الموضوع
:
وصية المليونير.. بقلم: ريما ريماوي
عرض مشاركة واحدة
10-15-2011, 12:09 PM
المشاركة
2
ريما ريماوي
من آل منابر ثقافية
تاريخ الإنضمام :
Sep 2011
رقم العضوية :
10476
المشاركات:
801
وصية المليونير 2/8
بدأت الأحداث في بلد ما من العالم؛
داخل غرفة النوم الرئيسية لقصر فخم، يستلقي رجل عجوز يلفظ أنفاسه الأخيرة، وقد تجمع حوله عدد من الأقارب يجهشون بالبكاء. في لحظة أن أسلم فيها الروح ساد صمت ثقيل غريب. وساد الجوّ شعور بارتياح عام لوفاة قريبهم المليونير "عدنان" الذي كان بخيلا، ولم يساهم معهم إلا بنزر يسير من ثروته الضخمة، وحانت فرصتهم للتمتع بثروته.
في اليوم التالي بعد تشييع جثمانه مباشرة، اجتمع بهم محامي العم في غرفة مكتب القصر الفخم، من أجل تلاوة الوصية.
قام بعرض فيلم "فيديو" يظهر فيه العم عدنان، وكان يتمتع بصحته.
ظهر وقهقهته المكروهة، قال:
- أهلا بكم أقربائي. أعرف أنّكم فرحون برحيلي، وحانت فرصتكم للاستمتاع بثروتي، سوف أوزّعها عليكم بالتساوي، لكن عليكم تنفيذ وصيّتي أوّلا، وستنالون نصيبكم بعد سنة من الآن. وإليكم شروطي:
أولا فلنبدأ بأكبركم "رقيّة" :
- عليكِ العمل في خدمة البيوت يوميا.. لمدة ستة أشهر، توجد شهادة توصية مع المحامي لهذا الأمر.
وأنهى حديثه بضحكة زلزلت كيانها التي استشاطت غضبا، وكان المحامي حازما وهو يوضّح لها أنها لن ترث عمّها إن لم تنصع لشرطه، فاستسلمت صاغرة.
تابع المحامي العرض، ليكمل العم من خلال الشاشة:
- ثانيا "نانسي" الجميلة:
عليك يا عزيزتي الزواج فورا من سائقي "محمود"، مع حفل زفاف وإشهار. ويجب أن تعيشي معه، قبل حصولك على نصيبك.
تنهّدت نانسي برقة، تخمّن:
"يا لعمي الغبي؟ أنا الفاتنة أتزوّج الصعلوك؟ وقد رفضتُ رجالا من عليّة القوم يتفوقون بكل شيء."
لكنّ ضعفها أمام عمليات التجميل، وحاجتها الماسّة للمال من أجل شفط دهون ساقيها, جعلها ترضخ ، رغم كشرتها الواضحة فبدت كالقطة بأناملها وهي تطرقها بعصبية على الطاولة أمامها، وتلألأت أظافرها المدرمة الطويلة المطليّة. لم يفتها أن نظرات نظرات الإستهزاء والشماتة الممتزجة بالرضا الصادرة عن ذاك الانسان البدائيّ الجالس بينهم، الآن فقط فهمت سبب حضوره الجلسة معهم.
-ثالثا "ماهر":
ماهر الذكي أما أنت فعليك القيام بجنحة تؤدي بك إلى الحبس لمدة أسبوع واحد على الأقل، أعرف أنك رعديد لا ترضى على نفسك ذلك، لكن هذه رغبتي كي ترث مني.
لم يكد عدنان ينهي كلامه وإذ بماهر يسقط على الطاولة مغشيا عليه، ركضوا يرشّونه بالماء البارد فاستعاد وعيه، مصفرّا خوفا. هو هزيل وجبان، لكنه ملتزم لم يخالف القانون ولا حتى مخالفة سير.
رابعا "عماد":
أردف المرحوم من خلال الشاشة:
- عماد حفيد ابن عمي العزيز، عليك العمل في ملجأ للعجزة لمدة ستة أشهر كاملة.
فتوقّد وجه عماد غضبا، وخرج صافقا باب المكتب بعنف ارتجّت له القاعة، يتمتم ساخطا: "لكم يكرهني هذا الحقير، هو يعلم مدى اشمئزازي من العجزة وضعفهم. من المؤكد يرغب بالانتقام فأنا لم أزره في المشفى."
لكنه هدّأ نفسه، وعاد وجلس مومئا للمحامي معلنا موافقته، هو الأشدّ حاجة للمال من أجل تأمين عيشه.
تابع المحامي العرض. وأردف الراحل:
- خامسا "وسيم":
أخيرا وسيم ابن ابنة عمتي العزيزة سارة، هل تدري أنّنا كنا مغرميْن، لكن شغلتُ عنها بالعمل وتكوين ثروتي، لم تفتها مغامراتي مع الحسناوات حولي، فتزوجت يائسة قبل أن يفوتها القطار، وأنجبتك، لا أخفيك أنني ندمتُ على خسرانها للأبد.
المطلوب منك إيجاد شريكة لحياتك والزواج منها مع البقاء معا ستة أشهرعلى الأقل لكي تحظ بنصيبك.
اكتفى "وسيم" بالابتسام موافقا، ومشاعر الحيرة تطفو فوق وجهه الوسيم البهيّ الطلعة، الزواج لم يكن واردا، على الرغم من تجاوزه الثلاثين عاما.
ثم ختم العم وصيته بتوريث خمسة عشر ألف دولار لكل من سائقه، وخادمه العجوز المطيع الموجود مع الحضور أيضا، على أن تدفع لهما مباشرة عدّا ونقدا دون قيد.. أو تأخير.
شارديِن انصرفوا دون أن يودعوا بعضهم بعضا، وكل يفكر في كيفية تنفيذ شرط العم القاسي، وتعاظم شعورهم بالحقد عليه.
** يتبع **
رد مع الإقتباس