عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
12

المشاهدات
7862
 
مختار الكمالي
من قبيلة آل شِعـر

مختار الكمالي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
42

+التقييم
0.01

تاريخ التسجيل
Jul 2009

الاقامة
سوريا - البوكمال ; مقيم في دمشق موقتاً.

رقم العضوية
7332
11-04-2011, 05:24 PM
المشاركة 1
11-04-2011, 05:24 PM
المشاركة 1
افتراضي مرآةُ الظِّلِّ الأبيضِ

مرآةُ الـظِّـــلِّ الأبيضِ
شِعر : مختار الكمالي

بَلَى إنَّهُ ظِلِّي و إنِّيَ ظِلُّهُ
فَفي القَلبِ مَعناهُ و في العَينِ شَكلُهُ

بَلَى .. كُرَةٌ ما بينَ رجليهِ خافِقي
لو انَّ الذي أعنيهِ يُرضيهِ رَكلُهُ !

لِعَينيهِ ذاتُ القَلبِ تُفَّاحُ كَفِّهِ
و هل شاتِلُ الأبناءِ يَرقاهُ شَتلُهُ ؟!

تَعَمَّدتُ تأجيلَ اعترافي بِحُبِّهِ
لِأنَّ شُعُورَ الحُبِّ يُلغيهِ قَولُهُ

و لكنْ و قدْ ضاقتْ بِذَا الحُبِّ أضْلُعي
و ضَجَّ بِـحَمَّالِ الهَوى فِيَّ حِملُهُ

نَظرتُ إلى الدُّنيا بِعَيْنَيْ أخي هَوًى
تَعَلَّقَ في لَيلٍ رآها تَحُلُّهُ

و مِنْ عَجَبٍ كَمْ ضَاعَ فيهِ مُرَدِّدَاً :
إذا ضَاعَ في كَفِّي فَمَنْ ذَا يَدِلُّهُ ؟!

وَ إنْ جَمُدَتْ مِنْ هَوْلِ عِشقٍ أضالِعي
و قالوا : هُيَامٌ في الـمُحِبِّ يَشِلُّهُ

لَأَجْدَعُ أنفي يا (أبا الـهَولِ) عَلَّهُمْ
يَقولونَ : بُرهانُ الـمُوَلَّهِ فِعْلُهُ !

*

و غَيمٍ نِياطُ القَلبِ قافِيَةٌ لَهُ
إذا قِيلَ بعضٌ مِنهُ يَبرُقُ كُلُّهُ

أتيتُ به نَهراً و مِنْ بَعضِ مَائِهِ
"بُوَيْبُ" الذي للآنَ ما غابَ نَخلُهُ **

تَتَبَّعتُهُ شَمعاً يَذوبُ كَأنَّنا
مُذَنَّبُ هالي حينَ يمشي و ذَيلُهُ !

سَلاماً عليهِ فَهْوَ جَدٌّ و والِدٌ
و إنَّا لَأبنَاءُ النَّخيلِ و أهلُهُ !

*

يقولونَ : هذا الجيلُ جيلٌ مُبَعثَرٌ
على الوَحْلِ و النَّكراءِ يُجمَعُ شَملُهُ

و في كُلِّ حِينٍ يُشتَمُ الدَّهرُ أنَّهُ
تَردَّى بهِ جيلٌ و يُلعَنُ بُخلُهُ

هيَ الأرضُ أنَّى عانَقَتْ أيَّ فَرْقَدٍ
يُقَالُ لها : حَمقاءُ ! .. أُنجِبَ مِثلُهُ !

يَميناً لقدْ واريتِ كُلَّ مُرَفرِفٍ
مِنَ البِدْعِ حتَّى كادَ يَشهَقُ رَملُهُ !

بَلَى .. إنَّ بئرَ النِّفطِ لا مُتَنَبِّيَاً
يَضُخُّ و لا الشَّيخُ الـمَعَرِّيُّ شُغلُهُ !

و لكنَّهُ الإبداعُ يُولَدُ هكذا
كَبيراً و عينَ الكَونِ يُبدِعُ كُحلُهُ

ألا إنَّ جيلاً فارعَ الطُّولِ قادمٌ
و هذا الذي أدمى النَّشيدَ أقلُّهُ

***

هوامش :
** إشارة إلى بدر شاكر السياب.

البوكمال 24-6-2010م