الدائمي الشكوى مما تورطوا فيه حين أقدموا على الزواج

بأكثر من واحدة !!...... أعاذنا الله وإياكم مما نسمع ونرى من (

خروقات ) زواجية ،طالما صرتُ أحد لجان الوساطة والمصالحة

بين الثائرات وزوجهن الهارب من وجه العدالة ، لا لإصلاح ذات

البين فقط بل للإتيان بملابسه التي مزقتْ أغلبها أشرسُ زوجاته

الثائرات !!