الموضوع: أقل من نملة !
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
6

المشاهدات
3238
 
هدير زهدي
من آل منابر ثقافية

هدير زهدي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
27

+التقييم
0.01

تاريخ التسجيل
Nov 2011

الاقامة

رقم العضوية
10589
11-07-2011, 06:00 PM
المشاركة 1
11-07-2011, 06:00 PM
المشاركة 1
افتراضي أقل من نملة !



أثارتني ذات نهار نملة بنية.. ربما قذفتها نسمة قوية، فضلت سبيل أقرانها، وجذبتها هاهنا قطعة سكر مرمية. تنقض عليها كليث جائع على ريمٍ غرته الخدائع. ولكن خلف الأسد غولا دهس الضرغام والغزال .. حللت أهلا ووطئت سهلا، وبالأحضان عانقتها أناملي. ورفعت الأصابع فإذا بها على الوسادة كزهرة خريف محنية. خِلتها هلكت، فدققت النظر فوجدت حلا الروح يدفعها بلا جزع للنجاة، وتجر أطرافها جرا لتستقم فتتراقص في كل إتجاه. فأطلقت في الفراغ زفيرا ألقاها بعيدا عن الحبة، فما فائدة السكر إن لم توجد الحياة ؟!

كادت بمشقة المثابرة وهواء زفيري تحتضر، ولكن أبت الإنضواء لصفعات الموت المنتشر.. فضحكت ملء أشداقي وبكيت ملء أعماقي .. من أين لك بذاك العزم وتلك الهمة والصبر؟! وأجابت برقصاتها تذكرني بماضٍ محبط يطاردني، ويأسٍ في الدنيا حين الشدائد يرافقني .. تسألني في كبرياء عن ساعة صمود! عن دقيقة في حياتي حركت الركود! عن لحظة نجاح أزالت عتمة الفشل في طريق مسدود!

وظلت بإلتواءاتها تثرثر عن أمور صعبة المرام .. حتى قهرت ظنوني وأوشكت أوصالها على الإستقام. فكأنما حينئذ تعايرني ببطولة مسلسلات الفشل التي لم تبلغ حتى الآن سطور النهاية ، وقد تناست في كبر أن مصيرها بين خنصري وإبهامي! فتشتت بصري في المحيط أبحث عن أقرب ما تبلغه أصابعي .. فالتقطت إحدى المجلات ولففتها بعنفوان في شكل اسطواني، ورفعت ذراعي استجمع قواي في غبطة مالك الأقدار الذي لن يسمح بفرصة طلب الأمنية الأخيرة! ثم أفرغت غيظي بضربة جهنمية، تذيع نجاحي في الفتك بها.

ثم تهمس في أذني روحها الوهمية ، تخبرني بأنك يا صبية، يا حمقاء في حجم غول .. أقل كثيرا من نملة بنية!

،
،

"هدير زهدي"



صرخاتك الصامتة .. لا يسمعها سواي .. تدوي في أذني .. أن خذيني بين أصابعك، وكفى بعدا !
تعثرت في طريقي بين حروف تخشى النور .. وأفكار متهتكة .. مبعثرة .. مفككة .. تهدي اللسان إلى شواطئ الصمت .. الصخبة !
ضجيج عالي .. يكتم الأفواه ويعقد الألسنة !
فنبذتني ... وهجرتني !
ماذا أصابك ؟! لم ينته مدادك بعد !
وماذا أصابني ؟! صمت افترش العقل فالقلب فاللسان !
اشتقت لصريرك بين النثر، وأنغام قوافيك بين مصاريع الأشعار
اشتقت اليك .... يا قلمي !

"هدير زهدي"

فريق القلم الحر "هنا"