عرض مشاركة واحدة
قديم 11-04-2011, 02:23 PM
المشاركة 57
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا - رؤية علمية
تاريخ المقال : 16/6/2010 |

إعداد الدكتور نظمي خليل أبو العطا موسى
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
صورة لورقة على وشك السقوط
أستاذ علوم النبات في الجامعات المصرية والبحرين
نعيش في السطور التالية مع الجوانب العلمية في قوله تعالى: (وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا ) (الأنعام/59).
جاء في التفسير المنير للدكتور وهبة الزحيلي: (ويعلم سقوط أي ورقة من أوراق الشجر في أي مكان وزمان في البر والبحر) انتهى. وجاء في تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للشيخ عبدالرحمن السعدي في قوله تعالى: (وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ) قال: من أشجار البر والبحر والبلدان والقفر والدنيا والآخرة إلا يعلمها) انتهى.
ونحن نقول وبالله التوفيق: الورقة النباتية من كبرى المعجزات الحيوية، والورقة النباتية زوائد (أو تراكيب) جانبية خضراء مفلطحة (عادة) تحملها السيقان النباتية عند العقد الساقية، وهي تتكون من ثلاثة أجزاء (عادة) هي القاعدة (Base) والعنق (Petiol or Stalk) والنصل (Blad or Lamina) والقاعدة هي الجزء الأسفل من الورقة المتصل بالساق وهي عريضة منتفخة قليلا في معظم النباتات ووظيفتها تغطية البراعم الابطية وحمايتها من المؤثرات الخارجية، والعنق يصل ما بين القاعدة (أو الساق) والنصل وتمر بداخله العصارة المجهزة بالورقة بالبناء الضوئي والهابطة إلى الساق وبراعمه ثم الجذر، وتمر خلاله أيضا العصارة النيئة الصاعدة من الجذر إلى الساق ثم الورقة، والعنق يحمل النصل بعيدا عن الساق إلى موضع أمثل يصيب النصل فيه رزقه من الضوء والهواء، مما يجعله أقدر على تأدية وظائفه الحيوية مثل تبادل الغازات، والنتح والتمثيل الضوئي والتظليل بصورة مثلى مصادقا لقول الله تعالى: (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى{50}) (طه/50) أي أعطاه صورته اللائقة بوظيفته ثم هداه لما يصلح عليه حياته وتأدية وظيفته الحيوية بطريقة مثلى.
ونصل الورقة هو الجزء الطرفي العريض (عادة) والمنبسط من الورقة، وهو أكبر أجزاء الورقة وأهمها، لأنه مختص بأهم عملية حيوية نباتية وهي عملية البناء الضوئي التي جعلها الله سبحانه وتعالى طريق الكائنات الحية الأرضية في تصنيع الغذاء العضوي والحصول عليه جاهزا، وتنتشر في أرجاء النصل شبكة معجزة من العروق الورقية تتكون من عرق ظاهر رئيس وكبير في وسط الورقة وكأنه امتداد لعنق الورقة المعنقة ويعرف هذا العرق الرئيس بالعرق الوسطي أو العير (Midrib) يمتد بطول النصل على امتداد واستقامة العنق، ويبرز العرق الوسطي قليلا على السطح السفلي للورقة مع تقعر قليل على سطحها العلوي، وتخرج من هذا العرق الوسطي عروقا جانبية (Lateral Veins) أدق منه وأقل بروزا ووضوحا، تتجه نحو حافة الورقة بميل قليلا إلى أعلى، وقد تتفرع العريقات مرة أخرى أو أكثر من مرة ثم تلتقي في النهاية وتتشابك مكونة جهازا توصيليا معجزا وظيفته نقل العصارة من مختلف أجزاء الورقة إليها، ويعرف نظام التعرق الشائع في أوراق ذوات الفلقتين بالتعرق الشبكي (Reticulate Venation).

~ ويبقى الأمل ...