عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
0

المشاهدات
1859
 
محمد فتحي المقداد
كاتب سـوري مُتألــق

اوسمتي


محمد فتحي المقداد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
650

+التقييم
0.12

تاريخ التسجيل
Sep 2009

الاقامة

رقم العضوية
7788
10-18-2011, 01:10 AM
المشاركة 1
10-18-2011, 01:10 AM
المشاركة 1
افتراضي قطار الأحلام .. بقلم( محمد فتحي المقداد)*

قطار الأحلام

قصة قصيرة
بقلم ( محمد فتحي المقداد)*

(1)
أفقٌ قاتم..
وأشباحٌ من الأوهام تراءت له وأحكمت أطواقها حول عنقه.
كاد يختنق.
ازداد لهاث أنفاسه حتى كادت تنقطع أو تتوقف..
(2)
قطار المستقبل توقف عن الحركة,بعد أن شاخ وهرم مهموماً بلحظة الوصول المكتومة الأنفاس .
(3)
أشباح الأوهام عشعشت في المكان , فسيطرت على أفكاره.
حاول جاهداً و بكل إمكانياته أن يستعيدها, لكنها تكلّست وتجمدت, فأصبحت كالمستحاثات في متحف التاريخ, لاتلمسها الأيدي أبداً..
فقط تلحظها العيون, وممكن أن تبدي الدهشة إذا استثارت شيئاً في عينيه.
(4)
توقف ( جبر ) أمام سُلّمٍ متكئٍ على الجدار الحجري في بيت جدّه القديم الموروث.
تذكر أن طموحاته مثل هذا السُلّم الذي كان يحلم بارتقائه..
حيث بنى قصوراً من الأحلام الوردية بعد تخرجه من الجامعة..
تراجع للوراء, ولم يستطع أن يضع رجله للآن على الدرجة الأولى..
بينما كان يَهُمّ بالصعود. أرجعها لمكانها.
ور اح يستعرض درجات السُلّم, فوجداه بعيدة المنال.
قرر تخفيض سقف طموحاته, إلى دون الدرجة الأولى ..
(5)
انزوى في البيت أولاً و انكفأ منطوياً على نفسه, متلذذاً بشهوة محاكاة نفسه, وصار يتجنب الخروج للإلتقاء باصدقائه.
غادرته الرغبة في الإتصال بأي منهم.
ازدادت شراهته للتدخين, وسحب الدخان تتكاثف حوله في أغلب أوقاته.
اصطبغت شعيرات شاربيه البيضاء باللون الأصفر.
بينما علب الدخان الفارغة أصبحت كومة كبيرة في أحد زوايا البيت, تعادل أكوام الهموم التي غلفت حياة جبر .
(6)
طيف أرغفة الخبز طاف بذاكرته, التي حرضتها قرقرة بطنه الذي تتلوى من ألم تسببب بها فقدان الرغيف عندما تباعدت المسافة بينمها..
أصبح الرغيف سراباً, طال لهاثه وراءه حتى يصل إليه...
(7)
ليتني ما خُلقت في هذه الدنيا..
ليت أمي لم تلدني ..
يتساءل: هل جنيت على أحد ؟
رباه هل أنا في حلم أو في علم ؟
تذكر من قالها له قبل عشر سنوات:" جبر من بطن أمه للقبر", وقتها كبرت في راسه واستهجن ما سمع, تأكدت الآن ...
--------------- انتهى
بصرى الشام 17-10-2011