الموضوع
:
إعرابُ سورةِ الصَّمَد ومعانيها / لابن خالويه
عرض مشاركة واحدة
احصائيات
الردود
10
المشاهدات
10317
عبدالأمير البكاء
من آل منابر ثقافية
المشاركات
342
+
التقييم
0.06
تاريخ التسجيل
Mar 2010
الاقامة
العراق / النجف الأشرف
رقم العضوية
8844
10-05-2011, 10:17 AM
المشاركة
1
10-05-2011, 10:17 AM
المشاركة
1
Tweet
إعرابُ سورةِ الصَّمَد ومعانيها / لابن خالويه
إعرابُ سورةِ الصَّمدِ ومعانيها
لابنِ خالويه
بسم الله الرحمن الرحيم
قُلْ هُوَ اللّهُ : ( قُلْ ) فعلُ أمر ٍ، فإن سألك سائلٌ فقال : إذا قال
لك قائلٌ : قُلْ لا إلهَ إلا اللهُ ،وجب عليك أن تقول : لا إله إلا
اللهُ ، ولا تزد ( قُلْ ) ، فما وجهُ ثباتِ الأمر في (قل) في
جميع القرآن الكريم ؟ فالجواب في ذلك أن التقديرَ هو قُل يا
محمدُ هو اللهُ ، وقلْ يامحمدُ أعوذ ُبربِّ الناس ، فقالها النبيُّ
صلى الله عليه كما لقـّنهُ جِبريلُ عن اللهِ عزوجل ، وأخبرنا
إبنُ الأعرابي قال : قيل لأعرابي : ما تحفظ من القرآن ؟ قال
: أحفظ سورَ القلاقِل: يعني ما كان في أوّله قُلْ .( هُوَ) : رفعٌ
بالإبتداء . و(اللهُ) تعالى خبرُه , فإن قيلَ : لِمَ ابتدأتَ بالمَكْنِيِّ
ولم يتقدم ذكرُه ؟ فقل لأن هذه السورة ثناءٌ على الله وهي
خالصة ٌ له ليس فيها شئٌ من ذكر الدنيا , ونزلت جوابا لقوم
قالوا للنبي صلى الله عليه واله وسلم : أخبِرنا عن الله تعالى
أمِنْ ذَهًبٍ هو أم مِن فِضة ٍأم منْ مِسْك ؟ فأنزل اللهُ تبارك
وتعالى : (قلْ هوَ اللهُ أحَدٌ ) أي واحد .
أحَدٌ : بدلٌ من اسم الله . والأصل في أحد هو وَحَدٌ أي واحدٌ ,
فانقلبت الواو ألفا . وليس في كلام العرب واوٌ قُلبتْ همزة
وهي مفتوحة إلا حرفان هما (أحَد) وقولهم امرأةٌ أنَاةٌ أي
رَزَانٌ لأن الواو إنما تُستثقلُ عليها الكسرة ُوالضمة ُ،أما
الفتحة فلا تُستثقَل , وهذان ِالحرفان شاذّان
اللهُ : ابتداءٌ .و الصَّمَدُ : خبرُهُ , واختلف الناس في تفسير
الصمد فأجْوَدُ ماقيل فيه هو السيد اذا يصمد الناسُ إليه في
حوائجهم فهو قصدُ الناس , والخلائقُ مُفتقرون الى رحمته
واُنشِدَ :
أَلا بَكَرَالناعِي بِخَيْرَيْ بَني أسَدْ. بعَمْرِوبنِ مسعودٍ وبالسيدِ
الصّمَدْ
وقال آخرون : الصمدُ الذي لا يَطْعَمُ أو الذي لاجوْفَ له ,
والصمد أيضا هو الذي لا يخرج منه شيء قال الشاعر :
مَن كان ذا خوفٍ يخافُ الرّدى..فإن خوفي صَمَدٌ مُصْمَتُ
والصمد أيضا الباقي بعد فناء خلقه
لمْ يَلِدْ : جزمٌ بلم والأصل يَوْلِد , فلما حلـَّت الواو بين ياء
وكسرة خزلوها , فإن سأل سائل فقال : لِمَ لمْ تسقط الواو من
يُوعِدُ ويُوزِعُ , وقد حلت بين ياءٍ وكسرةٍ ؟ فالجواب في ذلك
إن هذه الواو مَدَّة ٌ لا واو صحيحة ، لأن الواو إذا سكنتْ
وانضم ماقبلها تصير مَدّة ٌ فصارتْ بمنزلة الألف في واعَدَ.
