عرض مشاركة واحدة
قديم 11-09-2011, 03:54 PM
المشاركة 212
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الاشياءتتداعى

الرواية التي وضعت اتشيبي في مصاف أدباءأفريقيا الكبار في أول ظهور له علىالساحة الأدبية، وتعد واحدة من أهم وأشهرالروايات الإفريقية والعالمية ، وإحدىالمائة عمل الأكثر تميزاً في الأدبالإنساني.
كان اتشيبي فيالثامنةوالعشرين من عمره ، عندما نشر هذه الرواية التيصدرت عن دار نشر هاينمان الشهيرة . ولاقت رواجاً وانتشارا كبيراين وبيع منها أكثر من ثمانية ملايين نسخةوترجمتلغالبية لغات العالم ، كما حظيت بتقدير أدبي رفيعمن النقاد .

اقتبسأتشيبيعنوان هذه الرواية من أحد المقاطع الشعرية من قصيدة "الحضور الثاني" “The second coming” للشاعر الأيرلندي "وليم ياتس" William Yeats، والذي يقول فيه :

"
الأشياء تتداعى المركز لم يعدفي استطاعته التماسك والفوضى الشاملة تعمالعالم"


قراءة في أعمال تشينواأتشيبي / معهد البحوث والدراساتالإفريقية

ملخص الرواية

الموضوع الأساسيالذي تركز عليه الرواية هوأثر الاستعمار الأوربي والثقافةالغربية على طريقة الحياة في أفريقيا عامة ومجتمعالإيبوفي نيجيريا بوجه خاص .
وتدور أحداث هذه الرواية في قرية "أوموفيا" إحدى قرى مجتمع الإيبو بنيجيريا في أواخرالقرن التاسع عشر . وذلك من خلال قصة سقوطأوكونكو Okonkwo الزعيم التقليدي للقرية ، ذلك السقوط الذي يرتبط بظهور الرجلالأبيض على الأرض الأفريقية.
فأوكونكو ، بطل الرواية ، القوي الشجاع الذييستطيع أن يبني سمعته بنفسه ويحظى باحترام كبار رجال القبيلة وخشية أهلالقرية .
تدفعه رغبة شديدةتكاد تكون غايته الوحيدة في الحياة وهي الظفر بالسطوةوالسلطة والجاه في قريته، وأن يكون أحد كبار رجال القبيلة .
وتدور الأحداثحول أوكونكو القوي ، ضخم البنية طويل القامة ذو الحاجبين الكثيفينوالأنف العريض ،ذلك الشكل الذي يضفي عليه مظهر الحدةوالصرامة.
وقد اشتهر أكونكوفي القرىالتسع المجاورة لقريته وما بعدها منذ أن كان فتىفي الثامنة عشرة من عمره حينما رفعاسم قريته عالياً منخلال انتصاره على بطل المصارعة الشهير ، الملقب بالقط لأن ظهرهلم يلمس الأرض أبدا. وقد أقيم لنصره احتفالات دامت سبع ليال لكونه أولمن تغلب علىالقط منذ سبع سنوات ، وافتخر شيوخ القرية بهوبانتصاراته وشبهوه بالسمكة سريعةالانزلاق.
كما أن أوكونكو كان مزارعاً ناجحاًوله ثلاث زوجات ، وأباً لسبعةأطفال وكان يحكم بيتهبالشدة. وكانت زوجاته يخفن منه وخاصة أصغرهن ، وهن يعشن برعبمن مزاجه العصبي ، وكذلك أطفاله. حيث كان حاد الطباع وغير قادر علىالتحكم بغضبه ،مما جعل الجميع يهابه.
ورغم ذلك فإن أوكونكو لم يكن قاسياًعلى الدوام فهويحب ابنته الكبرى بشدة ، وهو معجب بالفتىإيكيمفونا ، الذي أرسل إليه من قرية أخرىكتعويض عن الموتالخطأ لفتاة شابة من قريته. كما بدأ يشعر بالفخر بابنه الأكبر ،والذي غالبا ما رأي فيه والده.
وربما لم يكن أوكونكو في أعماق قلبه رجلاًقاسياً غير أن حياته المحكومة بالخوف ، الخوف من الفشل والضعف ، كانأعمق بكثيروأقرب إليه من الخوف المألوف من الشر أو الإلهوالسحر أو حتى الخوف من الغابة وقوىالطبيعة ، كان خوفهداخليا وعميقا ، الخوف من أن يكون مشابها لأباه ضعيف الشخصيةالمتخاذل.
