عرض مشاركة واحدة
قديم 11-07-2011, 05:46 PM
المشاركة 15
طارق الأحمدي
أديــب وقاص تونسي
  • غير موجود
افتراضي
مع أول رذاذ للمطر يطل أمل من خلف الغيمة التي كانت تحجب جمال القمر .
وفي الثلث الأخير من الليل تهلّ باكورة أمل تدغدغ روح شادن وتدفعها للعض على جرحها والوقوف على بقايا الألم والتخلص من ربقة سجن الجدران ..
في غفلة من وحدتها ورغم الجو الكنائسي الذي يحيط بها ينطلق من ركن خفي من الحديقة صوت جهوري يرتل القرآن ..
يا الله ..
قرآن في قصر السيد خوري ؟
أتكون واهمة؟
أتكون أحلام اليقضة دفعت بها إلى حارات القاهرة ومساجدها العتيقة وأناسها الطيبين؟
أتكون حرارتها قد ارتفعت بفعل المرض فغابت في ماضيها الذي تنشده؟
يا الله..
إنه صوت قرآن حقا .. إنه صوت يقرأ سورة " طه " ..
إنه الأمل يعود إلى شادن من جديد ..
ودونما تحسب .. دون مراعاة للأخطار المحدقة بها تسللت إلى الحديقة ... إلى مساحة أرحب من غرفتها / السجن ..
وفي الجانب المهمش من القصر وجدت شادن مستقرا لها .. هدوءا لروحها ..
وبين بسام وفدوى ونادر حلقت شادن بجناحيها الصغيرين بين ماضيها وأملها وحاضرها وألمها ..
وبين هذه الصحبة الجديدة هدأت النفس الشاردة ..
والصحبة الجديدة تطرح أكثر من سؤال
فهل سيكون لهم شأن ؟
هل سيكونون القناة التي ستخرج منها شادن إلى عالمها الرحب ؟
هل هم جنود خفاء الآن وجذوة النار التي ستحرق الخوري؟
ولــم نسأل والفصول مازالت تصلنا تباعا لتشفي غليل أسئلتنا ..
وكيف نقف عند حد فدوى وبسام ونادر وننسى خديجة التي أفردت لها الكاتبة فصلا كاملا وكأني بها تحفر اسمها في ذاكرتنا وتهيؤها لدورها العظيم الذي ينتظرها ..
خديجة أو جوجو التي كانت قصبة الهواء التي حافظت من خلاله شادن على بقائها وتواصلها وتنفسها كلما ضايقها جدها المزعوم ..
جوجو .. هذا الاسم الذي ينقم عليه الخوري ..
هذا الاسم الذي تشبثت به شادن ..
وبين الرفض والقبول طفا التحدي لتتغلب شادن في النهاية ..
لكن ما حسبته انتصارا ظنه الخوري انكسارا حين قبلت بدعوته على العشاء ..
فأي دعوة هذه؟
وأي عشاء هذا الذي توقفت عنده الأحداث ؟
وأي سر همست به شادن لخديجة؟
وأي خطر لامس حدس الخوري ؟
هل بدأت الأحداث تنقلب؟
هل بدأ الصراع الحقيقي ؟
أتكون شادن قد أوجدت ظهرا يسند ثورتها على وضعها الحالي ؟
هل يكون لهذه الشخصيات التي انبثقت فجأة والتي كانت مغيّبة في أطراف الحديقة بين جدران المطبخ دور أكثر فعلا في الآحداث ؟
الكاتبة المتألقة : روان عبد الكريم
كلما قرأت فصلا كلما تهاطلت في رأسي الأسئلة ..
وكلما ظننت أني سأظفر بإجابة للأسئلة التي تقرصني أجد أن الحكاية تغوص أكثر في العمق وكأنها تحضرنا لحدث كبير سيقع في القصر ..
سننتظر بقية الفصول لنحرق السؤال ..
وسنتابع مع شادن عساها ترفع ستائر المسكوت عنه ..
وإلى ذاك الحين دمت بود .