وَلَمْ : الواو حرفُ نَسَق ( عطف) و( لم) حرفُ نفي وجزمٍ
وقلبٍ ، تقلب معنى المضارع الذي للمستقبل إلى معنى
الماضي، كقولك : لم يكذبْ، فصار المعنى في الماضي.
يُولَدْ : جزمٌ بلم ، وعلامة ُجزمه سكونُ الدال .
ولمْ : الواو حرف نسق ، ولم حرف جزم.
يَكُنْ :جزمٌ بلم ، والأصلُ هو يَكُونُ ، فآستثقلوا الضمة على
الواوفنُقِلتْ الى الكاف، وسقطتِ الواو لسكونِها
وسكون ِالنون.
فإن سأل سائلٌ فقال : إنّ في كتاب الله تعالى (ولاتكُ) بحذف
النون ، وفي موضع آخر ( ولاتكُنْ) ، وفي موضع
(ولاتكوننَّ )وكلها قد نُهيَ بها، فما الفرق ؟ فالجواب في ذلك
أنّ الموضع الذي قيل فيه ( ولاتكن) سقطتِ الواو لسكونها
وسكون النون، وذلك أن كل فعلٍ إذا صحّتْ لامُه واعتلتْ
عينُه كان حذفُ عينِه عند سكون لامِهِ لالتقاء الساكنيْن لا
للجزم ، والموضع الذي قيل فيه ( ولاتكونَنَّ ) فإن مجيءَ
نون التوكيد المشددة فتحَ نونَ الفعل فرجعتِ الواو إذ كان
حذفها لمُقارنة الساكن، فلما تحركتِ النون رجعتْ ،
والموضع الذي قيل فيه ( ولاتكُ)
فإن النون سقطت لمُضارعتِها حروف المَدِّ واللين ، إذ كانت
تكون إعرابا في يقومان ، وسقوطُها علامة الجزم إذا قلتَ لم
يقوما ، ، كما تقول في حرف المدِّ واللين يدعو ويغزو ، ولم
يدعُ ولم يغزُ، فلما كثُرَ استعمالهم لكان ويكونُ ، إذ كانت
إيجابا لكل فعلٍ ، ونفيا لكل فعلٍ ، حذفوا النون اختصارا، ولم
يفعلوا ذلك في صان يصونُ ، فلا يُقال لم يَصُ زيدٌ عمراً ، إذ
لم يكثر استعمالهم لذلك .
لَهُ كُفوَاً أحَدٌ : له : الهاء جرٌ باللام الزائدة ، وكُفُواً : خبرُ
كان مرفوع ، وأحَدٌ : اسمُ كان ، أي ولم يكن للهِ أحَدٌ شبيهاً ولا
كُفُوَاً . وقال آخرون : كُفُوَاً ينتصب على الحال ومعناه التقديم
والتأخير : ولم يكن له أحَدٌ كُفُوٌ، بالرفع ، فلما تقدم نعتُ النكرة
على المنعوت نُصب على الحال ، كما تقول : عندي غُلامٌ
ظريفٌ وعندي ظريفاً غُلامٌ . واُنشِدَ :
لِمَيَّةَ مُوحِشاً طلَلُ..يلوحُ كأنه خِللُ
شكرا لأحبتي المنابريين راجيا التصحيحَ إن وُجد خطأ
رد مع الإقتباس