عرض مشاركة واحدة
قديم 11-06-2011, 10:23 AM
المشاركة 14
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
لا يزال رجل الشارع يدهشني بعميق ارتباطه بعتيق التراث
فهو و إن لم يُصنف في ركب المثقفين إلا أنه يسير في طريق موازٍ
لهم و ينشر كنوزه في عفوية تضمن له أكثر من المتخصصين الوصول
إلي كلِّ جيل دون عناءِ كتابة أو تكاليف دور النشر.
و من هذا ما نسمعه يتردد على ألسنة العامة من حكمٍ و أمثالٍ و تعابير
يستهجنها المتأدبون و يترفعون عن ذكرها في مجالسهم ناهيك عن تحليلها في دراساتهم
رغم أصالة ما يستهجنون و جليل ما سيتخفون
و لعلَّ الله أن يلهمني و يوفقني لدراسة هذه الظاهرة.
فمثلاً:
تقول العامة في باب الوعيد: (سأريك النجوم في عزَّ النهار)
و هذا القول سحيق القدم
و لعلَّ الشاهد الذي بين يدي ليس هو أقدمها و لكن هو ما وجدته إلي اليوم،
قول الفرزدق رحمه الله تعالى في قصيدةٍ مطلعها:

سمونا الي نجرانَ
* اليماني وأهلِه= ونجران أرض لم تديَّثْ مَقاولُه
إلي أن يقول:
إذا فزعوا هزّوا لواء (ابنحابسٍ) =و نادوا كريماً خِيمه و شمائله
سعى بتِراتٍ للعشيرة أدركتْ = حفيظة ذي فضلٍ على من يفاضلُه
فأدركها و ازداد مجداً و رفعةً= و خيراً، و أحظى النّاسِ بالخير فاعلُه
أرى أهل نجران الكواكب بالضحى =و أدرك فيهم كلَّ وِترٍ يحاوله
فقوله:
أرى أهل نجران الكواكب بالضحى
هو كمثل قولنا (سأريك النَّجوم في وضح النَّهار)

_________________________
نجران: مدينة تأريخية ، و شهيرة بالمملكة العربية السعودية ، حدثت بها قصة أصحاب الأخدود التي حدثنا عنها الله القرآن الكريم في سورة البروج.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا