الموضوع: موتٌ مقدس
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
2

المشاهدات
2068
 
غادة قويدر
أديـبة وشـاعرة سـوريـة

اوسمتي


غادة قويدر is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
733

+التقييم
0.14

تاريخ التسجيل
May 2010

الاقامة
Syria

رقم العضوية
9194
11-01-2011, 03:55 AM
المشاركة 1
11-01-2011, 03:55 AM
المشاركة 1
افتراضي موتٌ مقدس
* موت مقدس *

والتقينا ، في ذات الطريق ،نستحم بشوقٍ تحت ذرات الثلج ،وهي تلسع وجنتينا بعناد وتقرع الأرصفة اليائسة من حولنا 0كانت أفكارنا تتناسل حالمة و
كان الطريق شبه خال من المارة،إلا عجوزا يتعثر بخطاه،يتخذ من عكازه السوداء مطية للعبور بين أكداس الثلج البيضاء0كان الثلج يشبهنا تماما،وكنا قبل أعوام ،ننظر إليه فيخجل من انعكاس بلوراته في عيوننا0فالفضاء حر من حولنا ويسمح لنظراتنا أن تتلاقى دون استشعار خطر 0والريح الخافقة كعادتها هدأت ، مراهنة بهدوئها على استمرار هطول الثلج0
كنت أسأل نفسي لماذا الخوف في هذه اللحظة يظللنا ويحتل أروقة الروح العطشى فينا؟ كان الجواب ذ و احتمالين ؛ أحدهما افتعال هذا الشوق 0وثانيهما وهم متكدس بأعماق كلينا0حتى المظلة سكرت من دهشتنا وراحت تصيح : أنقذوني من برودة جمدت أجزائي0وبقينا نرتق أهداب السؤال ولكنه تعثر في شفاهنا0لم نفطن لمرور الثواني من خلفنا، لأننا نسينا وباختصار أن نجلب ساعة ضد الثلج0كنت ألمح بعينيه ذات النظرات الحزينة،والتي تعاهدنا من سنين أن تنتش بذور ثمارها فينا، حتى رسائلنا عبرت تلملم أجوبة لم تكتب بعد 0وتتصاعد دندنة
العجوز بصوته الذي يشخب كجرح مفتوح، ليوهم الصدى أنه الأقوى ،و كأن فيروز أورثته ذاك اللحن أو ربما وجد نفسه أحق بترديده0وببطء يتراجع الصوت إلى أن يموت بين جدران البيوت،
ونحن بقينا صامتين نشيع جثمان الشوق الذي ظننا أنفاسه تلاقحت
فينا والى الآن لم يزل يشهق حالما بموت مقدس 0