عرض مشاركة واحدة
قديم 10-20-2011, 01:00 PM
المشاركة 99
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الاستاذ حمود الروقي المحترم

تقول" ما رأيكم لو نتـفـق جميعـًا على الإجـابــة على هـذا التسـاؤل " رغم أنني أكــره الـسـؤال بـ هل " !!
ولكـن .. هـل يُمكـن اكتســاب العـبـقـريـة ؟؟ في الصـفحات السـابـقـة أشـرتم فـي معـرض مشاركاتكم القـيـّمة عن مدلولات المفـهوم من العـبـقـرية وتناولتـم العديد من الدراسات والأبحـاث الخـاصة بهذا المـفـهوم ، وإنـني ومن خـلال قـراءاتٍ عـدة فيهذا الحـوار أودّ توضـيح ( العمليـة العـقلية ) التـي تنتـج العـبقرية
بعـيدًا عن سـر هذا المصـطلـح أو الإشـارة إليـه بأنّه:روح تسكـن عـقـول بعـض البشـر أو أنه أمـر خارق للعادة لا يُمكن وصـفـه !!
أنا - هُنا - سأكـتب من خـلال وجهـة نظـري الشخـصية وبنـاء على ما تعـلمته من عـلم بسيط حول هذه الأمور:
أولاً : دعونـا نعـرّف التفـكيـر وهـو:
- سـلسـلة من النشـاطات العـقـلية التـي يـقوم بها الدماغ عندما يتعـرّض لمُثير يـتم استقـباله عن طـريق واحـدة أو أكـثر من الحـواس الخمـس.
- وهو أيضـًا العملية التـي يتم بواسطتها توليد الأفكار وتحليـلها.
- وهو أيضـًا " العملية " التي تحـدث عندمـا يـحـل الإنســان مشـكلـة

... والتعـاريف كـثـيرة جـــدًا في هذا العـلـم الكبيـر .. فالتفكـير لا يحـدث إلاّ عندما يتعـرض الإنسان لمشكلـة أو لموقـف ما يستدعـي الفهـم والانتبـاه ..

التفكـير في حـل المشكـلة ( عبارة عن خطوات وإجراءات مُعقـدّة وأشياء أخرى ) وما نتعـرّض له يوميـًا ، فعند التنفـيذ لحل مشكلة ما ، هُنا نستخدم مهـارات التفـكيـر وهـي كـثيرة ، ومنها الاستنباط والتحـليل والتركيب والطلاقة في الأفكار والحلول والمرونة والمقارنـة و و و إلخ
فالسـيارة ( كتلة من حديد ) وقـيادتها ( مهـارة ) أي لا يستطيع من لايمتلك مهارة القـيادة أن يقود سيارة .!
وكذلك القهـوة ( مجموعة من الحبوب والبهارات ) و إعدادها ( مهارة ) .. وكـذلك القـنبلة النوويـة ( كتلـة جامدة أبعدها الله عنا وعنكم ) لا يصنعها إلاّ من يمتلك مهارة ، ولا يُطلقها إلاّ من لديه مهارة ..!


ومن خلال ما سـبق .. يأتي دور الإبداع ، وقد صنـّفه العـلماء بالتفكـيرالإبداعـي " بأنه النظـر للمألوف بطريقة غير مألوفة " ومنه الطلاقة والمرونة والأصالة والتفـاصيل ، وكلها تتعـلق بالأفكـارطبعًـا ، ولعـلّ الأصالة أو الجـِدّة هـي نطفـة في رحـم العـبقرية .. تنمـو من خـلال " الدافعـيـة " نحو إنتـاج شـيء جـديد لم يُـكتشـف بعـد إلاّ أنه " يحـلّ " مشكـلة كـبيرة أعجزت عـقول الآخرين .. وبعـد ولادة الفكــرة الجميـلة يأتي دور " التفـاصيل " من مهارات التفكـير الإبداعـي ، لِـتـُحدِث مزيـدًا من البهـاء على الفـكرة .. والتفـاصيل تشمـل الفكـرة إن كانت مُنتجًا محسوسـًا كإضافـة بعـض الوظـائـف أو تغـيـير بعـض الأشكـال ، وهنا المفكـرون يستخدمون مهـارة " سكامبـر " صديقــة المنتجات الإبداعيـة ؛ لأن وظيفتها تطويـرالمنتج بعد ولادته ، وليست حديثنـا .. هُنا

( العبـقرية ) هي الفكــرة المجنونــة ، الفكــرة الحديـثة التـي لم يكتشفهـا الآخر ، هي المُنتج الأصيل الذي يحل مشكـلة ( مغلقة ) وقـد أشـرنا في مشاركاتنا السـابقـة للمشكـلة المغـلقـة وهي التـي لا يـوجد لها إلاّ حل واحد وطريقة واحدة للحــل ومن خـلال ما تقـدّم نـقـول أنّ العـبـقرية مصـطلح يجـب ألاّ نطـلقه إلاّ عـلى الفكـرة الجديـدة فـقـط ، مع تحـفظـي على أن نفهـم من تعريف المعجـم العربي أو الأجنبي للعـبقـري أنه يمـلك روحـًا وقـوة إلاهـيـة تحـفظ الإنسـان من المهد إلى اللحـد وتوجـد في الجانـب
الروحـي أو المـقـدّس من كـل فــرد - كما في تعريف Genius / العـبقرية أو كما عـرّفه لسان العـرب بأنه يُنسب لواد الجّن وكـفـى !!

