الموضوع: الدين والأنا
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
6

المشاهدات
3307
 
سها فتال
كاتبة وأديـبـة

سها فتال is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
787

+التقييم
0.17

تاريخ التسجيل
Oct 2011

الاقامة

رقم العضوية
10487
11-01-2011, 02:04 PM
المشاركة 1
11-01-2011, 02:04 PM
المشاركة 1
Lightbulb الدين والأنا

الدين والأنا
كانت ملائكة الله الطوافة تجوب المدن والطرقات تبحث عن نور يشع من مجلس علم وذكر ترفعه إلى الله،وفجأة انبثق نور من إحدى الزوايا كأنه الفجر،تسارعت الملائكة ودخلت المكان،كانت هناك ورود متفتحة في حديقة الإسلام قد اجتمعت على ذكر الله تناقش أمراً أقض مضجع الأمة وهددها بالخطر، طرحت ريحانة من المجلس سؤالاً على أخواتها :
ريحانة: أخواتي الحبيبات لمست موقفاً من بعض الأخوة المتدينين والذين نحسبهم على خير آلمني وأقلق نومي وأقض مضجعي وقد ولّد عندي سؤالاً أبحث له عن إجابة فلا أجد الجواب الشافي، فهل تبحثن معي عن جواب لهذا السؤال؟
ردت الأخوات بصوت واحد : وما هو؟
ريحانة : لماذا عندما يتعارض الدين مع مصالحنا الشخصيةنرمي بالدين جانباً ونتمسك بمصالحنا؟ لماذاعندما يتعارض أمر الله مع الأنا ننتصر لتلك الأناونتجاهل أمر الله؟والمؤلم أن نرى هذا الموقف من بعض المتدينين بالذات فما السبب برأيكن؟
رفعت زنبقة من المجلس رأسها وقالت: أعتقد أن فهمنا الخاطىء للدين هو أحد الأسباب،فالغالبية يفهم الدين على أنه معاملة بين العبد وربه فقط أما ما بينه وبين الخلق فله الحرية المطلقة في التعامل معهم دون ضوابط لهذا التعامل.
ردت نرجسة متفتحة: والسبب في ذلك أننا اتخذنا الدين عادة نصلي ونصوم ونزكي لأننا تعودنا ذلك ولم نفهم الغاية والقصد من تلك العبادة.
وأطلت سوسنة برأسها وقالت:وسبب ذلك أننا تربينا على العيب ةلم نترب على الحرام،وتعلمنا أن نخشى الناس ولانخشى الله في أقوالنا وتصرفاتنا وتعاملاتنا مع الناس،ولذلك علينا أن نعيد النظر في تربية أولادنا ، علينا أن نربيهم على مراقبة الله لهم في السر والعلن ،علينا أن نجعلهم يتمثلواالرسول صلى الله عليه وسلم في كل مواقفهم، أن يكون هاجسهم الدائم(لو كان الرسول مكاني كيف يتصرف؟هل يرضى الله ورسوله عن تصرفاتي؟)
وأطلت زهرة حسناء بوجهها الصبوح وقالت: لن نستطيع أن نفعل ذلك إلا بالعلم، فالجهل بالدين من الأسباب المؤدية لذلك لأننا ربما تصرفنا بأمر ما دون أن نعلم حكم الله فيه،فعلينا بالعلم لأنه سلاح النصر في الدنيا ومفتاح الجنة في الآخرة، ولا عذر لجاهل في هذا الزمان وكل وسائل العلم متاحة أمامه، كل ما علينا أن نبذل بعض الجهد ونسعى إليها ،وأن نعيد قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ونفهمها لأنها المثال العملي لحياة المسلم الصحيحة ،وعندما نفهم سيرته صلوات الله عليه وسلامه سنحبه وسنسير على خطاه وسنتمثله في حياتنا اليومية ونعلم أبناءنا ذلك من خلال حديثنا الدائم لهم عن هذا المبعوث رحمة للعالمين وقدوة للبشرية جمعاء حتى نعلمهم ونتعلم معهم أخلاق الرسول ومكارمه.