فأوكونكو رجل عصامي عمل وجاهد طيلة حياته ليكون نقيضوالده الذياتسم بضعف الشخصية والكسل وعدم القدرة علىالتفكير بالغد ، والذي استدان من كافةسكان القرية من دونأن يرد لأحد دينه ، ولم يكن يشغل تفكيره سوى متعه في الحياة .
واستطاع أوكونكو أن يحقق النجاح علىالصعيد العملي وبناء اسمه رغم صغره فيالسن حتى بات يتمتعبسمعة طيبة. وقد اكتسب تقدير واحترام كبار القبيلة وذلك بفضلإنجازاته( 28) ، ولذا فقد رغب بشده في أن يكون أحد كبار رجالالقبيلة .
وتدور الأحداث فيهذا الإطار إلى أن يقتل أوكونكو أحد أفراد قريته عن طريقالخطأ ، وهو ما يستوجب عقوبة النفي في قانون الإيبو. وأثناء فترة نفيأوكونكو ،التي تستمر لسبع سنوات ، تصل طلائع البعثاتالتبشيرية البريطانية إلى القرية. وبعدعودته من المنفىيرى أوكونكو أن قريته قد تبدلت تماماً ولم تعد كما كانت ،فالمبشرون أقاموا الكنائس وعسكروا داخل القرية ، وتدخل المستعمرون فيكل شيء وفرضواوجودهم .
ويرى أوكونكو أن المستعمرين البريطانيين يمثلون خطراًكبيراً علىجماعته ويعلن عن رغبته في قتالهم ، ولكنه يجدنفسه وحيداً فلا أحد في القرية يدعمهويقف إلى جانبه حتىصديقه أوبيريكا يقول له : "لقد استطاع الرجل الأبيض كسب ود أهلالقرية ولم تعد هناك رغبة في قتالهم".
إلا أن أوكونكو يرفض التسليم بهذاالواقع الجديد ويقوم بقتل المبعوث الذي أرسلته الإدارة الاستعمارية،فيحكم عليهبالإعدام .
ولكن أوكونكو رغم اعترافه بجرمه يرفض الخضوع لقانونالمستعمرويفضل الانتحار ، بعد أن يجد أن الأمور قد تغيرتولم تعد كما كانت ، وأنه ليسباستطاعته أن يتماشى مع هذاالعالم فيسقط ويتداعى بما يمثله من قيم فكلالأشياء منحوله تنهار وتتداعى.
--
رواية "مضى عهد الراحة"No Longer at Ease تعتبر تتمة لرواية "الأشياءتتداعى"
عالجخلالها أتشيبي موضوع الصدام بين القيم التقليدية للمجتمعاتالأفريقية وقيم الاستعمار الوافد
تدور وقائعها على مشارف استقلال نيجيريا ،الشخصية الرئيسية فيها هو أوبي أوكونكوObi Okonkwo حفيد أوكونكو ، بطل روايتهالأولى ، وهو شاب مثقفتعلم تعليماً غربياً ، ونظراً لتفوقه أقرضه حزب الاتحادالقومي بقريته بعض المال لإكمال دراسته بإنجلترا .
وبعد أن ينهي دراستهيتوقللعودة إلى وطنه وهو ممتلئ بالأفكار المثالية ، فهويحلم برؤية بلده كأمة جديدةمتقدمة وخالية منالفساد .
وعلى ظهر الباخرةالتي أقلته عائدا لبلده يتعرفأوبي بكلارا مواطنته الشابةالتي درست التمريض في إنجلترا أيضا ، وتتطور هذهالمعرفةإلى حب غامر.
وفور عودتهيحصل أوبي على وظيفة مغرية في لاجوس ،ويبدي أوبي مثاليةواستقامة في وظيفته ، ولكنه سرعان ما يسقط فريسة للديون .
فقد حل موعد سداد قرض الاتحاد القومي، وتكاثرت ضرائبه ومشترياته ،وتزايدت نفقات حبه . وتصيرعلاقته بكلارا عبئاً نفسياً ومادياً كبيراً ، وخاصة فيظلرفض أباه والاتحاد القومي لهذه العلاقة ، وتهديد أمه له بالانتحار إذاتزوجبكلارا ، فكلارا في عرف قومه من المنبوذين لأنهلتنحدر من سلالة العبيد .
وتتزاحم كل هذه الضغوط عليه ، وترغمه حاجته للمال على التهاون فيمثاليتهوقبول الرشوة ، حتى يفسد وينتهي إلىالسجن
==