لو أطلـقـنا العـبـقرية على الأشخاص مثـلاً وهم الذين يتمتعـون بالروح الخارقـة التي تسكـن عقـولهم والقـرين النابـغ الذي يكشف لهم ما وراء الخـيـال ؛ لكـان كـل عـبـقري يستطـيع حـل كـل المشكـلات بكافـة أنواعـها بحكم أنه خـُلـق هكذا ويمتلك عقـلاً خارقــًا .. ولكنـنا من هُنا نقـول أنّ " العـبقـري " لم يصـل لهـذه الدرجـة إلاّ من خـلال عـدة عـوامـل .. أهمـها (
- البيـئة التي يعيش فيها وتكون مُـحـفزة على الإبداع
- والموهـبة التـي يمتلكها مع قـدر أكثـر من المتوسـط في الذكـاء،
- والدافعـية القـويـة نحـو حـل مشكـلة ما والإصـرار على فهم غموضها واكتشاف ما ورائهـا

وهنا نقـول " الحاجــة " أم الاخـتراع ..!!


- إن وصف العمليات العقلية التي تؤدي إلى العبقرية على أنها "روح تسكـن عـقـول بعـض البشـر أو أنه أمـر خارق للعادة لا يُمكن وصـفـه!! " لم يأت حتما من فراغ ولكنه اكتسب تلك الصفات كونه نتاج خارق لا يمكن فهم طبيعته إذا لم يتم إدراك قوة العقل الباطن. فإذا عرفت قوة العقل الباطن الخارقة يمكن عندها التسليم بأن مخرجات ذلك العقل يمكن أن تكون خارقه... لكن في حالة الجهل أو عدم التصديق بقوة العقل الباطن لا يكون هناك سبيل إلا الافتراض بأن مصدر العبقرية شيء ما ورائي.

- وهنا اتفق معك بأن لا روح ولا جن تسكن العقول....بل هو مظهر من مظاهر عمل العقل بقوة وطاقة كبيرة تحركه خاصة الجزء الخفي منه ( العقل الباطن )...قد تتولد تلك الطاقة لظروف فوق عادية مثل الأزمات واليتم سواء كان افتراضي أو فعلي ...لكن وحيث أن الدماغ جهاز يعمل بالطاقة نستطيع أن نجيب على السؤال: هل يمكن اكتساب العبقرية ؟

- بـــ نعم.

- أما كيف يتم اكتساب العبقرية في غياب تلك الظروف الاستثنائية التي تؤدي إلى ولادة أو الأصح تفجر طاقات تؤدي إلى زيادة نشاط في الدماغ ليصبح قادر على الإنتاج العبقري كما حدث مع الكثير من العباقرة المعروفيين؟

- هنا تبرز الحاجة للقوانين التي نحن بصددها هنا (قوانين اكتساب العبقرية)، أو إلى المنهجيات أو الآليات التي يمكن من خلال استخدامها زيادة نشاط الدماغ ليعمل بطرقة فوق عادية...بغض النظر عن التسميات فقد يصفها البعض مثل الدكتور ابرهيم الفقية بطرق الوصول إلى النجاح..الخ.

- أي بمعنى دفع الدماغ ليحاكي في أداؤه ونشاطه ما يحدث عندما يتعرض الإنسان إلى موقف أو مشكلة كما تقول، مع التنويه أن نسبة النشاط تلك تتناسب طرديا مع وزن المشكلة وقوة تأثيرها على الدماغ...ولذلك نجد أن من يتعرض لصدمات الموت ( اليتم، موت الأقارب ثم الأبعد فالأبعد) نجده قد امتلك عقل في قمة النشاط في حالة اليتم المباشر ثم يقل تدريجيا كلما كان اثر الموت ابعد.

- إذا ما يجب أن تسعى إليه قوانين اكتساب العبقرية هو فهم الآلية التي يعمل بها الدماغ ومحاولة تعريضه لنفس ظروف واثر اليتم ( افتراضيا طبعا ) للحصول على أفضل نتائج أن كان ذلك ممكنا.

- وإلا يمكن، على الأقل، فهم طبيعة هذا الجهاز على انه يعمل بالطاقة وعليه لا بد أن تكون القوانين قادرة على زيادة نسبة نشاط الدماغ من خلال:

o أما زيادة نسبة الطاقة المتولدة في الدماغ.
o أو تدريب الدماغ للقيام بعمليات عقليه معقدة وقادرة على إيصال صاحبها إلى نتائج ومخرجات عبقرية...

- ولا شك أن ذلك أصبح ممكنا من خلال ما يعرف بالبرمجة اللغوية العصبية وما إلى ذلك من تدريب وبرمجه تساعد الدماغ على أن يعمل بكفاءة أفضل.

- ويظل مربط الفرس هو فهم طبيعة العقل الباطن...فعند إدراك أن هذا الكيان الخفي يمتلك قدرات هائلة يصبح من الضروري تطوير آليات تركز على تحفيز وتنشيط العقل الباطن وبرمجته ليعمل بأقصى حد من القوة...لكي يعطي أفضل النتائج...


وهي إذا نجحنا في هذه المهمة... ستكون نتائج عبقرية حتما ودائما.