بسم الله الرحمن الرحيم
يا قارئي
فكن صديقي، في راحتي؛ وعند ضيقي.
ذرني أمتع بالكتابة نفسي، علّني أجد في هذه الرحلة شعوري وحسي.
صدقني فلستُ بشاعرٍ، ولا أنا بأديب.
ومع ذلك وقفتُ وقفة المتأمل.
حين أطلقتُ العنان لتأملاتي، محاولاً أن أُلقي بنظرة تأملٍ على ذلك الأفق الهاديء، ومع البعد وكأنه اتصل بالأوقيانوس، فتعانقت مع المياه اللازوردية ثم غرقت في لانهائية الأفق واستسلمت لتلك المعية المبهمة.
مع ذلك العناقُ الجميلُ مع المطلق، من وراء الزرقة اللازوردية، ومِن خلف همهمةِ هدير الأمواج المتكسرة على صخور الشاطئ الحالم، مع ذلك الإطار البديع و اللوحة المرسومة بإعجازٍ.
كانت تأملاتي وقفتُ لأستنشق النسيم، وأَذني لا تسمع إلاّ تلك الترانيم في دواخل نفسي، وكأنها تغاريد البلابل على الأفنان.
فأجلتُ الطرفَ في تلك الانحاء.
فرأيتُ كل شيءٍ.
فقد رأيتُ نفسي، حين علوتُ بروحي عن كياني.
رحماك ربي! فقد عرفتُ،
إنها لحظاتُ تجلٍّ.
بعد أن اكتشفت.
أننا في غفلةٍ من أمور أنفسنا.
ولولا منن الله علينا لَكُنا كَمَن لا نال في الدنيا ما يبتغي، ولا نال في الأخرى ما يُرتجي.
يا صاح! لَيسَ عَلى المُحبِّ مَلامَةٌ **** إِن لاحَ في أُفق الوِصالِ صَباحُ.
آهٍ ! كيف فرّق البينُ بين الخلاّن؟
فصارتِ الحياة وكأن الزنابق لم يعد يضوع إيراقها، و الإصباح وكأنه غطش إشراقها.
و مع هذا التأمل، ارتفع الحجاب، و ما كان حجابي سوى نفسي.
ولي عودة