عرض مشاركة واحدة
قديم 10-14-2011, 05:22 PM
المشاركة 14
نصري عاهد
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
كان شباك غرفة جلوس تلك الفتاة العشرينية العليلة- حيث تمضي معظم يومها- يطل على حديقة جميلة غناء, تحتوي الأزهار من كل الألوان, وفيها جميع الأشجار المثمرة, ولكنها كانت تحب مراقبة شجرة مشمش, ضعيفة هزيلة موجودة قرب شباكها. وكانت عاقرا لم تحمل أية ثمار مطلقا منذ زراعتها قبل عشر سنوات. وكلما أعلن والدها عن رغبته في خلعها, رفضت بشدة, لأنها كانت تحب تسميتها مطار العصافير, فقد كانت العصافير تحط عليها كل يوم بالعشرات. وكانت تطرب للاستماع الى صوت تغريدها, وتستمتع بالنظر إليها حتى لكأنها أصبحت تفهم لغتها وغزلها.

ومؤخرا تم تغيير المزارع بآخر أمهر من سلفه, واستطاع معرفة سبب ضعف الشجرة, فعالجها بالمبيدات والأسمدة المناسبة. فأينعت وأزهرت ومن ثم أثمرت. وكان الجميع فرحا بهذا الأنجاز العظيم إلا الفتاة العشرينية, فلقد اختفت عصافيرها تماما ولم تعد تهبط على الشجرة, وافتقدتها كثيرا واشتاقت لرؤيتها وسماع تغريدها من جديد.

وفي يوم من الأيام أحست بالارتياح بينها وبين نفسها عندما جاء والدها يضرب كفا بكف, وبلغها أن العصافيرعادت وأكلت كل ثمار المشمش! ابتسمت وهي بالكاد تستطيع اخفاء فرحتها عندما رأت العصافير تملأ الشجرة من جديد. وأحست قلبها العليل يقفز من الفرحة وقالت: لاتحزن يا أبي ولاتنس أن طرح شجرتنا للثمر يعد جمعة مشمشية, أما العصافير فهي تشجينا بتغريدها وتسلينا طيلة أيام السنة.

وتحقق للفتاة المرهفة ماتمنت أخيرا، وزينت الطيور بألوانها شجرة المشمش،وغمرت الكون بعذب تغريدها، وأضفت على جمالها إشراقة وطمأنينة غمرت تلك الفتاة المملوءة بالحب والفرحة.
السلام عليكم ..
ثلاثة كلمات وأغادر :
( احترم هذه العقلية )
بحفظ الله