عرض مشاركة واحدة
قديم 10-11-2011, 11:42 AM
المشاركة 96
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
السيد محمد عبد الرازق عمران

وتقول " ونظرية الصفحة البيضاء بالنسبة للإنسان هي الأرجح في الدراساتالمعاصرة أمام تلك القديمة التي قال بها قديما ( أفلاطون ) والتي يذهب فيها إلى أن المعرفة هي عبارة عن تذكر ومحاورته مع العبد التي حاول فيهاأن يثبت أنه رغم جهله يعرف إحدى النظريات الرياضية المعروفة في ذلك العصر مطروحة فيكتاب الجمهورية فيما أعتقد .".

في خبر نشرته الجزيرة منذ أيام بعنوان " حديثو الولادة يميزون بين الخطأ والصواب " ويقول الخبر:-

وجدت دراسة جديدة أن بإمكان الأطفال في عمر 15 شهرا التمييز بين الصواب والخطأ. وذكرت صحيفة دايلي ميل البريطانية، أن الباحثين بجامعة واشنطن وجدوا أن التفريق بين ما هو صائب وخاطئ مهارة موجودة عند الأطفال حتى في عمر 15 شهرا.

ولاحظ العلماء أن الأطفال بالعمر المذكور قادرين على إظهار فهم جيّد لما هو عادل وغير عادل، فهم تمكنوا من التمييز بين التوزيع العادل وغير العادل للطعام مثلا.
وظهرت أيضا علاقة بين مدى حساسية الأطفال تجاه السلوك العادل واستعدادهم لمشاركة الآخرين لعبتهم المفضلة.

وقالت الباحثة المسؤولة عن الدراسة جيسيكا سومرفيل، إن "دراستنا تظهر أن هذه المعايير المتعلقة بالعدل والإيثار تكتسب بسرعة أكبر مما كنا نظن".
وأضافت أن الدراسة أظهرت أيضا علاقة بين العدل والإيثار عند الأطفال، وعلى سبيل المثال، فإن من هم أكثر حساسية تجاه العدل في توزيع الطعام، هم أكثر احتمالا لأن يتشاركوا مع الآخرين لعبتهم المفضلة.

- يتضح من هذه الدراسة بأن العلم لم يتوصل بعد إلى فهم صحيح لطبيعة الدماغ وقدراته واليات عمله...بل هناك الكثير من الشواهد العملية والتي تظهر أطفال يقومون بأعمال عبقرية دون أن يتدربوا على ما يظهر هذه العبقرية..وفي ذلك ما يشير ويؤكد على أن الدماغ يشتمل على المعرفة بشكلها الكامل وكأنه جهاز كمبيوتر يختزن المعرفة كاملة. لكن مخازن المعرفة تلك تظل عصية ومقفلة الأبواب بانتظار النضوج الجسدي وتراكمات المعرفة من البيئة والتي يتم تحصيلها عن طريق الحواس وتعمل مثل مفاتيح لمخازن المعرفة الكامنة...مثل النحلة تأتي بالرحيق من الازهار لكنها تضيف الكثير من العناصر التي تفرزها الغدد الصماء الموجودة في الدماغ فيتحول الرحيق الى عسل بعد مجموعة من العمليات.

- وأحيانا تحدث طفرة كنتيجة ربما لوجود وفرة في كيمياء الدماغ عند طفل ما.. فتتفتح مخازن المعرفة الكامنة تلك أو بعضها على الأقل فتظهر عبقرية الطفل في سن غير متوقعة أبدا...والأمثلة كثيرة على ذلك.

والمشكلة أن قوة النظرية التي تقول بأن العقل صفحة بيضاء قد تدفع البعض الى الاعتقاد بأن مظاهر القدرة العقلية العبقرية عند الاطفال له علاقة بالجن مثلا. ولك ان تتخيل ما يمكن ان يحصل لطفل عبقري يعتقد من حوله بأنه ناطق بأسم الجن.

- لاحظ أن إحدى الدراسات الحديثة والتي بثت على شبكة الـ bbc أظهرت أن دماغ الجنين يتأثر بالصدمات التي يمكن أن تتعرض لها الأم وقد تكون هذه الدراسة مدخل لمعرفة العوامل التي لها تأثير على تفتح مخازن المعرفة وآلية ما يحدث..وهل الأمر يتعلق بإفرازات هرمونية ( كيمياء الدماغ ) أم أن هناك شيء آخر لا يزال مجهول؟؟

في المحصلة لا يمكننا التسليم بأن الدماغ يولد وهو صفحة بيضاء... بل العكس تماما وذلك بدليل الكثير من الشواهد....

وأتصور أن أهم مشكلة تواجه البشرية هي عدم فهم آلية عمل الدماغ.

ولشدة الخوف من القوة الخارقة للعقل خاصة الجزء الباطن منه والخوف من فقدان السيطرة والجنون قامت البشرية على تطوير آليات لتحجيم قدرات العقل أي بمعنى آخر التحكم بمخازن المعرفة وتحجيمها وكبتها وأحيانا إقفالها تماما، وذلك من خلال وضع اطر ونظم محددة بما هو مسموح وما هو غير مسموح ( فلسفات تبريرية )، ويكون مركز هذه الأطر في الأنا العليا في الدماغ، ويتم نقلها للطفل عن طريق التربية والتعليم والبيئة المحيطة والتراث الحضاري السائد...

ولكن في نفس الوقت تظل عقولنا تحاول توسيع الدائرة من خلال إحداث تطوير على تلك الانماط التي تتحكم في الدماغ. وهذا هو محور الصراع بين الرقابة والحرية.

يتبع،،