عرض مشاركة واحدة
قديم 10-06-2011, 03:08 PM
المشاركة 15
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
بِعَيْنَيْكَ فَجْرٌ أنتَ تَنْزِفُ طُهْرَهُ = فَهَلْ شَهِدَ الرَّاءُونَما أنتَ نازفُ؟

في هذا البيت يوضح الشاعر سبب دعوته لذاته الشاعرة الى ضرورة الحركة والإقدام على فعل الشعر. فهو يرى بأن ما يكتبه من قصائد تحمل في ثناياها ولادة فجر طاهر جديد يظهر في عيني الشاعر.

ويطرح الشاعر هنا سؤالا استنكاريا: هل يا ترى يقدر المتلقيين (والراءون ) ما تنزفه من أشعار؟ تلك الأشعار التي ترسم ذلك الفجر الجديد.

وفي هذا البيت صورة شعرية جميلة للغاية حيث يشبه الشاعر فعل الشعر بالنزيف، ويشبه اثر الشعر بالفجر الجديد، ذلك الفجر الذي يكاد يطل من عيني الشاعر.

وكأن الشاعر يخاطب ذاته قائلا: كيف تقف مكتوف الأيدي وأنت بما تقوله من شعر جميل ترسم وتصنع فجرا جديدا.

ولا يخفى أن الشاعر هنا يفتخر بملكة الشعر لديه...إذ يرى بأن ما يقوله من شعر إنما يساهم في صناعة فجر جديد. وهو ليس شعرا ينز نزا، وإنما هو شعر غزير وهو أشبه في ولادته بالنزف.

وفي ذلك أيضا وصف للحظة الشعرية فهي ليست أمرا هينا وإنما عملية صعبة ومؤلمة وأشبه ما تكون بالنزيف النازف من العين.

وفي هذا البيت يستخدم الشاعر صورة شعرية ومحسنات أضافت إلى البيت جمالا وسحرا. فباستخدام كلمات ( عينيك + تشهد ) يوقظ في المتلقي حاسة البصر. وفي النزف ما يوحي بالحركة بل ربما بصورة الدم النازف من الجرح، ولكن النزيف هذه المرة هو نزيف قصائد تصنع فجرا جديدا، يولد من عيني الشاعر، الذي نراه يفتخر بأهمية دوره كشاعر.

ففي البيت إذا تأكيد على دور الشاعر في المجتمع ..فالشاعر ينزف شعرا..ويصنع فجرا.

يتبع،،