عرض مشاركة واحدة
قديم 09-28-2011, 11:13 AM
المشاركة 13
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
تابع ،،،

قراءة في قصيدة " إلى البحرِ أطوِي كُلَّ مَوجٍ..." للشاعر عبد اللطيف غسري:

وَكُنْ وَتَرًا لايَسْأمُ الليلُ عَزْفَهُ = وَكُنْ خَبَرًا فِي جَوْفِهِ مِنهُ طائِفُ

يكمل الشاعر حديثه مع ذاته مناجيا نفسه ويحثها أولا على أن تبادر إلى فعل الكتابة الشعرية وعدم الوقوف مكتوفة الأيدي بينما الزمن يمر مسرعا كما الحصان يخب خبا.

ويدعو الشاعر في البيت السابق نفسه أن تدع القلم يكتب ما شبهه الشاعر بزواحف من الضوء وهي القصائد الجميلة.

ويضيف الشاعر هنا وفي هذا البيت إلى ذلك دعوة ذاته الشاعرة إلى أن تكون مثل الوتر الذي يعزف موسيقى جميلة فلا يسأم الليل من عزفه لشدة جمال ما يقول.

كما يدعو الشاعر ذاته الشاعرة بأن تبدع وتزيد في العطاء حتى ينتشر خبر عبقريته الشعرية ويكون لشدة ما أنجز من عمل فني جميل ومؤثر مثل خبر تتناقله الألسن في جوف الليل.

ومن عناصر الجمال التي ضمنها الشاعر في هذا البيت تشخيصه للوتر وكأنه لوحده يعزف الحان جميلة وتشخيصه لـ الليل والذي جعله كشخص يُسر لما يسمع من الحان موسيقية هي قصائد الشاعر التي يحث ذاته الشاعرة على تدوينها.

وفي البيت ما يُحفز حاسة السمع، وفيه تسخير للألوان من خلال ما يشير إلى اللون الأسود وهو الليل.

ولا شك أن الموسيقى الداخلية في البيت لها وقع مؤثر على مسامع المتلقي خاصة بتكرار الألفاظ كن وترا ثم كن خبرا.