وهنا همست ياسمينة صغيرة : وربما لغياب الرادع نتصرف هكذا، فلو وجد كل إنسان أخاً له في الله يردعه إذا أخطأ وينصحه إذا تصرف بشكل مخالف للدين لكنا تراجعنا عن معظم تصرفاتنا ولكن الأهم أن تكون لدينا النفس المتواضعة التي تقبل
الردع والزجرونعمل بالنصيحة إذا كانت من أخ محب غيور على دين الله وعلى إخوانه في الله.
وهنا أطلت فلة بابتسامة هادئة وقالت:إذاًعلينا محاسبة أنفسنا وترويضها حتى تقبل الحق وترضى اتباعه، علينا بالجهاد الأكبر جهاد النفس الذي دأب عليه الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين حتى أصبحت محاسبة النفس عندهم هماً دائماً، لاينامون قبل تصفية الحساب مع الله ومع خلقه،حتى يكونوا في اليوم الثاني أفضل مما كانوا من قبل، ويصححوا ما وقعوا فيه من أخطاء ويتلافوا ما بدر منهم من تقصير، فيبعدوا عن أنفسهم شبح الكبر .
ثم دوى صوت أقحوانة حمراء يانعة فقالت:هل نسيتم الغضب وفعله بالإنسان؟ وخاصة إذا كان غضباً لدنيا ولم يكن غضباً لدين، وإذا كان غضباً للأنا ولم يكن غضباً لله، لذا علينا تقوية إيماننا بالله وتدريب أنفسنا على أن نملكها عند الغضب ولاننفذ رأياً اتخذناه في حالة غضب لأنه حتماً سيكون للشيطان فيه دور كبير ولنطفىء نار الغضب بماء الوضوء ولنهدىء النفس الثائرة بركعتين لله يشرح بها صدرنا للحق والصواب ولما يحب ويرضى.
وهنا أمسكت الريحانة بمجامع الحديث وقالت:ولاتنسين يا أخواتي باباً كبيراً تجول فيه الأنا وتصول وهو المال وهذا ما رأيته وآلمني وخاصة في قضايا الميراث، وكذلك السلطة فهي أيضاً مجال واسع تأخذ منه الأنا حيزاً كبيراً،ولو اجتمعتا معاً في غير طاعة الله لكانت الطامة الكبرى فلنتق الله فيهما، وهذا قد أصابنا بسبب غفلتنا عن دين الله وحبنا الشديد للدنياوتعلقنا بمظاهرها الخادعة، وهذا راجع لضعف إيماننا وأخيراً فلنجمل ما قلنا في نقاط نخرج منها بفائدةنصلح بها أنفسنا فيصلح الله بنا من حولنا، وليكن إخلاصنا لله أولاً وأخيراً:
1-** أن نعترف أن في نفوسنا خللاًيجب إصلاحه.
2-** أن نستعين بالله عن طريق الدعاء ونطلب منه العون في ذلك .
3-** أن نأخذ ما نستطيع من مناهل العلم المتاحة أمامنا ولانألوا جهداً ولانوفر وقتاً في ذلك حتى نصلح أنفسنا.
4-** أن نعيد النظر في تربية أبنائنا على أسس ترضي الله ورسوله ،لعل الجيل القادم يحمل شعلة الإسلام وينير الطريق للأمة ،ولاتنسين أن هذه المشكلة خطر عظيم على أمةالإسلام إذا لم نتداركها فهي تعطي الفرصةلأعداءالدين أن يطعنوا به وبأهله،فأقل ما يقال إذا كان المتدينين يفعلون هذا فلا عتب على غيرهم وربما نفر الناس من الدين وخاصة الجهلة الذين يحكمون على الدين وصلاحه من خلال الأشخاص،فلنتق الله في ذلك علّه يجعل لنا مخرجاً نصلح به أنفسنا وذوينا ،ولنسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه،ولنسأله الجنة وما قرب إليها من قول وعمل ونعوذ به من النار وما قرب إليها من قول وعمل.آمين يارب العالمين.وهنا تسابقت الملائكة في حمل ما دار في هذا المجلس إلى رب العالمين العالم بأحوال عباده من غيره،فقال الله لملائكته وهو يباهي بتلك الزهور المتفتحة في حديقة دينه :أشهدكم يا ملائكتي أني قد غفرت لهم، هم القوم لايشقى جليسهم .
*