الموضوع
:
وصية المليونير.. بقلم: ريما ريماوي
عرض مشاركة واحدة
10-15-2011, 12:28 PM
المشاركة
7
ريما ريماوي
من آل منابر ثقافية
تاريخ الإنضمام :
Sep 2011
رقم العضوية :
10476
المشاركات:
801
وسيم زير النساء 7/8
وسيم شاب رياضي وسيم، تتحلّق حوله الفراشات، يستمتع بشبابه ويتنقل من زهرة إلى أخرى، لا يبالي بمن يدوس منها، هو الأقرب شبها لعمه.
أزعجه شرط الوصية، فالزواج ليس من ضمن مخططاته، كان يركض في النادي الرياضي شاردا مستغرقا في التفكير، على حين غرّة اصطدمت فيه بقوة فتاة قطعت عليه الطريق عرضيّا، فوقعت أرضا من عزم الضربة. انشغلت بمحاولة تغطية جسدها البض وقد فكت أزرار قميصها نتيجة الصدمة، بتصرف عفويّ خلع قميصه وناوله لها لكي تغطي عريها.
الحسناء في الثالثة والعشرين، ناضجة ذات جمال غجري أخّاذ، تقاطيعها كبيرة، خصوصا عينيها اللوزيتين بلون شعرها الأسود الفاحم الذي انفكّ من عزم الضربة، وصار يتلوى بحرية حول وجهها المستدير الأبيض كالقمر. نظر اليها مذهولا في حياته لم ير امرأة بهذا الجمال الوحشي الطبيعي ودون مساحيق تجميل.
مدّ لها يديه الاثنتين يساعدها على النهوض، فشعر بقوتها تسري في جسده وتلامس
شغاف قلبه.
عرف أنّها زوجته المستقبلية دون تفكير بوصية عمه. رافقها بالمشي وسألها عن اسمها، لكنها تمتنعّت عليه، وعرف منها أنها من أعضاء نفس النادي.
افترّ ثغرها عن أجمل ابتسامة لؤلؤيّة، يا لهذه الشفاه المكتنزة ما أجملها، ويا لأنوثتها الصاخبة ما أخطرها. وهي تقول:
- آتي إلى هنا للركض عادة، إلى اللقاء لاحقا. ولوّحت مودّعة. اختفت عن الأنظار، فانقبض قلبه وفكّر:
"ماذا لو اختفت كما جاءت؟" لكنه طرد هذه الفكرة سريعا، وعاد الى البيت مشغولا يفكر
بهذا الكائن الوحشي الجميل.
استمر يترقبها بشوق، وفرح بعودتها بعد ثلاثة أيام، وكان اليأس قد بدأ يتسلل إلى قلبه.
مدّت يدها تسلّم عليه وعندما استقرت في راحة يده، لم يعد يرغب في أن يفلتها، كي لا تذهب وتختفي عنه مرة ثانية. بدآ معا بالمشي السريع، واستطاعت مجاراته بسهولة.
"يا لجسمها القوي الرشيق" فكّر في نفسه، أحس بحيويته المستمدة منها ومن عنفوانها تتدفق في أنحاء جسده.
واصلا لقاءاتهما على هذا النحو يوميا، يمارسان رياضتهما الصباحية بالهرولة والمشي السريع، ألفها وازداد التآلف بينهما، سعيدا بها.
وكلما حاول مصارحتها بالحبّ تتهرّب منه خجلة، لم تسمح له بالبوح. عرف بعد لأي أنّ اسمها "سحر".
ثم عادت واختفت عن الأنظار، لم يسمع خلالها خبرا. عاف في غيابها كل شيء، لا يريد إلاّ رؤيتها من جديد، وأحس مدى تعلّقه بها خائفا أن يفقدها.
عادت بعد اسبوعين، ركض نحوها يعانقها بقوة ويدور بشفتيه الحارّتين على أرجاء وجهها دون أن يهتم بالناس حولهما تراقبهما. يترجّاها ألاّ تغيب ثانية، طالبا الزواج منها، هزّت رأسها موافقة وهي بين يديه ضاحكة موردة الخدين سعيدة.
رد مع الإقتباس