الموضوع: الرَّحِيل
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-12-2011, 03:48 AM
المشاركة 13
غادة قويدر
أديـبة وشـاعرة سـوريـة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


الرَّحيل



أمّا وقدْ أزِفَ الرحيلُ مُوَدِّعاً
يُجري الأنينَ ، و حالكُ الليلِ ادلهَمْ

قـَدْ فـَجّرتْ أكمامُهُ الحَمراءُ من
آلائِهِ في العُمْرِ : أسبابَ العدَمْ

ونسائمُ الفجرِ الخضيبةِ بالنـَّدى
منشيّةً ! قدْ باتَ يعصرُها الألـَمْ

ومعالمُ الغَسَقِ المظلـّـلِ بالحريـ
ـقِ يُغلّ أشذاءَ الأصائلِ بالحُمَمْ

هلْ لي مناصٌ أنْ يُعادَ ليَ الشَّبا
بُ ، فأستعيدَ به الحياةَ وأُسْتـَرَمْ

هرمٌ هي الدنيا ، وقدْ حانَ النزو
لُ . وحانَ لي الترحالُ عن ذاك الهرمْ

فلقد عبرتُ الذروةَ الحمـقاءَ معـ
ـتَمِراً بها ألأشجانَ ، واجتزتُ القِممْ

لن أنبشَ العَهدَ القديمَ ، فإنـّني
إنْ ترجعِ الأيامُ ، يحصُدْني الألمْ

لاحمّ فيه يغيثني أملاً ولا
منْ غردَقٍ يروي ، ولا أسْمالِ رَمْ

إنَّ الهروبَ إلى الوراءِ - بمثلِ ما
يُجـري الحنينَُ - كما الهروبُ إلى العدَمْ

لمياءُ ..يا قدري المزيّنُ في الشقا
ءِ و في المغانمِ والسعادةِ والنِعَمْ

قد كنتِ لي نِعْمَ الرفيقةِ ، أستنيـ
رُ بوضْحِها حُلكَ المجاهِلِ والظُلَمْ

فكما رحيقُ الزَّهرِ ، شهـدُك ، ياحبيـ
بةُ ، في الضَّميرِ وفي الشِّغافِ ، قد انخَتَمْ

وبمثلِ ما عبقَ التذكّرُ في الضميـ
رِ من الشذى ، أَجرى التمائمَ ، واحتدمْ

ما أبدعَ اللحْنَ الـَّذي يزدانُه الـ
ـحبُّ الذي أرْخيتِ في بحرِ النغمْ

زينُ النِّساءِ تعَفـُّفاً ، كمْ أسبَغَتْ
قلبي الحنانَ ، وضَمَّدتْ حزني ، وكمْ

لا أذكرُ الأيـَّامَ إلا حُلوةً
في رفقـَةِ القلبِ الحَنونِ المعتصَمْ

فقلوبُنا محْضُ الودادِ ، وعهدُنا
وَسَمَ العفافُ لحونـَه ، وبهِ اتـَّسمْ

* * *
لاتسأليني كيفَ كنتُ ..وأينَ صرْ
تُ (مِنَ الحَياةِ) ، وفيم يخذِلـُني الهَرَمْ

في نصفِ قرنٍ ما رغبـتُ ، حبيبتي ،
إلـّا بما كتَبَ الإلهُ وما رَسَمْ

مصفوفة ٌ أقدارُنا .. صفَّ الإلـ
هِ ، و يومُنا رهنُ الصحائفِ والقلم


* * *




ماجد الملاذي
الشاعر الشاعرْ ماجد الملاذي

وهنــــــــا رحيقُ الزهر اجتاز حدود المكان وطوق الروح نغما
قصيدة رائعة بمجمل أدبياتها ..
وهنا نستظل بشعر رقيق وصور تحلق الى السماء
تحية لنزف راق لأرواحنا
ودي وتقديري